المطافي تزيح الستار عن «نهضة مصر» بدلاً من الملك فؤاد.. والصحف تجهل اسم سعاد حسني

«أرواح في المدينة» تكشف 100 عام من أسرار القاهرة السياسية والاجتماعية

صورة

كشفت ندوة ثقافية قاهرية حملت عنوان «أرواح في المدينة» كواليس أحداث سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ العاصمة المصرية، وشملت الأمسية إطلالة على العالم الخلفي لأحداث سياسية بارزة مثل حضور الملك فؤاد لإزاحة الستار عن تمثال نهضة مصر، أو حدث سياسي اجتماعي مثل زواج الملك فؤاد بالملكة نازلي أو الملك فاروق بناريمان، كما تطرقت لجوانب من التاريخ الشعبي مثل سيرة المطرب الشهير جداً وقتها والمجهول حالياً حامد مرسي، كما تطرقت إلى أخبار جرائم شهيرة في الشوارع الخلفية للمدينة.

وتطرقت الندوة التي أعدها وقدمها الكاتب الصحافي والإعلامي محمود التميمي، والتي تمثل جزءاً من مشروعه «القاهرة عنواني»، واستضافها «بيت المعمار» ضمن احتفالات القاهرة عاصمة إسلامية لسنة 2022، لشخصيات لم تنل حظها من الشهرة بما فيه الكفاية، وكواليس في أحداث مهمة مصرية التقطها المعد من الصحف والمجلات المصرية على مدى 100 عام، وصاحب العرض التاريخي أداء غنائي من المطربة والروائية غادة العبسي.

وفاء النيل

افتتحت الندوة بكشف كواليس احتفال «وفاء النيل» عام 1924، استناداً لصحيفة «اللطائف المصورة»، والذي تضمن حضوراً لممثل الملك، ومحافظ القاهرة وقتذٍ النقراشي باشا، والذي كان يتم فيه هدم سد مقام في فم الخليج، كإشارة إلى بدء الفيضان في مصر، كما يقوم رئيس المحكمة الشرعية الشيخ مصطفى المراغي بإبرام «حجة وفاء النيل» بشكل شرعي، حيث يترتب على ذلك تقدير حجم الضرائب في البلاد، وتروي «اللطائف» واقعة اصطدام المركب الملكي «العقبة» بكوبري عباس وقتئذٍ، كما تورد صوراً لعشرات المصريين وهم يحتفون في بواخر في النيل، ويستوقف المعد إطلاق الصحيفة لفظة «الوطنيين» على المواطنين المصريين، ويقول إن هذا اللفظ لم يكن المعني به الدلالة الشائعة التي تشير إلى المناضلين ضد الاستعمار، وإنما يعني به «أولاد البلد» من المصريين، حيث كانت مصر وقتها تستضيف عشرات الآلاف من الوافدين بوصفها «أرض الفرص»، بحسب وصف المحاضر.

كواليس سياسية

وانتقلت الندوة إلى كواليس سياسية أخرى متعلقة بالنيل عام 1957، حيث شهد إنشاء «كورنيش النيل» مشيراً إلى أن الصحافة اعتبرته قضية وطنية كبرى، ومصدر هذه المبالغة من وجهة نظره، هو أن شاطئ النيل كان قبل 23 يوليو 1952 محتلاً من قبل السفارات الأجنبية التي كان يحرص كل منها على امتلاك شاطئ على النيل، فجاء قرار إنشاء الكورنيش ليلغي هذا الوضع، ولتحوله الصحف تأثراً بأجواء الستينات، وروح مقاومة الاستعمار وقتها، إلى نوع من المعارك الوطنية.

وتطرقت الندوة أيضاً إلى كواليس واقعة مصرية مهمة في العشرينات، هي إزاحة الستار عن تمثال «نهضة مصر» للفنان محمود مختار عام 1928، ويروي التميمي معلومة طريفة حيالها، هي حدوث مشكلة فنية أدت في الساعة الأخيرة إلى التراجع عن قرار إزاحة الملك فؤاد للستار، واستبدال ذلك باللجوء إلى المطافي، والتي فشلت أيضاً في القيام بالمهمة بمفردها، فتم اللجوء إلى معاونة الشرطة، وتم استخدام سلم وحبل، وحين قطع الحبل تم الاستعانة بحبل آخر، وهو الأمر الذي لم تملك الصحف والمجلات المتابعة ومنها «المصور» تحاشي الإشارة اليه.

وأضاف التميمي أن «الأكثر طرافة في هذه الواقعة أنه حين استعد الملك فؤاد لمغادرة الاحتفال سأل عن النحات محمود مختار، لكي يسلم عليه ويشكره، وبحثوا عنه فلم يجدوه، ثم وجدوه في رابع صف، وجاء ليسلم على الملك وشكره، وكان متوارياً عن الأنظار، فالرجل أراد أن يجلس في الخلف ليرى انطباعات الناس، لأنه لم يكن يشعر أبداً بأنه عمل شيئاً عظيماً».

واستعرض التميمي كواليس زواج ناريمان بالملك فاروق ومحاولات تدريبها على البروتوكول قبل الزواج، واستعرض في الوقت نفسه مقالاً جريئاً لصحافي مغمور يدعى محمد حبيب، قام بمغامرة صحافية عام 1951 زار فيها ما أطلقت عليه وزارة الشؤون الاجتماعية في عهد فاروق لقب «أسعد قرية مصرية»، ليكشف للرأي العام أن الفلاح في هذه القرية يعيش بما قيمته 125 قرشاً في الشهر، واعتبر هذا التحقيق الصحافي الجريء توقعاً برصده هذه المفارقة لثورة 23 يوليو 1952.

من السياسي إلى الشعبي

وأورد التميمي مقطعاً من حوار تلفزيوني أجري مع حامد مرسي في الستينات مع بدء ظهور التلفزيون قال فيه إنه وأم كلثوم وعبدالوهاب، أهم ثلاثة مغنين في مصر. كما استعرض تعريف الإعلانات لنجاة الصغيرة بـ«شبيهة أم كلثوم»، وتعريفهم لسعاد حسني التي لم يكونوا يعرفون اسمها بعد بـ«أخت نجاة الصغيرة».

وتعليقاً على الندوة، قال التميمي لـ«الإمارات اليوم» إن محاضرته جزء من مشروع متواصل الحلقات بعنوان «القاهرة عنواني» يستهدف به إماطة اللثام عن شخصيات ووقائع بارزة في تاريخ القاهرة لم تأخذ حقها من التركيز الإعلامي.

ندوة «أرواح في المدينة» تكشف كواليس أحداث مهمة في تاريخ العاصمة المصرية.

الندوة جزء من مشروع متواصل الحلقات بعنوان «القاهرة عنواني»، يستهدف إماطة اللثام عن شخصيات ووقائع بارزة في تاريخ القاهرة لم تنل حظها من الاهتمام.

تويتر