نتائجه تهدّد بفتح جبهة جديدة في المواجهة مع الغرب

أزمة إيران النووية تتصاعد مع صدور تقرير جديد حول التفتيش

صورة

اتهمت إيران أحد مراقبي منظمة الطاقة الدولية بأنه شغّل أجهزة كشف متفجرات في منشأتها الرئيسة لتخصيب اليورانيوم، الأمر الذي أدى إلى تصعيد التوتر الذي يهدد بدخول إيران في أزمة نووية جديدة.

وقام مراقب منظمة الطاقة النووية بتشغيل الإنذارات خلال تفتيش روتيني في 28 أكتوبر في منشأة «ناتانز» الإيرانية، وفق ما قاله السفير الإيراني غريب عبادي في مؤتمر صحافي في مدينة فيينا النمساوية. واستدعت المنظمة المفتش، بعد أن تمت مساءلته من قبل السلطات الإيرانية حول جهاز كشف المتفجرات الذي كان موجوداً في حقيبته اليدوية. ولم تردّ الوكالة على طلب التعليق.

وقال عبادي: «توجد مواد تثير الشكوك في هذه الحادثة. وإيران تتوقع منكم المستوى الضروري من التعاون خلال التفتيش». ومن جهته، وصف السفير الأميركي في منظمة الطاقة الدولية، جاكي ولكوت، احتجاز المراقب والتحقيق معه بأنه «عمل شائن وغير مبرر».

وانكشفت المزاعم الإيرانية بعد فترة قصيرة من إعلان مسؤولي منظمة الطاقة الدولية أن إيران رفضت التعاون مع المفتشين بشأن عينات ذات نشاط إشعاعي تم اكتشافها في موقع قامت بتحديده إسرائيل. وقال كبير المفتشين، ماسيمو أبارو، للدبلوماسيين في اجتماع مغلق في فيينا يوم الأربعاء الماضي، إن إيران تتهرب من محاولات الكشف عن مصدر جزيئات ليورانيوم صناعي وأخرى طبيعي تم اكتشافها في أحد المستودعات في طهران بداية العام الجاري، وفق اثنين من المسؤولين المطلعين على المؤتمر الصحافي، واللذين رفضا الكشف عن هويتيهما.

وعقد المدير العام لوكالة الطاقة النووية، كورنيل فيروتا، اجتماعاً استثنائياً لمجلس محافظي الوكالة، البالغ عدد أعضائه 35 عضواً، يوم الخميس الماضي، لمناقشة المخاوف الجديدة. وقال فيروتا، وهو روماني الجنسية، إنه خلال الشهر الماضي فقط اتخذت إيران «خطوة في الاتجاه الصحيح» في محاولتها لتوضيح القضايا التي تزعج المفتشين.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في رسالة إلكترونية: «يتوجب على إيران تقديم التعاون الكامل وفي الوقت المناسب»، وأضافت «إن الوكالة الدولية مستعدة لمواصلة التعامل مع إيران على أمل حل المشكلة في أسرع وقت ممكن». وتهدد هذه النتائج بفتح جبهة جديدة في المواجهة التي اندلعت ضد برنامج إيران النووي منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية التي وقعت عليها الدول الكبرى مع إيران العام الماضي، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية ضدها. وأعلنت إيران، التي تعهدت بالعودة الى الاتفاقية إذا عادت إليها الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، أنها ستبدأ بتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو، وهو موقع محصن تم بناؤه على سفح أحد الجبال.

وتقول الدول الموقعة على الاتفاقية إنها ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي، ولكنها تكافح من أجل ابتكار آلية لا تعرّض الشركات الأوروبية للعقوبات إذا قامت بالاتجار مع إيران. وحث وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، يوم الخميس، العالم لمعالجة ما وصفه بابتزاز إيران النووي.

وتمتلك المنظمة الدولية صور أقمار اصطناعية تظهر أن موقع «تركاز آباد»، حيث تم اكتشاف الجزيئات المشعة، قد تم تنظيفه بعد أن قدّم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وثيقة قام بتهريبها جواسيس الموساد من مستودع سري في طهران. وتظهر الوثيقة أن طهران كذبت بشأن مشروع الأسلحة الذي شغلته حتى عام 2003، وبعد ذلك كثفت الجهود من أجل إخفاء أرشيفها النووي، وذلك بعد الموافقة على الاتفاقية النووية عام 2015. وأنكرت إيران أن برنامجها النووي يهدف إلى إنتاج الأسلحة النووية. ومن المتوقع أن تضغط الولايات المتحدة على حلفائها الأوروبيين الذين لايزالون ملتزمين بالاتفاقية النووية لدعم مفتشي وكالة الطاقة الدولية لتوسيع تحقيقاتهم، وفق ما ذكره دبلوماسيون. وسيقود هذه الجهود الأرجنتيني رفائيل غروسي الذي سيخلف فيروتا كمدير عام للوكالة في الشهر المقبل.

وتستند الأنظمة والقوانين الصادرة عن المجتمع الدولي بأسره، والتي تفرضها وكالة الطاقة الدولية، إلى التحقق من صحة وشمول ما تعلنه الدول من مواد نووية وأي نشاطات نووية ذات صلة.

وأحال مجلس وكالة الطاقة النووية قضية البرنامج النووي الإيراني الى مجلس الأمن الدولي في عام 2006، لعدم وفائها بالتزامها. وعندها فرض المجلس على إيران عقوبات دولية ضعيفة تم رفعها في أعقاب توقيع الاتفاقية النووية عام 2015.

جوناثان تيروني : صحافي يعمل في «بلومبيرغ»


- المزاعم الإيرانية انكشفت بعد فترة قصيرة من

إعلان مسؤولي منظمة الطاقة الدولية أن

إيران رفضت التعاون مع المفتشين بشأن

عينات ذات نشاط إشعاعي تم

اكتشافها في موقع قامت

بتحديده إسرائيل.

تويتر