بعد مكاسب سياسية كبيرة حصلت عليها

المرأة الأميركية السوداء تطمح إلى الوصول لمنصب حاكم ولاية

صورة

بعد عام من المكاسب السياسية التاريخية، تواصل النساء السود في أميركا تقدمهن للوصول إلى مناصب حكام الولايات. ويراودهن أمل متجدد في أن يحالف الحظ إحدى المرشحات بالصعود أخيراً لمنصب الحاكم في عام 2022. وشهدت دورة انتخابات 2022 عدداً قياسياً من النساء السود اللاتي ترشحن لمناصب على مستوى الولاية والكونغرس، وذلك في أعقاب الانتخابات التاريخية التي شهدت اختيار نائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، كأول امرأة سوداء تصل لهذا المنصب، وبعد فوز وينسون سيرز بمنصب مساعد حاكم فرجينيا أخيراً.

وفي دورة الانتخابات النصفية لعام 2022، تقدمت 53 امرأة سوداء للترشح لمنصب على مستوى الولاية، وفقاً لإحصاء نظمه مركز المرأة الأميركية في السياسة بجامعة روتجرز، مع وجود ثمانٍ منهن بالفعل داخل السباق، والذي قد يتمخض عن فوز إحداهن بمنصب حاكم ولاية لتصبح أول امرأة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة، يتم انتخابها لهذا المنصب. وذكر المركز أيضاً أن هناك 145 امرأة سوداء تقدمن أو أبدين نيتهن للترشح للكونغرس، وهو رقم قياسي بعد أن تقدمت 130 امرأة سوداء لخوض انتخابات عام 2020.

تحديات على الطريق

لكن وسط كل هذا التفاؤل، لاتزال هناك تحديات أمام هؤلاء النسوة اللاتي يبدين استعدادهن للترشح لمنصب حاكم الولاية، ومعظمهن من الديمقراطيات. وبعضهن يعملن في ولايات معظم سكانها جمهوريون، ويواجهن بسبب ذلك نوعاً من عدم المساواة، في ما يتعلق بجمع الأموال مقارنة بالمرشحين الشعبيين في تلك الولايات. كما يواجهن موسماً سياسياً صعباً، حيث يهدد التضخم، وارتفاع أسعار الغاز، وانخفاض معدلات شعبية الرئيس جو بايدن، الأغلبية الضيقة للديمقراطيين في الكونغرس. ومع ذلك، يصر العديد منهن على مواصلة المشوار، مؤكدات أن الوقت المناسب قد حان للنساء السود للوصول إلى المقدمة في السباقات على مستوى الولاية.

إصرار على مواصلة المشوار

عام 2018، خسرت ستايسي أبرامز سباقها بالفوز بمنصب حاكم جورجيا. وبعد نحو أربع سنوات لاتزال خسارتها المؤلمة أمام الجمهوري، بريان كيمب، ماثلة في قلوب العديد من مؤيديها المتحمسين. وعلى الرغم من أن الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد يواجهون وضعاً صعباً في الانتخابات النصفية هذا العام، فمن المرجح أن تكون أبرامز أفضل أمل لهم لدعم امرأة سوداء للوصول إلى منصب حاكم ولاية للمرة الأولى في تاريخ البلاد، البالغ 246 عاماً. وصرحت لوسائل إعلام خلال الحملة الانتخابية في وقت سابق من هذا الربيع، بقولها: «أنا فخورة بكوني امرأة سوداء يمكن أن تسعفها خبرتها، ومؤهلاتها، وجهودها، للوصول لمنصب حاكم جورجيا. إنني أراه أمراً مهماً».

وتقول أبرامز إنها لا تترشح فقط لتكون الرئيس التنفيذي القادم لجورجيا، ولكنها تترشح لكي توجه الاهتمام إلى أهمية التمثيل العرقي في المجتمع. وتضيف «لقد نشأت في مجتمع لا أرى فيه أشخاصاً يشبهونني، ومن المتوقع أن يكون هؤلاء الناس يتولون منصب محافظ، أو رئيس بلدية، أو رئيس تنفيذي لشركة، ومسؤوليتي هي توجيه الاهتمام لما هو ممكن، ويتمثل واجبي في العمل على تحقيق هذا الهدف».

