حروب مياه محتملة في الشرق الأوسط

سد النهضة قد يفجر حرب مياه في الشرق الأوسط. أرشيفية

يبدو أن تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة البحار وتقلبات الطقس الشديدة، قد تؤدي إلى الاقتراب من أول حرب مياه مباشرة، منذ أيام بلاد ما بين النهرين القديمة.

يمكن أن تأتي حرب المياه في القرن الحادي والعشرين في شكلين: الأول سيكون في استجابة سيئة الإدارة أو مذعورة، لارتفاع مستوى البحار. حيث يعيش نحو 150 مليون شخص على متر واحد أو أقل، فوق مستوى سطح البحر الحالي؛ ونتيجة لهذا الوضع غير المسبوق سيشُرد الكثيرون ويصبحون لاجئين بسبب المناخ، ما يخلق حالة كبيرة من عدم الاستقرار.

أما النوع الثاني من الحرب فقد يكون قاب قوسين أو أدنى، فقد حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إثيوبيا، من أنه لن يستبعد استخدام القوة العسكرية، إذا كان سد النهضة الإثيوبي الكبير الجديد الضخم، يعني خروج المصريين من دون مياه.

لكن على الرغم من التهديد المصري، يبقى طموح رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز جائزة نوبل للسلام، آبي أحمد، هو ملء خزان لإنشاء أكبر مصنع للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، وبالتالي يصبح مصدراً رئيساً للطاقة.

على أنه لابد من القول هنا، إن السيسي يخشى من أن الإثيوبيين من جانب واحد يتخلصون من حصة الحقبة الاستعمارية من مياه النيل بين مصر والسودان. إنه لا يخشى فقط فقدان مياه الشرب، فعدد السكان المصري ينمو بمعدل 1.5 مليون سنوياً، وبحلول عام 2025 ستنخفض إمدادات المياه إلى أقل من 500 متر مكعب للفرد، وهو المستوى الذي يسميه علماء الهيدرولوجيا الندرة المطلقة، لكن أيضاً فقدان ماء الوجه.

ويبدو واضحاً أنه في جميع أنحاء العالم، تقترب الدول الهشة من الانهيار لأنها فقدت السيطرة على الأساسيات الثلاثة: الماء والأكسجين والخبز. هذه هي الطريقة التي يتم بها قياس أداء الحكومة.

ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فإن أسعار المواد الغذائية في الشرق الأوسط وصلت تقريباً إلى مستوى فبراير 2011. وينبغي أن يدق ذلك ناقوس الخطر في جميع أنحاء المنطقة: كانت كلفة الغذاء في أوائل عام 2011 أحد العوامل المساهمة في انتفاضات الربيع العربي.

• عبر جميع أنحاء العالم، تقترب الدول الهشة من الانهيار، لأنها فقدت السيطرة على الأساسيات الثلاثة: الماء والأكسجين والخبز.

روجر بويز ■ صحافي مختص في شؤون الشرق الأوسط وإفريقيا

تويتر