تزايد ذوبان الجليد في المنطقة يرفع المنافسة بين الدول

واشنطن ترسل طائرة «إف-35» إلى القطب الشمالي لردع روسيا

طائرات «إف-35» تعمل على ردع التدخل الروسي في القطب الشمالي وتكرس وجوداً موازياً في المحيط الهادي للجم طموحات الصين في السيطرة على مناطق جديدة. أرشيفية

أرسلت القوات الجوية الأميركية مجموعة من طائرات «إف35» المقاتلة إلى قاعدة أيلسون الجوية في ولاية ألاسكا، كجزء من تغير واضح في استراتيجيتها إزاء كل من المحيط الهادي، ومنطقة القطب الشمالي. وتقع قاعدة أيلسون الجوية الى الشمال الشرقي من مدينة فيربانك وعلى بعد 110 أميال جنوب الدائرة القطبية الشمالية. ولم يكن إرسال طائرات «إف-35» مفاجئاً، وتم ذلك قبل بضعة أشهر من إعلان القوات الجوية استراتيجية جديدة للعام 2020 للقطب الشمالي، وفق مقالة نشرت في موقع «ذي درايف».

وتضع استراتيجية القطب الشمالي لعام 2020 تحسينات إضافية لاستعدادها للحرب في القطب الشمالي بصورة عامة، اعترافاً بالأهمية الاستراتيجية والعسكرية المتزايدة للمنطقة. وأدت الوتيرة المتزايدة لذوبان الجليد في المنطقة الى تزايد التنافس العالمي على مواردها والنفوذ الاستراتيجي في منطقة القطب الشمالي المتغيرة بسرعة. وتم افتتاح ممرات مائية جديدة، كما أن الأنهر الجليدية تذوب الآن، في حين أن الماء يسخن ويرتفع منسوبه. ولهذا، يتقاطر عدد متزايد من الدول للسيطرة على المواقع الملائمة في المنطقة.

وبناءً عليه، فإن الاستراتيجية الأميركية في القطب الشمالي، تناقش الحاجة إلى الشراكات، والتدريب المتزايد، والتركيز الشامل على الاستعداد للقتال في المنطقة. وتمتلك طائرة «إف-35»، التي خضعت للتدريب على الأجواء القاسية، تقنية المراقبة وربط البيانات على مستوى أسطول لجلب أبعاد تكتيكية جديدة للقطب الشمالي. والجدير بالذكر أن مزيداً من الممرات المائية يعني زيادة في وجود القطع البحرية.

وفي الحقيقة فإن روسيا لا تملك من الكاسحات الجليدية أكثر مما لدى البحرية الأميركية فقط، وانما هي معتادة على الممر البحري الشمالي، وهو ممر مائي طويل محاذٍ للقطب الشمالي، ما يجعل وصول موسكو إلى المنطقة أكثر سهولة.

وبناءً عليه فإن طائرات «إف-35» تعمل على ردع التدخل الروسي في القطب الشمالي، إضافة إلى انها تكرس وجوداً موازياً في المحيط الهادي للجم طموحات الصين في السيطرة على مناطق جديدة.

والمثير للاهتمام، أن استراتيجية القوات الجوية في القطب الشمالي تتحدث عن وجود طائرات الدعم في قاعدة ايلسون الجوية، وتضيف أن الظروف الجوية القاسية تتطلب تدريبات، وتقنيات، واستعدادات قتالية محددة «مثل استخدام طائرة الدعم (سي-130) المزودة بزلاجة تساعدها على الهبوط على الجليد»، وتقدم هذه الطائرة إمكانات تكتيكية جديدة، إذ إنها تستطيع نقل الإمدادات، والأسلحة، والمعدات، والتقنيات الى القواعد العسكرية المحصنة والواقعة في مناطق صعبة. وهذا يتلاءم مع مهمات طائرة «إف-35» التي ستساعد طائرات الجيل الخامس للدعم الجوي من الوصول الى مناطق قتالية صعبة.

وفي الواقع فإن القطب الشمالي لا يفتح إمكانات جديدة للعمليات القتالية فحسب، وإنما يقدم بصورة طبيعية، مواقع واهتمامات جديدة في ما يتعلق بحرب الفضاء، والقوات الأميركية القريبة من الحدود الروسية.

كريس أوزبورن : محرر القضايا الدفاعية في «ناشونال إنترست»


استراتيجية واشنطن في القطب الشمالي، تناقش الحاجة إلى الشراكات، والتدريب المتزايد، والتركيز الشامل على الاستعداد للقتال في المنطقة.

تويتر