في مقابلة مع أحد قادة الأحزاب السياسية في أفغانستان

إنترفيو.. أميركا خلّفت إرثاً من الفقر والجوع والفساد وغسيل الأموال

لطيف بيدرام. من المصدر

يعتقد زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفغاني، والعضو السابق في البرلمان، الدكتور لطيف بيدرام، أن الانسحاب المتسرع لقوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان ترك «أرضاً مدمرة ونظاماً سياسياً ملوثاً بالدماء والكراهية». ويعتقد أن الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة قد فشلا فشلاً ذريعاً في إعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي المستقبلي للبلد الذي مزقته الحرب. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة التي أجرتها معه صحيفة «غلوبال تايمز»، قبل سيطرت حركة «طالبان» على مجريات الأمور في أفغانستان:

■ أنهى انسحاب القوات الأميركية حرباً استمرت قرابة 20 عاماً في أفغانستان. ومع ذلك، فقد أصبح الوضع الأمني في أفغانستان أكثر تعقيداً وخطورة بشكل متزايد في الأيام الأخيرة مع تصاعد العنف. ماذا يعني انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان؟

■■ انسحاب القوات الأميركية لم يضع حداً للحرب التي استمرت 20 عاماً في أفغانستان، لكنه أنهى فقط أطول حرب في تاريخ حروب الهيمنة والاحتلال الأميركية. فعلى الرغم من وجود القوات الأميركية وحلفائها والناتو، استمرت الحرب في أفغانستان ومازالت مستمرة. وغادرت الولايات المتحدة أكبر قاعدة عسكرية لها في باغرام، شمال كابول، في ظلام الليل خلسة دون إبلاغ كابول. لم تظل الولايات المتحدة وفية لالتزاماتها بموجب ميثاق كابول وواشنطن الاستراتيجي.

■ برأيك ما هو الإرث السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تركته أميركا في البلاد؟

■■ ما ورثته أفغانستان عن الولايات المتحدة هو الفقر، وارتفاع معدل البطالة، وتدمير الخدمات الاجتماعية، والزيادة غير المسبوقة في الفروق الطبقية، وفجوة الثروة، وتدمير الطبقة الوسطى، وانتشار شبكات المافيا الاقتصادية، وإنتاج وتهريب المخدرات وانتشار الإدمان بين أكثر من أربعة ملايين شاب، وحروب عرقية وانهيار في القيم وتنامي ثقافة الفساد وغسيل الأموال والكذب. كما خيبت الولايات المتحدة آمال الناس ودمرت توقعاتهم في الديمقراطية وحقوق الإنسان والحقوق المدنية. لقد أخفت أميركا تحت ستار ادعائها بنشر الديمقراطية سلوكاً إمبريالياً واستعمارياً، ولم تتورع عن انتهاك حقوق الإنسان. إن إحباط الأفغان مما يسمى بالديمقراطية الأميركية وحقوق الإنسان هو جزء آخر من الإرث الذي تركته أميركا في أفغانستان.

■ زعمت «طالبان» قبل فترة قصيرة سيطرتها على 85% من أفغانستان، كيف يمكن إثبات ادعائها؟ ما هو الواقع الحقيقي لقوة «طالبان» وظل سيطرتها؟

■■ بكل تأكيد نعم، نحو 75-80% تسيطر عليها «طالبان»، 70% واضحة ودقيقة. وهذا يعني أنهم قادرون على السيطرة على العديد من المناطق. ويسيطرون (حتى تاريخ هذه المقابلة) على أكثر من 205 مقاطعات، ما يقرب من نصف جميع المقاطعات في أفغانستان. هذه ليست كذبة أو مبالغة. وسواء انهزمت قوات نظام كابول أو تراجعت أو تم شراؤها فقد حققت حركة «طالبان» نجاحات عديدة.

■ بدأت الحكومة الأفغانية و«طالبان» جولة جديدة من محادثات السلام يوم 17 يوليو. هل أنت متفائل بشأن محادثات السلام هذه؟ وما هي القضايا الأكثر إلحاحاً في المحادثات؟

■■ ليس لدينا علامات موثوقة، بل مجرد نظريات واعتقادات في تحقيق السلام، يجب أن نحقق السلام الدائم من خلال الحوار واستخدام الوسائل السلمية. أنا متفائل بشأن السلام، لكن ليس بالطريقة التي تجري بها المفاوضات. يجب أن يكون لدينا نوع آخر من محادثات السلام في متناول اليد، ويجب إعادة التفكير في طيف المفاوضين. أما القضايا الرئيسة والخطيرة المتنازع عليها فهي: نوع الحكومة المتمخضة عن المحادثات، وأساليب تشكيلها، والمبادئ الفقهية، والمبادئ الدينية للحكومة، ومن سيرأس الحكومة المؤقتة، والانتخابات، وهل ستكون البلاد إمارة إسلامية أم جمهورية.

يجب أن تضم الحكومة الانتقالية «طالبان»، وقوى معارضة أخرى، وممثلين حقيقيين للجماعات العرقية، وبعضهم من نظام كابول، ومن الأفراد والمؤسسات، والأحزاب السياسية. ويجب الاعتراف بالحقوق المدنية والتنوع العرقي والثقافي ومستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تختلف من مقاطعة إلى أخرى في حكومة اتحادية ديمقراطية. الفيدرالية هي الحل الصحيح للأزمة الحالية والحرب العرقية.

• إحباط الأفغان ممّا يسمى بالديمقراطية الأميركية وحقوق الإنسان هو جزء آخر من الإرث الذي تركته أميركا في أفغانستان.

تويتر