المهمة تعثرت وأثارت مخاوف من ارتكاب انتهاكات

عملية مناهضة للهجرة في جزيرة مايوت الفرنسية تثير التوترات

على الرغم من أنها فرنسية فإن الناس في جزيرة مايوت يعانون الفقر الشديد. أ.ب

من أجل مواجهة مستنقع الهجرة في جزيرة مايوت الفرنسية، الواقعة قبالة الساحل الشرقي لإفريقيا، أرسلت الحكومة الفرنسية 2000 جندي وشرطي لتنفيذ عمليات طرد جماعي وتدمير لأحياء فقيرة، والقضاء على العصابات المتورطة في أعمال عنف.

لكن العملية تعثرت وأثارت مخاوف من ارتكاب انتهاكات، ما أدى إلى تفاقم التوترات بين السكان المحليين والمهاجرين من دولة جزر القمر المجاورة.

كما يكشف الوضع عن الفقر المدقع الراسخ بين المجتمعين، والتوترات حول وضع الجزيرة، وعدم المساواة العميقة بين مايوت وبقية فرنسا.

في حين أن مايوت جزء من فرنسا، فإن جزر القمر - التي تقع على مسافة 100 كيلومتر إلى الشمال الغربي عبر مضيق في المحيط الهندي - كانت أيضاً مستعمرة فرنسية ذات يوم، لكنها استقلت عام 1975.

تُعدّ جزيرة مايوت أفقر مناطق فرنسا، لكن متوسط دخلها السنوي البالغ نحو 3500 دولار، لايزال أكثر من ضعف الدخل في جزر القمر.

كيف يمكنهم أن يتخيلوا للحظة أن هذه العملية ستجعل الأمور أفضل، هكذا تساءل مومو، من جزر القمر وهو أب لخمسة أطفال يعيش في مايوت منذ 30 عاماً، ويعارض الجهود المبذولة لطرده وعائلته من الجزيرة.

مومو من بين أولئك الذين يقولون إن قلة اهتمام الدولة الفرنسية بهم هي سبب مشكلات مايوت. مثل معظم الأشخاص الذين تحدثوا للأسوشيتيدبرس، يخشى مومو نشر اسمه الكامل خشية الانتقام أو الطرد.

في الوقت ذاته بدأت جماعات مناهضة للمهاجرين في مايوت في أخذ زمام المبادرة بأيديهم.

أغلق البعض مستشفى يعالج الأجانب، وعطل آخرون شحنات أدوية وبضائع إلى جزر القمر، إضافة إلى التهديدات بتدمير الأحياء الفقيرة في حال عدم وصول السلطات إلى هناك أولاً.

تقاوم عصابات من الشباب جهود صنع السلام وتعاني قوات الجيش والشرطة لإبقاء مايوت تحت السيطرة.

اشترت فرنسا جزيرة مايوت من السلطان الذي نصب نفسه هناك في عام 1841 مقابل الحماية.

امتد الاستعمار الفرنسي إلى الجزر الرئيسة الثلاث الأخرى في سلسلة جزر القمر.

مع ظهور حركات استقلال عقب الحرب العالمية الثانية، نشأت التوترات بين سكان الجزر المختلفة.

في استفتاء عام 1974، أيدت ثلاث جزر الاستقلال وأصبحت دولة جزر القمر الجديدة، لكن مايوت صوتت بـ «لا» وظلت فرنسية. لاتزال جزر القمر تدعي أن مايوت جزء منها.

في حين أن التنمية في مايوت لاتزال بعيدة للغاية عن التطوّر في البر الرئيس الفرنسي، فإن جزر القمر تعاني الفساد ويكافح السكان من أجل توفير الخدمات العامة الأساسية.

تضاعف عدد سكان مايوت أربع مرات تقريباً إلى نحو 260 ألفاً منذ عام 1991، وفقاً لمكتب الإحصاء الفرنسي (إنسي).

يصل كثيرون حتى يولد أطفالهم ويحصلون على إقامة فرنسية.

تقول (إنسي) من بين 10 آلاف و600 طفل ولدوا في جزيرة مايوت عام 2021، كان لدى 46.5% منهم أبوان ليسا فرنسيين.


تُعدّ جزيرة مايوت أفقر مناطق فرنسا، لكن متوسط دخلها السنوي البالغ نحو 3500 دولار، لايزال أكثر من ضعف الدخل في جزر القمر.

في حين أن التنمية في مايوت لاتزال بعيدة للغاية عن التطوّر في البر الرئيس الفرنسي، فإن جزر القمر تعاني الفساد، ويكافح السكان من أجل توفير الخدمات العامة الأساسية.

تويتر