التقنية أسهمت في التغلب على آثار «الجائحة»

مدارس بريطانية تستعين بالذكاء الاصطناعي لتحديد مستويات طلابها

صورة

أصبحت المنصات التي تقيّم التلاميذ وتوجه المعلمين لكيفية تحسين خطط الدروس واسعة الاستخدام. ويستخدم تلاميذ ومعلمو مدرسة في برمنغهام تطبيق «سنتشري» التعليمي.

وبعد عام من الاضطرابات بسبب «كوفيد-19»، سيساعد برنامج كمبيوتر طورته شركة «سنتشري»، وهي شركة تعليمية عبر الإنترنت مقرها لندن؛ المعلمين على تصميم الدروس والاهتمام بكل تلميذ على حدة، باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وقيّم التطبيق، الذي استخدمه طلاب مدرسة «سانت جون»، أيضاً، أثناء الإغلاق، نقاط القوة والضعف لكل طالب بناءً على مدى سرعة ودقة إجاباتهم عن الأسئلة، سواء المتعلقة باللغة الإنجليزية أو الرياضيات أو العلوم. وتقوم خوارزميات «سنتشري» بعد ذلك بتوفير المعلومات للمعلم، وتقدم خططاً للدروس المستقبلية. وتقول الشركة، التي تأسست في عام 2013، إن فترات طويلة من التعلم المنزلي، بسبب الوباء، ساعدت في انتشار تطبيقها، إذ يُستخدم، الآن، من قبل 800 ألف طالب في المملكة المتحدة، عبر المدارس، بما في ذلك الحكومية، مثل «سانت جون» ومدارس النخبة المستقلة، مثل كلية إيتون ومدرسة كوتسمور.

استخدام التقنية

وقالت الرئيسة التنفيذية لـ«سنتشري»، بريا لاكانين: «لم نعد في مرحلة تجريبية، هذا أمر مؤكد»، متابعة «لقد سرعت (الجائحة) استخدام تقنيتنا بشكل لافت، وقد غير الوباء الطريقة التي نفكر بها في تبني الذكاء الاصطناعي عندما يتعلق الأمر بالتعليم؛ والمدارس تحول هذا إلى قاعدة».

وتم تبنّي التطبيق، أيضاً، من قبل الآباء الذين كانوا يبحثون عن طرق لمساعدة أطفالهم خلال العام الماضي.

وقال يوجين دابر، الذي سجل ابنته البالغة من العمر تسع سنوات في تطبيق «سنتشري»، العام الماضي: «لقد وجدت الجانب الذي يحركه الذكاء الاصطناعي في ذلك الأمر جذاباً حقاً، إذ يمكن لابنتي أن ترى مسارها التعليمي والتقدم الذي تحرزه»، موضحاً «لقد حفزها ذلك حقاً، لأنه مكنها من فهم الثغرات والنجاحات التي حققتها في الوقت نفسه».

صعود الذكاء الاصطناعي

ويأتي صعود الذكاء الاصطناعي في التعليم، بينما لايزال التلاميذ والمعلمون يتصارعون مع الآثار طويلة المدى للوباء على التعلم. وأظهرت الأبحاث المنشورة، في يونيو، أن تلاميذ السنة الأولى في المملكة المتحدة حققوا مستوى أقل، في القراءة والرياضيات، مقارنة بعام 2019. واعتمدت مديرة مدرسة «سانت جون»، لورا بوتشر، تطبيق «سنتشري» ضمن تجربة مستمرة منذ أربع سنوات. وعندما ضرب الوباء، الربيع الماضي، أصبح أداة أساسية للتعلم المنزلي ليس فقط لطلابها، ولكن لجميع الطلاب، البالغ عددهم 900 تلميذ، في «كويست تراست»، التي تدير أربع مدارس ابتدائية حكومية، في منطقة ويغن.

وقالت بوتشر: «يؤكد الموظفون والطلاب أن التطبيق فعّال، حقاً، فهو يوفر لنا ذكاءً في الوقت الفعلي بطريقة أسرع بكثير»، متابعة «كان الأطفال يقولون: (يمكنني الاختيار)، ويمكنهم توجيه تعلمهم بأنفسهم، وفي حين كان المدرسون في السابق يقفون أمام الفصل ويقدمون شيئاً ما ثم يذهبون إلى كل طالب، فإن التطبيق يمنح المعلم القدرة على التكيف والمرونة لتقديم المعلومات بطريقة مختلفة».

وتراوح رسوم الاشتراك السنوي في «سنتشري» من 2500 جنيه إسترليني إلى 12 ألف جنيه إسترليني لكل مدرسة، اعتماداً على عدد التلاميذ الذين يستخدمون التطبيق. وحتى بعد جعل خصائص التطبيق الأساسية متاحة مجاناً، خلال الوباء، تضاعفت إيرادات «سنتشري»، وأعداد المدارس المشتركة منذ مارس 2020، جنباً إلى جنب مع قفزة إجمالية قدرها 400% في عدد مستخدمي نظامها.

في كلية إيتون، يتم اختبار الذكاء الاصطناعي بواسطة «سنتشري»، في دروس اللغة الإنجليزية، إذ يقدم للمعلمين ملاحظات مفصلة حول تقدم الطلاب.

سرعة البرق

قالت رئيسة قسم التدريس والتعلم في كلية إيتون، جوني نوكس: «يتمثل التحدي الرئيس الذي يواجه أي معلم في معرفة مكان وجود مجموعة متناغمة من التلاميذ من خلال تعلمهم»، مضيفة «يقوم الذكاء الاصطناعي بكل ذلك بسرعة البرق. وخلال أسبوعين، حصلت على بيانات والتعرف الى عادات الدراسة لدى الطلاب، الأمر الذي يستغرق شهرين على الأقل لجمعها، في العادة».

وأوضحت خبيرة تكنولوجيا التعليم في كلية لندن الجامعية، روز لوكن، أنه يجب على المعلمين أن يسألوا بشكل روتيني عن التكنولوجيا التي تدعم توصيات التعلم للذكاء الاصطناعي. وقالت: «هناك المئات من الأمثلة، حيث كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي غير دقيقة، ويتطلب الأمر من الإنسان التدخل».

• يأتي صعود الذكاء الاصطناعي في التعليم، بينما لايزال التلاميذ والمعلمون يتصارعون مع الآثار طويلة المدى للوباء على التعلم.

• 800000 طالب في المملكة المتحدة يستخدمون تطبيق «سنتشري» الذكي.

تويتر