ميلوني تختار رجلاً لإدارة القضاء له علاقات مع عصابات المافيا

ميلوني شعرت بالغضب لعلمها بالحدث. أ.ف.ب

لم تكتمل احتفالات رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، 46 عاماً، باعتقال أحد أكثر الأشخاص خطورة في إيطاليا، إذ عكر هذه الاحتفالات الكشف عن أن الرجل الذي اختارته مرشحاً لرئاسة المجلس الأعلى للقضاء له علاقات مع عصابات المافيا ويجري التحقيق معه.

وطارت ميلوني إلى جزيرة صقلية للإشادة باعتقال رئيس المافيا في صقلية ماتيو ميسينا دينارو، 60 عاماً، يوم الإثنين الماضي، باعتباره انتصاراً تاريخياً للدولة والإيطاليين الشرفاء. وشوهدت ميلوني واقفة أمام النصب التذكاري لتكريم القضاة المناوئين للمافيا والذين قتلوا على يد العصابات في تسعينات القرن الماضي.

ولكن رسالتها وموقفها تضررا عندما اتضح أن أحد مرشحيها لرئاسة المجلس الأعلى للقضاء يتم التحقيق معه من قبل القضاة المتخصصين بمكافحة المافيا في مدينة ريغيو كالابريا للاشتباه بعلاقاته مع المافيا.

وسحب هذا المرشح وهو المحامي جيسبا فالنتينو، النائب السابق لوزير العدل، ترشحه من المنصب المذكور، ولكن البديل عنه فشل في الفوز بما يكفي من الأصوات، ما يجعل هذا المنصب شاغراً. وكان فالنتينو، 77 عاماً، وهو عضو سابق في الكونغرس الإيطالي، عن حزب الينزا ناسيونال، كما أنه من قادة حزب ميلوني، أحد 10 مرشحين للأعضاء العاديين في المجلس، يتم اختيارهم من أساتذة القانون والمحامين، ويتم انتخابهم في البرلمان لحكم النظام القضائي، بالاشتراك مع 20 قاضياً.

وقال الرئيس السابق للجنة مكافحة المافيا في البرلمان الإيطالي فرانسيسكو فورجيون، والذي أصبح الآن محافظ جزيرة فافيغنانا الواقعة مقابل صقلية، حيث كان نفوذ ميسينا دينارو، أنه من غير الواضح ما إذا كان الخيار، غير الحكيم، لشخص تحت التحقيق من فعل ميلوني نفسها أو أعضاء آخرين في حزبها، وذكر مقربون أن ميلوني كانت غاضبة بشأن هذا الحدث. وقال فورجيون «لو أني كنت رئيس الحكومة لما قمت بهذا الخيار».

وتمكن ميسينا دينارو من البقاء 30 عاماً بعيداً عن يد العدالة نتيجة علاقاته في الوسط السياسي. وتنبع ثروته من العلاقات مع رجال الأعمال في مجال السياحة، وقطاع السوبر ماركت والعمل في طاقة الرياح. ووفق محكمة الاستئناف في مدينة باليرمو، كان أنطونيو دالي وهو عضو مؤسس لحزب رئيس الحكومة السابق سيلفيو بيرلسكوني «روزا إيطاليا»، وهو حليف ميلوني في الحكومة الائتلافية.

وكان والد ميسينا دينارو، مديراً لأملاك عائلة دالي في صقلية. وظل فرانسيسكو دالي، أحد أقرباء أنطونيو دالي، على اتصال مع عائلة ميسينا دينارو عندما كان عضواً في الكونغرس الإيطالي ونائباً لوزير في وزارة الداخلية خلال حكومة سيلفيو بيرلسكوني في الفترة ما بين 2001، و2006، وفق ما قالته المحكمة. وظل دالي رهن إشارة المافيا لمدة 20 عاماً على الأقل وفق ما قاله القضاة. وتعرض المحققون الإيطاليون للانتقاد لأنهم كانوا يعطون أسماء رمزية لعملياتهم التي تميل إلى الحكم المسبق على أخطاء المشتبه بهم.

ولكن «عملية غياب الشمس» التي توجت باعتقال ميسينا دينارو، حظيت بالإطراء نتيجة حساسيتها، وهي مشتقة من عنوان قصة كتبتها نادي نينشيوني، تسع سنوات، قبل وقت قصير من مقتلها مع عائلتها بانفجار قنبلة خارج متحف «يوفيزي غاليري» للفنون في عام 1993، في عملية دبرها من قبل زعيم المافيا الذي كان عرف باسم ديابوليك.

تويتر