«والتون» مولت الأبحاث والمشاريع ذات الصلة

نهر كولورادو يعاني نقص المياه.. وعائلة ثرية تحاول إنقاذه

صورة

أدى نقص المياه في نهر كولورادو إلى احتدام النقاش حول كيفية توفير المياه لنحو 40 مليون شخص عبر الجنوب الغربي، وري حقول القمح والقطن. وقليل من الأصوات، خارج الحكومة، أكثر تأثيراً من أصوات عائلة والتون، ورثة ثروة شركة «وول مارت»، الذين دافعوا منذ فترة طويلة عن أسواق المياه باعتبارها جزءاً رئيساً في حل مشكلات المنطقة، ولكن بعض الجماعات البيئية تقول إن عائلة والتون تتبع الأساليب الأخرى غير التقليدية.

يُظهر تحليل حديث أن مؤسسة خيرية تمولها مؤسسة عائلة والتون قدمت نحو 200 مليون دولار على مدى العقد الماضي، لمجموعة متنوعة من مجموعات نشطة، وجامعات، ووسائل إعلام تهتم بحالة النهر. ولا يوجد متبرع آخر يقترب من هذا الرقم، وتم تعيين اثنين من المسؤولين الفيدراليين المنتسبين إلى المؤسسة في مناصب إدارية رئيسة في بايدن يشرفان على النهر.

وأثار وضع النهر الراهن مخاوف بين أولئك الذين يستفيدون من المياه بأن الضرر سيلحق بالمزارعين والفقراء. وألقي اللوم على شركات المياه في أستراليا للمساعدة في تجفيف الممرات المائية، بسبب الإفراط في استخدامها من قبل مجموعة صغيرة من المزارعين والمستثمرين الأثرياء.

وقال المدير العام لمنطقة نهر كولورادو، وهي وكالة عامة للتخطيط والسياسة تشرف على استخدام المياه في غرب كولورادو، أندرو مولر: «في أي وقت تصبح فيه المياه أكثر قيمة من الأرض ينتهي بك الأمر مع احتمال وجود مضاربين خارجيين». وقال مولر إن الولاية تشهد اهتماماً مستمراً بالمياه الزراعية والأراضي من قبل مجموعات الاستثمار الخارجية.

وطالما اعتبرت مؤسسة عائلة والتون أن أسواق المياه هي من بين أفضل الطرق لتوزيع المياه التي تتدفق على طول النهر البالغ 1450 ميلاً والحفاظ عليها، ويعتبر عدد من المجموعات البيئية التي تأخذ أموال والتون من أبرز الجهات التي تعمل على تعزيز سوق المياه.

وقالت منظمة «المحافظة على البيئة»، وهي مؤسسة خيرية عامة تركز على البيئة، تلقت تمويلاً من عائلة والتون، في تقرير عام 2016، أن مثل هذه الأسواق يمكن أن «تؤمّن تدفقاً منتظماً للمياه إلى النظم البيئية المستنفدة، وتبيع البقية مرة أخرى إلى مناطق الري أو المدن». وقالت إن ميزة إضافية تتمثل في «عائد مادي للمستثمرين». وقالت المنظمة إن هناك حاجة إلى «كل أداة في هذه المجال، بما في ذلك أسواق المياه الموجهة، لزيادة الأمن المائي وحماية الأشياء التي نهتم بها جميعاً».

وخلال العقد الماضي، قدمت المؤسسة جزءاً كبيراً من التمويل المؤسسي لنشاط نهر كولورادو، استفادت منه مؤسسات خيرية بيئية كبرى، مثل جمعية أودوبون الوطنية، وصندوق الدفاع عن البيئة، و«أميركان ريفرز»، وفقاً لقاعدة بيانات المؤسسة والجمعيات الخيرية.

كما قدمت عائلة والتون أموالاً لمؤسسات تديرها جامعة كولورادو وجامعة أريزونا، من بين جامعات أخرى. وقد ساعدت هذا العام في تمويل فريق إعداد التقارير لتغطية قضايا المياه في وكالة «أسوشيتد برس»، التي أكدت أنها عملت مع منظمات غير ربحية أخرى إلى جانب مؤسسة عائلة والتون، وتحتفظ حصرياً بالمهام التحريرية في جميع القضايا المتعلقة بالنهر.

وقالت متحدثة باسم جامعة كولورادو إن التبرعات لا تؤثر على نتائج أبحاثها. وقالت متحدثة باسم جامعة أريزونا إنه بينما تلقت تمويلاً من مجموعات أخرى لبرنامج نهر كولورادو في السنوات الأربع الماضية، كان أكبر مصدر هو مؤسسة والتون.

وغالباً ما كانت الأموال التي وجهتها مؤسسة والتون تتجه نحو الدفاع عن الأسواق التي يتم فيها شراء المياه وبيعها كسلعة. ويقول المؤيدون إن الأسواق يمكنها تقييم المياه بشكل أكثر كفاءة وتخصيصها، بينما يهدد تغير المناخ بتقليل الإمداد.

خفض الإنتاج

يقول المسؤولون في الغرب الأميركي إن السياسات الطويلة الأمد التي تشجع المزارعين على استخدام كل مياههم أو التخلي عنها، والمعروفة باسم «استخدمها أو افقدها»، أدت إلى انتشار الهدر على نطاق واسع. ويواجه نهر كولورادو الآن واحدة من أكبر أزماته. وأعلن مكتب الاستصلاح في أغسطس عن أول نقص في المياه في النهر، ما أدى إلى خفض الإنتاج الزراعي في ولايات عدة. وأصدر المكتب الإعلان بعد أن توقع أن تظل بحيرة نيفادا التي تخزن المياه من النهر تحت 1075 قدماً فوق مستوى سطح البحر خلال أوائل العام المقبل على الأقل.

مؤسسة خيرية تمولها «عائلة والتون» قدمت 200 مليون دولار.

تويتر