فضحت مزاعم جيش الاحتلال

«واشنطن بوست» تكشف حقائق جديدة تدحض رواية إسرائيل عن مقتل شيرين أبوعاقلة

صورة

فحصت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أكثر من 15 مقطع فيديو ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وصوراً للحدث، في سعيها لكشف حقيقة مقتل الصحافية الأميركية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، وأجرت عمليتي تفتيش ميدانيتين للمنطقة، وأصدرت تحليلين صوتيين مستقلين للطلقات النارية. وتشير تلك المراجعة إلى أن جندياً إسرائيلياً في القافلة من المحتمل أن يكون قد أطلق النار وقتل أبوعاقلة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه من المحتمل أن يكون أحد جنوده أطلق الرصاصة القاتلة، لكنه ادعى في الوقت نفسه أن إطلاق النار كان موجهاً نحو مسلح فلسطيني كان يقف بين الجنود الإسرائيليين والصحافيين شيرين أبوعاقلة وعلي الصمودي، وأن الصحافيين ربما يكونان قد تعرضا لإطلاق النار عن غير قصد.

رواية زائفة

لم ينشر الجيش الإسرائيلي أي دليل على وجود شخص مسلح. وتثبت الفيديوهات والأدلة الصوتية المتوافرة زيف رواية الجيش الإسرائيلي، بأنه وقع تبادل لإطلاق النار في الدقائق التي سبقت مقتل أبوعاقلة، وتؤكد روايات العديد من شهود العيان الذين قابلتهم «واشنطن بوست»، أنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار في ذلك الوقت.

وتشير التحليلات الصوتية للقذيفة التي يُرجح أنها قتلت أبوعاقلة، إلى أن شخصاً أطلق النار من مسافة تتطابق تقريباً مع المسافة بين الصحافيين وقافلة الجيش الإسرائيلي. واستناداً إلى مقطع فيديو صورته صحيفة «واشنطن بوست» في جنين، يبدو واضحاً أن أفراد الجيش الإسرائيلي كانوا يرون بجلاء أبوعاقلة وصحافيين آخرين من موقعهم الذي يبعد عنهم مسافة نحو 182 متراً. وذكر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق في بيان صحافي أن جندياً واحداً على الأقل في القافلة كان يستخدم منظاراً تلسكوبياً. ويُظهر بث مباشر على منصة «تيك توك» تم تصويره قبل سبع دقائق من إطلاق النار مشهداً هادئاً نسبياً وأشخاصاً يتجولون، ويمكن سماع طلقات نارية منفردة من مسافة بعيدة في بعض الأحيان، ولكن لا توجد دلائل على وقوع معركة بالأسلحة النارية.

وقال الجيش الإسرائيلي، في ردود مكتوبة على الأسئلة، إنه «سيواصل التحقيق بمسؤولية في الحادث من أجل الوصول إلى حقيقة هذا الحادث المأساوي». وقال إن الرصاصة ضرورية للتوصل إلى نتيجة حول مصدر إطلاق النار الذي أودى بحياة أبوعاقلة، وهي مصدر مهم للوصول إلى نتيجة مبنية على الأدلة، إلا أن الفلسطينيين يرفضون عرض الجيش الإسرائيلي بإجراء فحص جنائي مشترك للرصاصة بتمثيل أميركي.

إصرار على المزاعم

وكرر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، اللواء آفيف كوخافي، مزاعم إسرائيل السابقة بأنها تحقق في ما إذا كانت الرصاصة قد أطلقها الجيش الإسرائيلي أو مسلح فلسطيني. وقال أيضاً «هناك شيء واحد يمكن تحديده على وجه اليقين: لم يقم أي جندي إسرائيلي بإطلاق النار عمداً على صحافي، لقد حققنا في هذا، وهذا هو الاستنتاج ولا يوجد غيره».

ولم يذكر الجيش الإسرائيلي كيف توصل إلى نتيجة مفادها أن جنوده لا يدرون أن هناك صحافيين، أو أنهم لم يستهدفوهم عمداً. وأشار متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لتصريحات كان قد أدلى بها مسؤول عسكري إسرائيلي، وهو العقيد أريك مويل، في مقابلة تلفزيونية، قال فيها إن هناك «احتمالاً كبيراً» أن تكون أبوعاقلة قد أصيبت بنيران فلسطينية، أكثر من كونها أصيبت بواحدة من الرصاصات الخمس التي أطلقها جندي إسرائيلي، كان موجوداً في ذلك اليوم، لكنه لم يقدم أي دليل على هذا الزعم.

