توماس مالون أكد أن العمل «عن بعد» بات خياراً متاحاً وعملياً

إنترفيو.. عالم أميركي: مجال العمل في المستقبل سيشهد تعاوناً بين الآلة والإنسان

صورة

يعتقد الخبير في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، توماس مالون، أن عودة الموظفين في الولايات المتحدة إلى المكاتب مستبعدة حالياً. ويرى العالم الأميركي الذي أسس مركز الذكاء الجماعي في المعهد، أن الآلة ستلعب دوراً أكبر في المستقبل، وشرح ذلك في كتابه الأخير بعنوان «العقول الخارقة»، إذ سيتعاون النخب، في مجالات مختلفة، بدعم من التكنولوجيا. وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «واشنطن بوست»:

■ يبدو أننا لا نعرف كيف ستبدو مكاتبنا في غضون عام أو شهر.. كيف ترى الأمور؟

■■ لدي الكثير لأقوله حول هذا الموضوع، لكن الأمر يتعلق بما يلي: لقد تعلمنا على مدار بضعة أسابيع، في مارس وأبريل من العام الماضي، أنه يمكننا فعلاً فعل الكثير من الأشياء عبر الإنترنت، عوضاً عن الذهاب إلى المكتب، أو زيارة العميل لإبرام صفقة ما، وهناك العديد من الوظائف التي تتطلب حضوراً مادياً، بالطبع، ولكن عندما لا يكون الأمر كذلك، لا أستطيع أن أرى أي سبب للعودة إلى المكتب التقليدي.

■ يبدو الأمر وكأن الكثير من المديرين التنفيذيين يرغبون في ذلك، حتى لو لم يرغب الكثير من الموظفين؟

■■ يبدو أن الشخصيات المهمة هم آخر من يتفهم ذلك. وأتساءل عما إذا كان جزء منها هو أن الأشخاص الذين ارتقوا إلى قمة المؤسسات يجيدون التفاعل وجهاً لوجه، لذا فهم يبالغون في تقدير الأمور، ولكن هذا هو المكان الذي يأتي فيه العقل الخارق، فجميع الموظفين الذين يعرفون أن بإمكانهم القيام بالعمل عن بُعد، بمساعدة أجهزة الكمبيوتر، هم قوة فاعلة جداً.

■ ماذا عن الحكومة؟ يبدو أن كل هذا الترابط الذي نحبه في حياتنا المهنية قد قسمنا في حياتنا المدنية، بمعلومات مضللة وتشويه للديمقراطية؟

■■ أعتقد أن بعض الأدمغة الخارقة الجديدة يمكن أن تساعد في هذا السياق، وإذا فكرنا في الأمر، فإن ما فعله المؤسسون هو في الأساس اختراع عقول خارقة جديدة، بما في ذلك فكرة الحكومة، والديمقراطية التمثيلية، وغيرها. وعملت بشكل جيد لفترة طويلة، ومع ذلك، فإن فعاليتها موضع تساؤل بشكل متزايد، وذلك بسبب كل من مشكلات وإمكانات تكنولوجيا المعلومات، ولذلك نحن بحاجة إلى التركيز على الاحتمالات، وبحاجة إلى ابتكار بعض العقول الخارقة الجديدة لإدارة المخاطر وما ينتظرنا.

■ يقال إنك شخص متفائل، هل تأمل في نهاية المطاف أن تكون هذه التقنيات مفيدة لنا؟

■■ أنا متفائل، ولكن ليس بشكل أعمى. إننا نفقد بعض القدرات المعرفية، ولكن هذا هو الحال دائماً. وقد كان أسلافنا يجدون طريقهم في البرية، بسهولة، ويقطعون الأخشاب، ويصطادون الحيوانات البرية. ومعظمنا، الآن، لا يستطيع فعل ذلك، وقد يكون من الجيد يوماً ما أن الناس لن يتمكنوا من إجراء العمليات الحسابية، وأنا لست قلقاً جداً، لأنهم سيطورون المهارات للقيام بأشياء جديدة بدلاً من ذلك.

■ هذا جزء من تفكيرك العام حول البشر وأجهزة الكمبيوتر، نوع من التعاون؟

■■ المقولة الرائجة في الذكاء الاصطناعي، الآن هي «البشر في الحلقة»، بالتأكد من عدم ترك البشر في الخلف. ولكن قد تكون هذه هي الطريقة الخاطئة للنظر إلى الأمور، فنحن البشر سنقود، والآلات هنا لتحسين حياتنا، ولهذا السبب لا أقول «البشر في الحلقة»، ولكن «أجهزة الكمبيوتر في المجموعة»، نحن نستعين بها.

• أنا متفائل، ولكن ليس بشكل أعمى. إننا نفقد بعض القدرات المعرفية، ولكن هذا هو الحال دائماً.

تويتر