سيكون انتحاراً لميلوني إذا بدأت معركة مع بروكسل

رئيس الوزراء الإيطالي السابق: الإيطاليون يصوّتون بقلوبهم وليس بعقولهم

رومانو برودي. أرشيفية

يشعر رئيس الوزراء الإيطالي السابق، رومانو برودي، بالقلق بشأن مستقبل إيطاليا والاتحاد الأوروبي بعد فوز جيورجيا ميلوني في الانتخابات. وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل»، حذّر برودي من محور روما - بودابست، وأشار إلى أفضل السبل للتعامل مع الجناح اليميني.

■ «شبيغل»: هل كان فوز جيورجيا ميلوني في الانتخابات مفاجأة لك؟

■■ برودي: لا، لقد أوضحت الاستطلاعات الأمر. وميلوني ليست ظاهرة جديدة تماماً. إنها واحدة من هؤلاء «النجوم الصاعدة». وكان لدينا الكثير منهم في السياسة الإيطالية، بمن في ذلك رينزي، وسالفيني، وكونتي، وحركة «خمس نجوم».

■«شبيغل»: كان سقوطهم بالسرعة نفسها لصعودهم. هل سيكون الأمر نفسه بالنسبة لميلوني؟

■■برودي: من الصعب قول ذلك، لأن لديها أغلبية صلبة في البرلمان. ولدينا مشكلة أساسية في السياسة الإيطالية: على عكس ألمانيا، فإن الأحزاب هنا ليست متجذرة في المجتمع. ولا توجد هياكل محلية مستقرة، والمؤتمرات الحزبية نادرة إذا عُقدت أصلاً. والإيطاليون يصوّتون بقلوبهم وليس بعقولهم.

■«شبيغل»: تم تصنيف ميلوني على أنها يمينية متطرفة وشعبوية؛ وتقول إنها محافظة. ما الوصف الذي تعتقد أنه الأكثر دقة؟

■■برودي: بالتأكيد هي ليست محافظة. وخلال الحملة، تمكنت من إخفاء من أين أتت ومن هم أتباعها. وأدارت الحملة بمفردها وكأنها وحيدة. ولكن حلفاء حزبها من حزب «إخوان إيطاليا» موجودون الآن في البرلمان.

■«شبيغل»: هل ميلوني خطر على الديمقراطية الإيطالية؟

■■برودي: هذا ممكن بالتأكيد، نعم. على الأقل على المدى المتوسط. وظلت غامضة عن عمد، عندما يتعلق الأمر باستبدال الديمقراطية البرلمانية بنظام رئاسي. ويمكنني أن أتخيل أنها تحاول تعديل الدستور، ولكن للقيام بذلك، فهي إما تحتاج إلى أغلبية الثلثين في البرلمان، وهو ما لا تملكه، أو يجب أن تجري استفتاءً، والذي من المحتمل أن تخسره في الوقت الجاري.

■«شبيغل»: ومع ذلك، اختار أغلبية الناخبين الإيطاليين حزباً سياسياً له جذور فاشية.

■■برودي: إذا كانت هناك انتهاكات كبيرة ومفاجئة للحقوق الأساسية، فستكون الاحتجاجات هائلة، وأنا مقتنع بذلك. وما يخيفني هو التحولات التدريجية، حيث ستغير ميلوني الأمور خطوة بخطوة؛ تماماً كما حدث في المجر. وقد حارب رئيس الوزراء فيكتور أوروبان، البنك المركزي والقضاء ووسائل الإعلام.

■ «شبيغل»: لقد هزمتَ أنت في السابق، سيلفيو برلسكوني، في الانتخابات. ما الذي يمكن تعلّمه من ذلك عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع اليمينيين الشعبويين اليوم؟

■■برودي: هناك حاجة لتشكيل تحالف إذا كنت تريد هزيمة اليمين. ويجب أن يكون هناك اتفاق على عدد قليل من الأساسيات ثم تلتزم بها. لقد أمضيت عاماً كاملاً في السفر عبر البلاد، في ذلك الوقت، وتحدثت مع آلاف الأشخاص.

■«شبيغل»: شهدت إيطاليا أشهراً عدة ناجحة تحت قيادة ماريو دراغي. لقد تحسّن الاقتصاد.

■■ برودي: نعم! وبشكل أقوى من ألمانيا.

■ «شبيغل»: لماذا اختار الإيطاليون مع ذلك دخيلاً مثل ميلوني؟

■■برودي: ليس لدي تفسير منطقي سوى حقيقة أن دراغي فاجأ الأطراف باستقالته. وكنت سأراهن بمليون يورو، حتى مايو، على أنه سيبقى في منصبه.

■«شبيغل»: خلال الحملة، قالت ميلوني: «انتهى اللعب» بالنسبة لأوروبا.

■■برودي: هناك فرق بين ما تقوله في الحملة وبين ما تفعله بمجرد أن تتحمل مسؤولية الحكم. والشيء نفسه ينطبق على حركة «خمس نجوم». وسيكون انتحاراً لميلوني إذا قررت البدء في معركة مع بروكسل في هذه اللحظة، في ظل حرب وأزمة اقتصادية. وأكثر ما يقلقني هو أن إيطاليا يمكن أن تبتعد عن ألمانيا وفرنسا في المستقبل غير البعيد، وتتجه نحو دول مثل المجر.

• أكثر ما يقلقني هو أن إيطاليا يمكن أن تبتعد عن ألمانيا وفرنسا في المستقبل غير البعيد، وتتجه نحو دول مثل المجر.

تويتر