أبرامز، زعيمة أقلية سابقة في مجلس الولاية، ولم تكن معروفة خارج نطاق جورجيا قبل أربع سنوات، لكنها الآن أحد أكثر الديمقراطيين شعبية وتأثيراً في البلاد. وبحسب أحد مساعديها السابقين، فإن حملتها لديها هذه المرة الكثير من الموارد. وتقول المتحدثة باسم أبرامز، أبيغيل كولازو، في عام 2018: «ما تغير في حملتها هو ببساطة، أن لديها الآن المزيد من الموارد، وميزانية أكبر، وأضواء أكثر». وبلغ حجم حملة أبرامز 7.2 ملايين دولار في البنك اعتباراً من 31 يناير، وفقاً لإيداع حملة فبراير، أكثر بكثير من مبلغ 461 ألف دولار، الذي أفصحت عنه في الوقت نفسه قبل أربع سنوات. واعتباراً من 30 أبريل، أفادت حملتها بأنها جمعت أكثر من 20 مليون دولار، ولديها أكثر من ثمانية ملايين دولار في البنك.

معركة مفصلية

وفي الوقت الذي استطاعت فيه أبرامز التغلب على عقبات جمع التبرعات، وتبرز كمرشحة يحتمل فوزها في الخريف، تواجه المرشحات السود الأخريات لمنصب الحاكم، معركة أكثر حدة في الولايات الجمهورية. ومن بين هؤلاء السيناتور السابق عن ولاية أوكلاهوما، كوني جونسون، التي تواجه المرشحة البيضاء مشرفة الولاية على التعليم العام والجمهورية السابقة، جوي هوفمايستر، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. كما تواجه المرشحتان السوداوان، ديدري ديجير، ويولاندا فلاورز، الديمقراطيتان في ولايتي آيوا وألاباما، على التوالي؛ الديمقراطية كارنيتا أتواتر والمستقلة كونستانس ايفيري في تينيسي، والمستقلة ديرديري غلبرت في تكساس. وفي ولاية إلينوي ذات الميول الديمقراطية، تتحدى المرشحة السوداء، بيفرلي مايلز، الحاكم، جيه بي بريتزكر، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

وتقول ديجير، وهي سيدة أعمال، إن جمع التبرعات يمثل تحدياً. وتضيف «لقد تمكنا من فعل الكثير بما لدينا من القليل، وأعتقد أن الناس معتادون على رؤية النساء ذوات البشرة الملونة، يستطعن أن يفعلن شيئاً كثيراً بما يتوافر لديهن من القليل». واستطاعت حملتها أن تجمع 419 ألف دولار.

هذه هي المحاولة الثانية لديجير من أجل الوصول إلى أعلى منصب على مستوى الولاية. وترشحت من قبل دون جدوى لمنصب وزيرة الخارجية في عام 2018 عن عمر يناهز 32 عاماً، لكنها دخلت التاريخ كأول مرشح أسود يتم ترشيحه من قبل حزب سياسي كبير لمنصب على مستوى الولاية، بولاية أيوا. وتتعهد إذا تم انتخابها حاكمة، بتحسين نظام التعليم في الولاية وتوفير رعاية الصحة العقلية.

وتقول جونسون إنها أصيبت بخيبة أمل من القيادة الديمقراطية للولاية، لعدم دعمها لمرشح «قدّم أهم توصية سياسية في هذا القرن، في ما يتعلق بالقنب في أوكلاهوما»، متحدثة عن نفسها. وتقول بعض المرشحات أيضاً إن نقص الدعم من الحزب الديمقراطي كان عقبة.

وكشفت مؤسسة «باربرا لي» الأسرية، وهي مجموعة بحثية غير حزبية تركز على المرأة في السياسة، باستمرار أن الناخبين يفضلون انتخاب النساء للمجلس التشريعي للولاية، أكثر من اختيارهن للمناصب التنفيذية. وتقول الباحثة البارزة في مؤسسة «سي إيه دبليو بي»، كيرا سانبونماتسو، إن السباقات على مستوى الولاية تشكل تحديات كبيرة للمرشحين ذوي البشرة السمراء. وأضافت «تاريخياً، لم يتم الاعتراف بالنساء السود كمرشحات قادرات على الوصول إلى هذه المناصب، ومن ثم فإن غيابهن عن هذه المناصب يجعل من الصعب كسر الدورة التالية». وأضافت أن «الحراس غير الرسميين»، من المانحين إلى قادة الأحزاب في الدولة، يقفون في كثير من الأحيان في طريق تقدم السود.

