تدابير «الجائحة» أضرّت بالأصغر سناً كثيراً

طلاب في بريطانيا يكافحون من أجل الكتابة اليدوية والتواصل مع الآخرين

صورة

بات لدى الكثير من الأطفال، في بريطانيا، القليل من القدرة على الكتابة اليدوية، ويواجه البعض صعوبة في استخدام الأجهزة التي لا تعمل باللمس؛ بينما لا يستطيع تلاميذ آخرون تفسير تعابير الوجه، وفقاً لتقارير هيئة مراقبة التعليم، في المملكة المتحدة (أوفستيد). ونظرت الهيئة في كيفية تعافي الأطفال من الوباء، ووجدت أن المدارس ودور الحضانة، والكليات، لاتزال تتعامل مع تداعيات الإغلاق، ونظر تقرير منفصل في تعليم السجون.

وبينما لاحظ المفتشون التحسينات، قالوا إن الوباء استمر في إعاقة تعلّم الأطفال ونموهم الشخصي، بما في ذلك الحضور والرفاهية والسلوك. ولم يعرف الأطفال الصغار كيفية أخذ الأدوار في الصف، ولم يتمكنوا من الاستماع بشكل مناسب، بينما قالت بعض المدارس إن الأطفال الأكبر سناً كانوا أقل إقبالاً على الاختيارات الصعبة في الامتحانات النهائية، مثل العلوم أو اللغات.

وقالت رئيسة «أوفستيد»، أماندا سبيلمان، إن الوباء أوجد «بعض التحديات العالقة»، موضحة «أنا قلقة بشكل خاص بشأن نمو الأطفال الأصغر سناً، وإذا تُرك الأمر دون معالجة يمكن أن يسبب مشكلات للمدارس الابتدائية في المستقبل».

وستنشر الهيئة النتائج في مجموعة من التقارير، التي تستكشف كيف يمكن تعافي الطلاب من فقدان التعلم بسبب الوباء. ووجدت عمليات التفتيش، التي أجريت على 70 من مقدمي الخدمة، في يناير وفبراير، أن بعض المؤسسات قالت إن الأطفال لديهم «مفردات محدودة»، بينما «بعض الأطفال يكافحون للاستجابة لتعبيرات الوجه الأساسية». وبسبب الإغلاق، لم يتمكن الأطفال، أيضاً، من إجراء محادثات مباشرة أو سماع قصص.

الشاشات

وقال أحد مقدّمي الخدمة إن الأطفال الصغار، قضوا وقتاً أطول على الشاشات، على ما يبدو، واستخدموا لهجات وأصواتاً من البرامج التي شاهدوها. وقال عدد قليل من مقدمي الخدمة، إن ارتداء الكِمامة كان له تأثير سلبي على لغة الأطفال الصغار، ومهارات الاتصال.

وجاء في التقرير أن «الأطفال الصغار كانوا محاطين بأشخاص بالغين يرتدون أقنعة طوال الوقت، وبالتالي لم يتمكنوا من رؤية حركات الشفاه أو أشكال الفم بشكل منتظم». وأفاد بعض مقدمي الخدمة أن التأخر في تطور الكلام واللغة لدى الأطفال، أدى إلى عدم التواصل الاجتماعي مع الأطفال الآخرين بسهولة، كما كان سابقاً.

وأظهرت نتائج «أوفستيد»، أيضاً، المزيد من التأخر في نمو الأطفال، إذ لا يتعلم الأطفال كيفية الزحف أو المشي بالسرعة المعتادة. وقام بعض العاملين في الحضانة بتشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، من خلال «بطاقات المشاعر» مع صور لتعبيرات الوجه المختلفة.

الوباء لايزال يؤثر في المعرفة

ووجد مسح المدارس أن الوباء لايزال يؤثر في معرفة التلاميذ، على الرغم من أن التقرير أشار إلى أن المدارس تستخدم «استراتيجيات فعالة» لمساعدة الأطفال على اللحاق بالركب. وجعل القلق المرتبط بالوباء بعض الآباء يترددون في إرسال أطفالهم إلى المدرسة. وأثار مديرو المدارس مخاوف بشأن أطفال الحضانة، قائلين إنهم تأخروا في تعلم لغة التخاطب.

ووجد المفتشون أنه كان تحدياً للمعلمين لمساعدة التلاميذ الأكبر سناً على استيعاب المحتوى الذي فاتهم أثناء تحضيرهم للامتحانات. وجاء في التقرير أنه «في بعض المدارس، تم تعديل ممارسات التقييم لمجموعات هذه السنة لمراعاة ذلك»، متابعاً «مع ذلك، أشار المفتشون إلى أن احتمال أن يكون هناك اختبارات أكثر من التعلم، والتركيز على التقييم قد يعني أن التعلم يعاني نتيجة لذلك».

مهمّة صعبة

قال مدير السياسة في الرابطة الوطنية لمديري المدارس، جيمس بوين: «عمليات الإغلاق المتكررة تعني أن معظم الأطفال الأصغر سناً قد قللوا من التفاعل الاجتماعي، وربما ليس من المستغرب أن يؤثر ذلك في نموّهم العاطفي ومهاراتهم الاجتماعية، ومهارات الكلام واللغة»، موضحاً «تعمل المدارس بجدية كبيرة لمنح التلاميذ الدعم الإضافي الذي يحتاجونه، لكنها لا تستطيع القيام بذلك بمفردها».

• بسبب الإغلاق الأطفال لديهم «مفردات محدودة»، وبعضهم يكافح للاستجابة لتعبيرات الوجه الأساسية.

تويتر