للمرة الأولى في تاريخ ألمانيا

3 أفارقة ينضمون لعضوية مجلس النواب الألماني

صورة

للمرة الأولى في تاريخ ألمانيا السياسي، يضم مجلس النواب (البوندستاغ)، ثلاثة نواب من أصل إفريقي، فما الذي يريدون تحقيقه؟ كان أرماند زورن هادئ الأعصاب تماماً عندما ألقى خطابه الأول في «البوندستاغ»، كان موضوعه «السياسة الضريبية»، وهو مجال خبرته، فقد بدا واثقاً وواقعياً ومدركاً للموضوع الذي يتحدث عنه، بل غمز حتى في قناة حزب البديل اليميني المتطرف الشعبوي. ويقول هذا المستشار الإداري البالغ من العمر 33 عاماً، والذي تم انتخابه للبرلمان في سبتمبر الماضي: «نعم لقد كنت هادئاً بعض الشيء، لأنني إذا كنت متوتراً فلن أستطيع طرح هذه القضية بالشكل الذي أريده».

نضال من أجل العدالة الاجتماعية

ولد زورن في الكاميرون، وكان يبلغ من العمر 12 عاماً عندما انتقل إلى مدينة هالو، أكبر مدينة في ولاية ساكسونيا - أنهيت الألمانية، للعيش مع والدته وشريكها الجديد، ومن هناك ذهب إلى باريس وكونستانس وبولونيا، وهونغ كونغ، وأكسفورد.

يعيش زورن في فرانكفورت منذ عام 2015 وينشط سياسياً منذ عام 2009، وانضم إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني عام 2011، وهو الحزب الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد العام الماضي. ويقول زورن، الذي وصل إلى «البوندستاغ» كمرشح مباشر، إنه يريد النضال من أجل المزيد من العدالة الاجتماعية.

الدفاع عن طالبي اللجوءظلت أويت تسفايسوس عضواً في «البوندستاغ» منذ الانتخابات الأخيرة، وتقول «إنه عالم مختلف تماماً. الناس هنا يتطلعون للتحدث وهم منفتحون»، مشيرة إلى مدى اختلافها عن تجربة امرأة سوداء، «تتابعها العيون في الصيدلية، لمعرفة ما إذا كانت ستسرق شيئاً ما». ومع ذلك، تقول إنها لاتزال تعاني العنصرية اليومية: «عندما أذهب للتسوق، مازلت أعاني سوء النية التي ينظر بها أفراد الأمن إليّ». ولدت تسفايسوس عام 1974 في أسمرة، عاصمة إريتريا، والتي لم تكن انفصلت في ذلك الوقت عن إثيوبيا. فرت هي وعائلتها من حرب الاستقلال الإريترية إلى ألمانيا، عندما كانت في العاشرة من عمرها، واستقر بهم الحال في مأوى للاجئين، حيث يعيش العديد من العائلات من إريتريا.

تتذكر تسفايسوس قائلة: «كان الأمر صعباً بالنسبة لوالدي، فقد كنا نعيش في مكان ضيق مع العديد من الأطفال الإريتريين، ستة في غرفة واحدة مع جميع أفراد الأسرة»، وتسترسل: «لكن عندما تكون طفلاً فإنك تتجاهل ذلك».

ألهمتها التجربة دراسة القانون، وفتحت لاحقاً مكتب محاماة متخصصاً في قانون اللجوء، لأنها تريد مساعدة الآخرين الذين يأتون أيضاً إلى ألمانيا كلاجئين، لكنها تشعر بالإحباط بسبب قلة عدد اللاجئين الذين يُمنحون حق الإقامة في ألمانيا.

كانت تسفايسوس عضواً في حزب الخضر منذ عام 2009 وكانت عضواً في مجلس المدينة في مدينتها الأصلية كاسل لمدة خمس سنوات. وأصبحت عضواً في «البوندستاغ» في أكتوبر من العام الماضي وهي بالفعل ممثلة لحزبها في لجنة الشؤون الثقافية. وهنا أيضاً حددت هدفاً طموحاً: يجب إعادة الكنوز الثقافية المنهوبة إلى بلدانها الأصلية. تقول: «عندما أتجول في المتاحف الألمانية وأرى الفن والتراث الثقافي من منطقتي، فإن ذلك يؤلمني».

مناهضة العنصرية

كارامبا ديابي أول عضو في البرلمان الألماني من أصول إفريقية. دخل «البوندستاغ» للمرة الأولى في عام 2013. يتذكر ديابي قائلاً: «اعتقد الكثير من الناس أنني خبير في الشؤون الإفريقية أو العنصرية في الحياة اليومية، وتجاهلوا حقيقة أن مجالي هو التعليم والبحث». لكن الآن تم الاعتراف به في «البوندستاغ» ومن قبل ناخبيه. وفي عام 2021 انتخبوه مباشرة للمرة الأولى.

جاء ديابي إلى ألمانيا الشرقية السابقة في الثمانينات من موطنه السنغال في منحة دراسية، درس الكيمياء في هالو وحصل في النهاية على الدكتوراه في تلوث المعادن الثقيلة. وبالنسبة لشخص يتحمل الكثير من الكراهية والمضايقات، فإن ديابي هادئ بشكل ملحوظ، يحب التفريق بين الحق والباطل، ويتجنب الأحكام القاطعة والخطاب التحريضي.

بعد ما يقرب من تسع سنوات في «البوندستاغ»، حصل ديابي على عضوية لجنة الشؤون الخارجية ولجنة التنمية.

تقول أويت تسفايسوس إنها لاتزال تعاني العنصرية اليومية عندما تذهب للتسوق، وتعاني سوء النية التي ينظر بها أفراد الأمن إليها.

يقول زورن الذي وصل إلى «البوندستاغ» كمرشح مباشر إنه يريد النضال من أجل المزيد من العدالة الاجتماعية.

كارامبا ديابي هادئ بشكل ملحوظ، يحب التفريق بين الحق والباطل، ويتجنب الأحكام القاطعة والخطاب التحريضي.

تويتر