خروج من السباق

بعد أكثر من عام على الحملة الانتخابية في ولاية ماساتشوستس، أنهت، دانييل ألين، محاولتها للوصول إلى منصب الحاكم في فبراير، بعد فترة وجيزة من دخول المدعية العامة للولاية، مورا هيلي، السباق. وبينما أقرت ألين بالتحديات التي تواجهها النساء السود - والنساء بشكل عام - عند الترشح لمنصب حاكم الولاية، قالت إنها سعيدة لأن جمعية الحكام الديمقراطيين لا تنحاز لأي جانب في الانتخابات التمهيدية، ووجدت نصيحتها مفيدة لحملتها. وتقول ألين: «أنا فخورة جداً بحقيقة أنه في أعقاب ترشيحي للمنصب، تقدمت ثلاث نساء سوداوات للترشح لأعلى منصب على مستوى الولاية في ماساتشوستس، وقد وصلن جميعاً إلى صناديق الاقتراع».


ديمقراطية تقتحم دار الجمهوريين

في ولاية كارولينا الجنوبية ذات اللون الأحمر، كناية عن الجمهوريين، لم يتم انتخاب مرشح ديمقراطي في منصب الحاكم منذ عام 1998، ولكن على الرغم من ذلك ترشحت سيناتور الولاية، ميا ماكليود، السوداء، لمنصب الحاكم، في مواجهة صريحة لما وصفته بـ«الحرس القديم» لسياسة الدولة.

وتقول ماكليود، التي عملت في الهيئة التشريعية لولاية ساوث كارولينا منذ عام 2011، إن لديها سجلاً حافلاً بالفوز بالانتخابات، على الرغم من المعارضة الجمهورية الممولة تمويلاً جيداً. لكن سلسلة انتصاراتها تضاءلت في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن خسرت أمام النائب السابق، جو كانينغهام، في الانتخابات التمهيدية للحكام الديمقراطيين. وقبل هزيمتها، أكدت ماكليود أن رؤيتها الواضحة حول قدرتها على خوض الانتخاب، لم تشاركها فيها وسائل الإعلام السائدة، أو جهاز الحزب الديمقراطي الوطني، لكنها أقرت بأن المشهد السياسي قد تغير من بعض النواحي.

تقدّم مذهل للمرأة السوداء

منذ عام 2018، أطلق عدد قياسي من النساء السود حملات على جميع المستويات. ويضم مجلس النواب في الوقت الراهن 23 عضواً من النساء السود، أكثر من أي أقلية عرقية أخرى في البلاد، ويشغلن منصب رئيس بلديات في ثمانٍ من أكبر 100 مدينة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا توجد نساء سود في مجلس الشيوخ، ولم يتم تعيين حاكمة سوداء مطلقاً.

عدد قياسي من النساء السود يترشحن لمنصب الحاكم في عام 2022

تقدّم أكثر من 12 امرأة سوداء للترشح لمنصب الحاكم، وهو أعلى رقم يتم تسجيله في انتخابات أميركية، وفقاً لمركز المرأة الأميركية في السياسة. ولاتزال ثماني مرشحات على الأقل في السباق مع استمرار الانتخابات التمهيدية. وإذا فازت أي من المرشحات السود في نوفمبر، فستسجل إنجازاً تاريخياً كأول امرأة سوداء تُنتخب حاكمة. وخلال العام الماضي، حطمت النساء السود السقف الزجاجي من البيت الأبيض إلى المحكمة العليا. ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، يركض عدد قياسي من النساء الأميركيات من أصول إفريقية خلف قطار التاريخ، على أمل كسر حواجز أخرى أيضاً في نوفمبر.

على الرغم من أن الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد يواجهون وضعاً صعباً في الانتخابات النصفية هذا العام، فمن المرجح أن تكون أبرامز أفضل أمل لهم لدعم امرأة سوداء للوصول إلى منصب حاكم ولاية للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

تاريخياً، لم يتم الاعتراف بالنساء السود كمرشحات قادرات على الوصول إلى منصب حاكم الولاية، ومن ثم فإن غيابهن عن هذه المناصب يجعل من الصعب كسر الدورة المقبلة.

تويتر