المرصد.. أيام «فيس بوك» المريرة

تلاحق «فيس بوك» بعد «انقطاع الساعات الست»، حروباً عدة، وقد حاول الأب الروحي للشبكة، مارك زوكربيرغ، اثبات لامبالاته للأزمة، فظهر في ذروة احتدامها في فيديو يجدف في قارب مع زوجته في سان فرانسيسيكو وفي الخلفية ألحان الجاز، لكنه لم يعزز بهذا المشهد التمثيلي سوى قناعة عند كثيرين أنه يحاول أن يبدو متماسكاً. فقد نشرت «الأسوشيتد برس» استطلاعاً أجري أخيراً في الولايات المتحدة، ومثل الجانب الشعبي، انتهى إلى أن معظم الأميركيين متفقون تقريباً على ما سمته بخطورة الانتشار السريع للمعلومات عبر وسائل الاعلام الجديدة، وفي قلبها «فيس بوك»، والذي أصبح حسب رؤية المستطلعين يمثل مشكلة خطيرة.

وقال الاستطلاع الذي أجري برعاية «نيو بارسون انستيتيوت»، إن 95% ممن شملهم الاستطلاع أكدوا أن المعلومات الزائفة تمثل مشكلة رئيسة، و81% من هؤلاء استخدم «ال» التعريفية ليقول إنها «المشكلة الرئيسة»، كما عبر 81% من المستطلعين عن قلقهم من هذه المعلومات، وعبر 20% منهم عن احتمالات أن يكونوا قد شاركوا في انتشارها، كما أشار 6% منهم الى اعتقاده بأن بعضاً من أفراد أسرته قد شارك في نشرها.

وكشف الاستطلاع عن قناعة سائدة لدى قطاع واسع من الأميركيين بأن «مستخدمي شبكات التواصل» يتحملون وزراً أكبر في تزييف الحقيقة من الحكومات ، سواء الأميركية أو الروسية أو الصينية ، وقالت الاميركية من ولاية كنتاكي، كارمن سبيلر، تعليقاً على الاستطلاع إن «ما حدث في (كوفيد-19) دليل جلي على خطورة هذه الشبكات.

ويأتي الاستطلاع بعد أيام قليلة من تصريحات المسؤولة السابقة في «فيس بوك»، فرانسيس هاوغن، التي اتهمت فيها الشبكة بأنها «تعطي الربح الأولوية في سياستها على دقة المعلومات»، وأن «الشبكة تختار مصالحها إذا تعارضت مع فائدة الجمهور»، وأن «الشبكة تكذب على الجمهور بادعائها مواجهة الكراهية»، «وتسبب العنف العرقي في جميع أنحاء العالم».

كذلك يأتي الاستطلاع توازياً مع وصول أزمة «فيس بوك» الى ساحة الكونغرس، ومع إصدار البيت الأبيض ذاته لبيان قال فيه إنه «ينظر إلى تسريبات هوغن على أنها حلقة من سلسلة حول منصة التواصل الاجتماعي توضح أن التنظيم الذاتي لا يعمل»، وإن «(فيس بوك) تساهلت مع خطاب الكراهية لأنه يجلب تفاعلاً أكبر وإعلانات أكثر»، وإن «مواقع التواصل أثبتت أن العمل وفق قيودها الذاتية لم ينجح».

ترى هل أزمة «فيس بوك» هي أبعد مما نراه نحن كمجرد «عطل في شبكة»؟ هل ضجت المؤسسة الأميركية باحتكار عالم التواصل؟ هل باتت قلقة على قصور قواعد ضبطه؟ وهل كان العطل خطوة من جهة ما تستهدف بها تغيير ما في المستقبل؟

• %95 من الأميركيين يرون المعلومات الزائفة مشكلة رئيسة.

تويتر