إطلاق النار

بعد السادسة صباحاً بقليل أرسلت أبوعاقلة بريداً إلكترونياً إلى مكتب الجزيرة ذكرت فيه أن «قوات الاحتلال تقتحم مخيم جنين وتحاصر منزلاً في حي الجابريات»، في إشارة إلى عمليتين كان ينفذهما الجيش الإسرائيلي. وكتبت أنها ستطلع الشبكة على الوضع بمجرد وصولها إلى المخيم. وبحلول الساعة 6:15 صباحاً، وهو الوقت الذي وصلت فيه إلى هناك، كان صحافيون آخرون من بينهم شذا حنايشة وعلى الصمودي، قد تجمعوا عند دوار في مدخل المخيم. وتتذكر حنايشة قائلة: «كانت الحياة في الطريق الرئيس تسير بشكل طبيعي، وكان هناك أشخاص تُقلهم سيارات تذهب بهم إلى العمل، وكانت حركة السير على الأقدام عادية».

الحادث الأليم

بدأ سليم عوض (27 عاماً)، من سكان جنين، بثاً مباشراً على منصة «تيك توك» نحو الساعة 6:24 صباحاً. وفي الفيديو الخاص بهذا البث، والذي حصلت عليه «واشنطن بوست»، أخبر أحد الصحافيين عوض بأن قوات الجيش الإسرائيلي متمركزة في الجنوب الغربي. وفي الوقت نفسه، يمكن رؤية الصحافيين في الفيديو وهم يقفون في موقعهم وهم يرتدون خوذات وسترات واقية مكتوب عليها كلمة «صحافة».

وقال عوض وهو يندفع أمام الصحافيين: «سأقوم بتصويرهم»؛ أي الجنود الإسرائيليين، ومع اقترابه من تقاطع طرق دوت ثلاث طلقات نارية من بعيد، وبعد دقيقتين تقريباً وجّه الكاميرا جنوباً لتكشف عن وجود مركبات عسكرية إسرائيلية على بعد نحو 182 متراً، وفقاً لتحليل «واشنطن بوست» للقطات. وأضاف: «هناك جيش إسرائيلي». المركبات التي كانت موجودة في الموقع نفسه، والتشكيلات التي شوهدت في لقطات الكاميرا المحمولة للعملية هي نفسها التي نشرها الجيش الإسرائيلي في ما بعد.

وفي مقطع فيديو آخر حصلت عليه «واشنطن بوست»، يظهر الصمودي وهو يتحرك على عجل، ولكن بحذر، باتجاه سيارة فضية متوقفة عند التقاطع. وبمجرد وصوله إلى الطريق انطلقت سبع طلقات نارية أخرى. اندفعت مجموعة الصحافيين مرة أخرى بعيداً عن الزاوية. صرخ شخص ما: «من الذي أُصيب؟»، وصرخت حنايشة تطلب سيارة إسعاف، لأن أبوعاقلة أصيبت برصاصة، كما أكدت للصحيفة في ما بعد.

رنت ثلاث طلقات أخرى، ثم صاح أحدهم: شيرين! اطلبوا الإسعاف، إسعاف! ابقي حيث أنتِ، لا تتحركي، لا تتحركي». تتحرك الكاميرا لتظهر حنايشة جالسة على الأرض خلف شجرة، بالقرب من أبوعاقلة التي كان وجهها للأسفل.

حاولت مجموعة من الرجال الوصول إلى الصحافيين بعبور الشارع مدة دقيقة تقريباً، حينها انطلقت تسع رصاصات متتابعة، وفي الوقت ذاته يتسلق رجل كان قد عبر بالفعل الشارع فوق جدار مهدم للوصول إلى أبوعاقلة وحنايشة. وبينما أمسك الرجل ذراع أبوعاقلة، في محاولة في ما يبدو لتحريكها، انطلقت رصاصة أخرى. تراجع الرجل للخلف باتجاه الحائط وانحنى، ثم صورته الكاميرا وهو يقود حنايشة بعيداً عن المشهد، عائداً إلى الحائط المنهار قبل أن يهب أحد الأشخاص لحمل جثة أبوعاقلة من خلف الشجرة إلى المقعد الخلفي للسيارة. وقررت «واشنطن بوست» نشر مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته ثماني دقائق والذي سجله عوض بالكامل أدناه.

تفسيرات إسرائيلية متضاربة

أعلن الجيش الإسرائيلي أن تحقيقاته جارية، لكنه قال إنه خلص بالفعل إلى التأكد من عدم وجود سلوك إجرامي في مقتل أبوعاقلة. وظهرت في البداية تفسيرات متضاربة من الجيش الإسرائيلي حول مصدر إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل أبوعاقلة، فقد اعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ران كوخاف، بالحادث للمرة الأولى في تغريدة في الساعة 7:45 صباحاً، «يجري التحقيق في احتمال إصابة صحافيين بجراح، ربما بنيران فلسطينية». وفي وقت لاحق من الصباح، قال لراديو الجيش إنه «من المحتمل» أن يكون مسلح فلسطيني هو المسؤول. وأطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية تغريدة مع نسخة معدلة من مقطع فيديو تم تصويره قبل ساعات مع التعليق، وذكرت في التغريدة أنه «من المرجح أن يكون إرهابيون فلسطينيون أطلقوا النار بشكل عشوائي، وأصابوا صحافية الجزيرة شيرين أبوعاقلة».

