دفاعاً عن حقوق شعبها

امرأة من السكان الأصليين في البرازيل تتولى زعامة قبيلتها

صورة

كثيراً ما يستبعد المجتمع نساء الشعوب الأصلية في البرازيل من تولي أدوار قيادية في القبيلة، والتي غالباً ما يتولاها الذكور. إلا أن هذه الأدوار تغيرت في السنوات الأخيرة مع تصاعد التهديدات التي طالت الأراضي والموارد الطبيعية الخاصة بالشعوب الأصلية. وكسرت النساء الحواجز، وأصبحن قياديات في الخطوط الأمامية لمعركة إزالة الغابات والأنشطة التعدينية والكوارث المناخية المتفاقمة.

كيايابو باياكان واحدة من هؤلاء النسوة، تنتمي لقبيلة كايابو في البرازيل، كان والدها باولينو باياكان، زعيماً للقبيلة قبل وفاته العام الماضي بعد إصابته بـ«كوفيد-19»، وتولت هذه السيدة البالغة من العمر 38 عاماً زمام القيادة وواصلت إرث والدها كواحد من أعظم رواد الحركة البيئية للسكان الأصليين في البرازيل.

وتقول باياكان إن نساء السكان الأصليين ظللن دائماً قويات، ومع تفاقم التهديدات المناخية والبيئية، انعتقن من قيود منازلهن للالتحاق بالجامعات، والعثور على صوتهن في المواقع التي يهيمن عليها الرجال تقليدياً. وتضيف «لطالما كانت نساء كايابو مقاتلات جسورات، منهن يستمد الأطفال معنى المقاومة، وظللن دائماً جزءاً من المقاومة إلى جانب الرجال».

منذ أن أصبحت زعيمة للقبيلة، تعمل باياكان بجد لفهم الجوانب القانونية لحماية أراضي السكان الأصليين، وكيفية مواجهة هياكل السلطة التي تناهض حقوقهم. وأنشأت مؤسسة تعليمية لنساء القبائل للمشاركة في هذا النشاط ومعرفة المزيد عن السياسة والتهديدات البيئية التي يواجهنها.

وتقول «النساء يبنين الثقافة، والنساء الأكبر سناً لهن دور مهم للغاية في الحفاظ على التاريخ الشفوي الذي ينقلنه إلى الأطفال، كيلا ننسى لغتنا وثقافتنا». وتقول أيضاً إن «النساء يجتمعن للحديث عن هذه القضايا بجانب رؤساء القبائل، ويتخذن معهم القرارات لتنسيق المجتمعات المحلية، ويمثلن جزءاً من الفضاء السياسي حيث تتم مناقشة هذه القضايا».

وفي حين أن التهديدات البيئية ليست جديدة في منطقة الأمازون، فإن صعود حكومة الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، اليمينية تسببت في تصاعد وتيرة التنمية الصناعية من تنقيب عن النفط والغاز، وقطع الأشجار، والتعدين. وقد توغلت هذه الأنشطة في عمق مناطق السكان الأصليين، حيث تم إزالة الأشجار بحثاً عن استثمارات هناك.

واتفقت إدارة بولسونارو والكونغرس البرازيلي مع قطاعات الأعمال التجارية الزراعية والتعدين وشركات الأخشاب على استحداث مشروع قانون يعرف بـ«الإطار الزمني»، ينص على أنه لن يتم الاعتراف بحق الشعوب الأصلية في الأرض إلا إذا تمكنوا من إثبات إقامتهم فيها منذ عام 1988، وهو العام الذي تم فيه اعتماد أحدث دستور برازيلي.

النظر في الاعتراضات

وبينما تنظر المحكمة البرازيلية العليا في الاعتراضات المرفوعة ضد مشروع القانون، يقول مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الشعوب الأصلية، فرانسيسكو كالي تزاي، إن إجازة مشروع القانون «ستعرض العدالة لضربة موجعة». ويضيف «إذا قبلت المحكمة العليا بما يسمى (الإطار الزمني) بشأن ترسيم حدود الأراضي في وقت لاحق من هذا الشهر، فقد يضفي ذلك شرعية على العنف ضد الشعوب الأصلية، ومن شأن ذلك أن يؤجج الصراعات في غابات الأمازون المطيرة ومناطق أخرى».

وتقول باياكان إن القانون هو «انتقاص من حقوق السكان الأصليين، ويمنح الحكومة البرازيلية الحق في الدخول لأراضينا دون إذننا». وتضيف «يبدو الأمر كما لو أننا غير موجودين على أراضينا، وكأننا غير موجودين في هذه الدولة، لكننا ندرك ذلك ونستعد له باستمرار، ونتابع كل ما يجري بشأن مشروع القانون».

وتقول عضو قبيلة موندوروكو البرازيلية، أليساندرا كوراب، 37 عاماً، إن السكان الأصليين يفقدون أراضيهم رويداً رويداً، ما يؤثر في موارد الصيد وانعدام سعف النخيل. وتقول إنها أرادت قبل ذلك أن تفعل شيئاً لمساندة قبيلتها، لكن بصفتها امرأة حذرتها والدتها من الانضمام إلى الاجتماعات القبلية التي يهيمن عليها الذكور. لكن في عام 2015، قالت كوراب إنها خرجت عن التقاليد، وانضمت إلى مجالس رؤساء القبيلة، وتحدثت عن مخاوفها بشأن المسؤولين العموميين والشركات. وتقول إنها شاركت في اجتماعات خارج قريتها، واحتجت على ترسيم حدود أراضيهم وكذلك البنية التحتية الحكومية التي يعتبرونها خطرة على مناطقهم.

• نساء السكان الأصليين ظللن دائماً قويات، ومع تفاقم التهديدات المناخية والبيئية، انعتقن من قيود منازلهن للالتحاق بالجامعات، والعثور على صوتهن في مواقع الرجال تقليدياً.

• اتفقت إدارة بولسونارو والكونغرس البرازيلي مع قطاعات الأعمال التجارية الزراعية والتعدين وشركات الأخشاب على استحداث مشروع قانون يعرف بـ«الإطار الزمني»، ينص على أنه لن يتم الاعتراف بحق الشعوب الأصلية في الأرض إلا إذا تمكنوا من إثبات إقامتهم فيها منذ عام 1988، وهو العام الذي تم فيه اعتماد أحدث دستور برازيلي.

 

تويتر