هورست أوباشوفسكي أكد أنه سيغير أشياء كثيرة في المجتمع للأفضل أو للأسوأ

باحث ألماني: الذكاء الاصطناعي لن يحلّ محل البشر مطلقاً

صورة

لا يرى الباحث الألماني في دراسات المستقبل، هورست أوباشوفسكي، أن في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تهديداً على البشر.

وقال الباحث (82 عاماً) في مقابلة مع وكالة الأنباء الكاثوليكية «كيه إن إيه»: «الذكاء الاصطناعي ليس سوى عامل خطورة، لكنه لن يحلّ محل البشر مطلقاً، بل سيقلدهم بشكل ضعيف على الأحرى. من المؤكد أنه سيغير أشياء كثيرة في المجتمع للأفضل أو للأسوأ. لذلك يجب أن نجد إجابات للأسئلة المتعلقة بما إذا كانت هذه التغييرات جيدة أخلاقياً، وما إذا كانت عادلة اجتماعياً، وما إذا كانت تجعل الحياة أفضل وتستحق العيش».

وذكر أوباشوفسكي أن موقفه تجاه المستقبل واضح بحكم وظيفته، وقال: «باحث المستقبل الذي لا يؤمن بالتغيير للأفضل يمكنه ترك وظيفته.. ربما مُنحت موقفاً إيجابياً تجاه الحياة منذ مولدي».

ويجري معهد أوباشوفسكي للأبحاث المستقبلية (OIZ) في هامبورغ استطلاعات منتظمة بين السكان.

ويُنشر لأوباشوفسكي، اليوم، كتاب جديد بعنوان: «عش بشكل أفضل بدلاً من امتلاك المزيد».

لقد خرج الذكاء الاصطناعي من مختبرات البحوث ومن صفحات روايات الخيال العلمي، ليصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ابتداء من مساعدتنا على التنقل في المدن وتجنب زحمة المرور، وصولاً إلى استخدام مساعدين افتراضيين لمساعدتنا في أداء المهام المختلفة، واليوم أصبح استخدامنا للذكاء الاصطناعي متأصلاً من أجل المصلحة العامة للمجتمع.

في مقال نشر حديثاً، أبرز الرئيس والمدير القانوني في شركة مايكروسوفت، براد سميث، أن العالم كان ولايزال يعاني أزمات إنسانية مستمرة ناجمة عن الكوارث الطبيعية والكوارث التي يتسبب فيها الإنسان، وبينما تسعى تلك المنظمات الإغاثية للتعامل مع هذه الكوارث والأحداث، لايزال عملها في كثير من الأحيان لا يعدو أن يكون ردّة فعل، ومن الصعب توسيع نطاقه.

ووفقاً لسميث، فإن الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بالإضافة إلى الخبرة المتمثلة في العلوم البيئية والمساعدات الإنسانية، ستساعد على إنقاذ المزيد من الأرواح وتخفيف المعاناة، وذلك عن طريق تحسين الطرق التي تتوقع حدوث وتعزيز وسائل للتعامل مع الكوارث قبل أو بعد وقوعها.

لذلك أطلقت مايكروسوفت برنامج «الذكاء الاصطناعي من أجل الأرض»، الذي يهدف إلى حماية كوكبنا من خلال استخدام علم البيانات، وتبلغ مدة البرنامج خمس سنوات وكُلفته 50 مليون دولار، حيث يقوم البرنامج بنشر خبرة مايكروسوفت التي تصل إلى 35 عاماً في مجال البحث والتكنولوجيا في تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الأربعة الرئيسة: الزراعة، والمياه، والتنوّع البيولوجي، وتغير المناخ.

ويقول لوكاس جوبا الذي ترأس برنامج الذكاء الاصطناعي من أجل الأرض في مايكروسوفت «نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مغيراً لقواعد اللعبة في مواجهة التحديات المجتمعية الملحّة وخلق مستقبل أفضل»، وتعتبر القارة الإفريقية أفضل مكان يمكن من خلاله لمس التغييرات الجذرية للذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن يؤدي التبني المبكر لأدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الزراعة والحفاظ على الموارد إلى تحقيق فوائد بيئية واقتصادية، وذلك انطلاقاً من إتاحة القدرة على إدارة الموارد الطبيعية بشكل أفضل ووصولاً إلى رفع مستوى القوى العاملة.

ويُعد التصنيع إحدى أخطر المشكلات البيئية التي تواجه عالمنا اليوم، فعلى سبيل المثال تعتبر التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وتلوث الأتربة والأنهار، والاستهلاك الكبير لموارد الغابات، وغيرها من الأخطار البيئية أحد الآثار التي يلعب التصنيع دوراً أساسياً فيها.

ولحسن الحظ أننا وصلنا إلى نقطة فريدة وغير مسبوقة في تاريخ البشرية، فنحن أمام حقبة جديدة تعرف باسم الثورة الصناعية الرابعة، هذه الثورة خلقت لنا فرصة كبيرة لإعادة تشكيل الطريقة التي ندير بها بيئتنا اليوم، حيث يتم تسخير قدرات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والتحولات المجتمعية من أجل حل المشكلات البيئية وخلق ثورة في مجال الاستدامة.


• يجب أن نجد إجابات للأسئلة المتعلقة بما إذا كانت التغييرات المرجوة من الذكاء الاصطناعي جيدة أخلاقياً، وما إذا كانت عادلة اجتماعياً، وما إذا كانت تجعل الحياة أفضل وتستحق العيش.

• الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بالإضافة إلى الخبرة المتمثلة في العلوم البيئية والمساعدات الإنسانية، ستساعد على إنقاذ المزيد من الأرواح وتخفيف المعاناة.

تويتر