إسرائيل تتراجع عن بيانها

تم تسجيل الفيديو الذي نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية في وقت ما قبل الساعة 6:41 صباحاً، ووجدت «واشنطن بوست» أن الفيديو تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، ويصور الفيديو مقاتلاً فلسطينياً يطلق رصاصتين على بئر سلم قبل أن يستدير لينزل للشارع. وسارع محققون من بينهم منظمة «بتسيلم»، وهي منظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان، لتحديد الموقع الذي تم فيه تسجيل هذا الفيديو، مشيرين إلى أن الجغرافيا وحدها - بما في ذلك الجدران العالية، وعدم وجود خط رؤية لمكان أبوعاقلة - تجعل من المستحيل أن تكون هذه الطلقات هي نفسها التي أصابت الصحافية.

تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن بيانها الأولي بشأن الحادث، الذي جاء فيه أن أبوعاقلة قضت «على الأرجح» على يد مسلح فلسطيني. وذكر بيان صحافي للحكومة الإسرائيلية أنهم يحققون في احتمالين. أحد السيناريوهات هو أن أبوعاقلة أصيبت بعيار ناري طائش، حينما أطلق مسلحون فلسطينيون النار على آليات عسكرية إسرائيلية من اتجاهات مختلفة.

دحض الافتراءات

وتظهر البيانات المرئية المتوافرة التي استعرضتها صحيفة «واشنطن بوست» لمسلحين فلسطينيين في جنين أنهم لم يكونوا يتمركزون بين أبوعاقلة والجيش الإسرائيلي، ولم يكن لديهم مجال رؤية للصحافيين وقت إطلاق النار. ويُظهر الوقت على إحدى الصور أنه تم التقاطها قبل 14 دقيقة من إطلاق النار على أبوعاقلة، وتم تسجيلها على مسافة بعيدة. وتم التقاط مقطعي فيديو يظهر فيهما مسلح فلسطيني في المنطقة نفسها بعد أكثر من 10 دقائق من إطلاق النار على أبوعاقلة. ولم تستطع صحيفة «واشنطن بوست» تأكيد الوقت الدقيق لهذا الفيديو الأخير، كما أن الطلقات النارية التي سمعت في مقطع فيديو آخر تم تصويره جنوب مكان وجود الجنود الإسرائيليين لا تتطابق مع تلك التي سمعت عند إطلاق النار على أبوعاقلة، ما يشير إلى أن الفيديو تم تسجيله على الأرجح في وقت مختلف، ومع ذلك لم تستطع «واشنطن بوست» أيضاً تأكيد الوقت المحدد.

احترازات

وقال الصمودي: «ذهبت لتغطية الأخبار». وأضاف: «الأخبار مهما كانت ليست أغلى من حياتي، لذلك اتخذت جميع الاحتياطات من أجل حياتي». وقال إن تلك الاحتياطات تضمنت ضمان عدم وجود أحد حوله، يمكن أن يتسبب في إصابة الصحافيين - إذا نشبت معركة بالأسلحة النارية - سواء أكانوا مسلحين أو حتى شباباً يرشقون الإسرائيليين بالحجارة. الصمودي، الذي خرج من المستشفي، ولكنه مازال يتعافى من إصابته بعيار ناري في كتفه، دعا الجيش الإسرائيلي إلى نشر أي مقطع فيديو صوّره أثناء الغارة.


 تحليل صوت الرصاص

بناءً على طلب «واشنطن بوست»، أجرى خبير الطب الشرعي الصوتي، ستيفن بيك، الذي كان مستشاراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي لأكثر من عقد؛ تحليلاً لإطلاق النار الذي سُمع في مقطعي الفيديو المنفصلين. واكتشف بيك أن أول طلقتين من مجموع 13 طلقة، تم إطلاقها من مسافة 175-195 متراً من الكاميرات التي سجلت المشهد تقريباً هي المسافة نفسها بين الصحافيين والمركبات العسكرية الإسرائيلية.

وكانت الموجة الصوتية الناتجة عن طلقات الرصاص متسقة بشكل ملحوظ، «ما يشير إلى أن شخصاً واحداً هو الذي كان يسحب زناد البندقية التي تطلق الرصاص الأسرع من الصوت»، كما قال بيك، مشيراً إلى أن الرصاص كان ينطلق بسرعة فوق صوتية. وأوضح بيك أن هناك انحرافين طفيفين عن نمط النار، لكن من المحتمل أن يكون سبب الانحرافات هو قيام شخصٍ ما بإعادة التصويب.

