سراييفو تنفض عن نفسها غبار الحرب لاستعادة مجدها القديم

منذ توقف الحرب أصبح فندق إغمان مهجوراً وتم تجاهله من قبل الجميع. أرشيفية

عندما بدأ حصار سراييفو عام 1992، تمركز الجيش الصربي الذي كان يقوده قائد صرب البوسنة راتكو ملاديتش، على الجبال المحيطة بمدينة سراييفو. واختار ملاديتش مقر قيادته في فندق إغمان، وهو قطعة مبهرة من العمارة التي اعتبرت جوهرة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1984. وكان الفندق جزءاً من القرية الأولمبية وقاعدة لرياضة القفز على الجليد والمتزلجين على جبال الألب. ولكن ملاديتش، الذي يقضي الآن عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة جرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية، استخدم هذا الفندق للإشراف على قصف المدينة. وخلال سنوات الحرب الأربع، تعرض الفندق للقصف والتدمير، ولكن منذ توقف الحرب أصبح مهجوراً وتم تجاهله من قبل الجميع باستثناء فناني رسم الجداريات والسيّاح الموسميين.

والآن ومع اقتراب الذكرى السنوية الـ30 لحصار المدينة، يبدو أن الفندق سيتم ترميمه وإعادته إلى مجده القديم أيام مجده الأولمبي. وتم بيع فندق إغمان الأسبوع الماضي بعد 13 محاولة لذلك من قبل سلطات مدينة سراييفو. ودفع ملاكه الجدد ومن بينهم لاعب الكرة البوسني أمير غرانوف، نحو 5.1 ملايين مارك بوسني (2.2 مليون جنيه إسترليني)، وقال غرانوف لوسائل الإعلام المحلية إن الملاك الجدد سينفقون نحو ستة ملايين جنيه إسترليني أخرى من أجل ترميم الفندق، على أمل أن تصبح سراييفو وجهة سياحية جديدة لزوّار البلد.

وإحدى أهم الأولويات لدى غرانوف هي الاهتمام باقتراح الرجل الذي نافسه في المزاد على الفندق وهو ديميتري هيغمان، الذي يمتلك نادي بريسور الليلي في برلين، والذي قال «أريد أن أحوله إلى منارة ثقافية، ويجب أن يكون مكاناً يتغلب فيه الناس على الخلافات العرقية، إنه مكان مميز ويتسم بطاقة مميزة، ولكني لا أنوي امتلاكه».

ويتألف الفندق من 162 غرفة، إضافة إلى دار سينما، الأمر الذي جعل هيغمان يعتقد أن ذلك سيجعله مكاناً مثالياً، وسيوفر فيه جميع الظروف التي كانت موجودة في نادي بريسور الليلي، الذي تم إنشاؤه بعد سقوط جدار برلين، والذي وفّر مكاناً ملائماً لاختلاط الشبان من شرق ألمانيا مع أقرانهم من غربها.

تويتر