من المرجح أن تكون أبوعاقلة قد قُتلت في إحدى رشقات النار الأولى والثانية. ويمكن سماع حنايشة، التي كانت بجانب أبوعاقلة، وهي تستدعي سيارة إسعاف فور إطلاق النار للمرة الثانية. وفي ما بعد أخبرت «واشنطن بوست» أن نداءاتها تلك كانت لإنقاذ أبوعاقلة. ويشير التحليل الصوتي لأول رشقتين أيضاً إلى أن الرصاص قد تم إطلاقه باتجاه الصحافيين وعلى مقربة منهم للغاية. ومع ذلك لم يستطع التحليل تحديد نقطة منشأ الطلقات بدقة.

وقالت السلطات الفلسطينية، التي بحوزتها الرصاصة التي قتلت أبوعاقلة، إنها طلقة من عيار 5.56×45 ملم. وقال بيك إنه استخدم عدداً من الأسلحة المختلفة التي تطلق ذلك العيار في تحليله، لكن لم يجد فرقاً كبيراً بينها في تحديد المسافة بين أبوعاقله والرماة.

وقال الخبراء إن هناك دفعتين متتاليتين من إطلاق النار، بعد أن انطلقت الرصاصة التي قتلت أبوعاقلة، لكن كان من الصعب تحديد مصدرها. وقال بيك إن الرشقات، التي يبلغ مجموعها 12 طلقة على الأقل، تشير إلى أن مطلق النار كان يتحرك من موقعه، بعد أن أطلق أول رشقتين، ويقدر أنه ربما تم إطلاقها من مسافة 10-30 متراً تقريباً من الصحافيين. وكان مطلق النار يصوب في الاتجاه العام للصحافيين، لكن كان الرصاص يمر بعيداً عن المجموعة، أكثر مما كان عليه الحال في أول رشقتين.

وقال بيك لصحيفة «واشنطن بوست» في رسالة بالبريد الإلكتروني: «كانت صوت الطلقات النارية، وصوت الصدى، وتوقيت هذه الانفجارات مختلفاً تماماً عن الرشقة التي من المحتمل قد أودت بحياة الصحافية، ما يشير إلى أن موقع إطلاق النار كان مختلفاً وأقرب بكثير»، وتضيف الرسالة: «من دون معرفة نوع القذيفة، لا يمكن إجراء تقدير أكثر دقة لمسافة مطلق النار».

تحليل ثانٍ تم إجراؤه بواسطة نموذج حاسوبي يعتمد على الفيزياء صممه باحثون بجامعة كارنجي ميلون، كشف بالمثل أن أول رشقتين من إطلاق النار انطلقت من مسافة 233 متراً من الكاميرا، وتتفق تقريباً مع تحليل بيك، ومكان الآليات العسكرية الإسرائيلية.

ولكن لم يحدد النموذج ما إذا كانت الرشقتان الأوليان قد تم إطلاقهما بواسطة واحد أو اثنين من الرماة - المسافة بين المسلح والكاميرا هي فقط التي يتفق عليها التحليلان.

وعلى غرار بيك، استخدم الباحثون أيضاً عدداً من الأسلحة المختلفة في تحليلهم. وقال باحثون بجامعة كارنجي ميلون إن الرشقتين الثالثة والرابعة تدلان على أنهما انطلقتا من بندقية جندي آخر، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد مسافة هذا الجندي عن الصحافيين بسبب رداءة صوت مقاطع الفيديو. فحصت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أكثر من 15 مقطع فيديو ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وصوراً للحدث، في سعيها لكشف حقيقة مقتل الصحافية الأميركية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، وأجرت عمليتي تفتيش ميدانيتين للمنطقة، وأصدرت تحليلين صوتيين مستقلين للطلقات النارية. وتشير تلك المراجعة إلى أن جندياً إسرائيلياً في القافلة من المحتمل أن يكون قد أطلق النار وقتل أبوعاقلة. استناداً إلى مقطع فيديو صورته صحيفة «واشنطن بوست» في جنين، يبدو واضحاً أن أفراد الجيش الإسرائيلي كانوا يرون بجلاء أبوعاقلة وصحافيين آخرين من موقعهم الذي يبعد عنهم نحو 182 متراً. تشير التحليلات الصوتية للقذيفة التي يُرجح أنها قتلت أبوعاقلة، إلى أن شخصاً أطلق النار من مسافة تتطابق تقريباً مع المسافة بين الصحافيين وقافلة الجيش الإسرائيلي. لم ينشر الجيش الإسرائيلي أي دليل على وجود شخص مسلح فلسطيني. وتثبت الفيديوهات والأدلة الصوتية المتوافرة زيف رواية الجيش الإسرائيلي بأنه وقع تبادل لإطلاق النار في الدقائق التي سبقت مقتل أبوعاقلة.

تويتر