4 تجمعات للمستوطنين تحاصر البلدة وشوارع التفافية تخترق أراضيها

بؤر استيطانية جديدة تُطبق الخناق على 26 ألف مقدسي في شعفاط

صورة

يواجه 26 ألف مقدسي في مخيم شعفاط شمال مدينة القدس غولاً استيطانياً يتمدد إلى ما تبقى من مساحات قليلة من أراضيهم، في طريقه لتضييق الخناق عليهم، وإطباق الحصار على بلدتهم من الاتجاهات كافة، ليعيشوا حياة مأساوية، خشية مصادرة منازلهم وطردهم منها.

هذه التخوفات الجديدة التي يرافقها خطر جديد، تأتي بعد قرار لجنة مجلس التخطيط والبناء الإسرائيلي الذي أصدرته أخيراً، والذي يتضمن خطة لبناء مشروعات استيطانية عدة في القدس، تخترق قرى وبلدات فلسطينية، بما في ذلك إضافة 1500 وحدة استيطانية إلى تجمع «رامات شلومو» الاستيطاني المقام على أراضي البلدة.

ووفقاً لما ذكره موقع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في السابع من نوفمبر الجاري، فإن الوحدات الجديدة ستبنى في تجمع رامات شلومو، وأراض مفتوحة بينه وبين شعفاط، وبلدة بيت حنينا، فيما ستنشِئ جزءاً منها على أراض ذات ملكية خاصة بالفلسطينيين.

الشارع 21

وليكتمل حصار الخطة الجديدة التي تنفذها اللجنة الإسرائيلية على شعفاط، شقّت بلدية الاحتلال في القدس شارعاً استيطانياً جديداً، يخترق أراضي شعفاط، ويحمل رقم 21، ليفصل المقدسيين عن المستوطنة، ويربطها بشارع آخر معروف برقم 434، أو شارع «موديعين - تل أبيب».

وبدأت البلدية الإسرائيلية بشق وتنفيذ المرحلة الثانية من الشارع الاستيطاني الجديد في منتصف نوفمبر الجاري، فالقادم إلى الأراضي القريبة والمناطق المحاذية لمستوطنة رامات شلومو، يشاهد الآليات وهي تشرع في عمليات الحفر والرصف للشارع وأسفله، فيما تلتف الأسلاك الشائكة حول تلك المنطقة، وعلى جنبات المستوطنة، تمهيداً لعزل المقدسيين عنها.

إطباق الحصار

المخطط الاستيطاني الجديد سيلتهم مئات الدونمات لمصلحة البؤر الجديدة والشارع الاستيطاني، لتضاف تلك المساحة إلى إجمالي الأراضي التي صادرتها إسرائيل، إذ لم يتبق للمقدسيين في شعفاط سوى 1700 دونم، من أصل 5500 دونم.

ويشير رئيس مجلس قروي شعفاط إسحق أبوخضير، إلى أن سلطات الاحتلال تمنع الفلسطينيين في شعفاط من البناء في نحو 200 دونم من أراضيهم، بحجة أنها مصنّفة أراضي خضراء.

ويقول رئيس مجلس قروي شعفاط لـ«الإمارات اليوم»، «إن إسرائيل مازالت تنشئ المستوطنات، وتتوسع في أراضي شعفاط، الواقعة ضمن نطاق بلدية إسرائيل، إذ أنشأت حتى الآن أربعة تجمعات استيطانية، هي «رامات شلومو» في الغرب، و«بسجات زئيف» و«التلة الفرنسية» شرقاً، و«رامات»، إذ قطعت تلك المستوطنات أوصال البلدة، وجعلتها كتلة منفصلة جغرافياً عن بقية القرى والأحياء الفلسطينية في القدس، إلى جانب شق الشوارع الاستيطانية التي أكملت حصار شعفاط».

ويضيف أن «مستوطنة (رامات شلومو) أقيمت وتمددت غرب شعفاط، ويجري حالياً توسيعها باتجاه الغرب، من خلال إضافة الـ1500 وحدة استيطانية جديدة، حيث صادرت إسرائيل مساحة واسعة من أراضي شعفاط، وبيت حنينا، تعود ملكيتها إلى عائلات فلسطينية».

ويشير إلى أن تجمع رامات شلومو حاصر شعفاط، وابتلع الحيز الطبيعي للبلدة، من خلال مصادرة معظم أراضيها التي كانت مصنفة مناطق خضراء، لافتاً إلى أن تلك المساحات تحولت مباشرة إلى أراض صالحة للبناء الاستيطاني.

شعفاط تواجه المصادرة

وبحسب أبوخضير، فإن إنشاء الوحدات الاستيطانية الجديدة سيكون في الأراضي الغربية لشعفاط، إذ تعمل الجرافات على تنفيذ التوسع الاستيطاني بشكل مستمر، حيث جرفت الأراضي بين شعفاط وبيت حنينا قرب الشارع الاستيطاني مودعين - تل أبيب 434، إلى جانب شارع 20 المقام منذ عامين، وشارع 21 الذي يشهد إنشاء وتنفيذ المرحلة الثانية منها حديثاً.

ويؤكد أن شعفاط بفعل الخطة الجديدة ستشهد إجراءات وخطوات استيطانية تصعيدية خلال الفترة المقبلة، منها، هدم منازل، ومصادرة عقارات، وسحب هويات المقدسيين.

من جهته، يقول مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية في القدس، خليل التفكجي، «إن حكومة إسرائيل وضمن المخططات لتوسيع المستعمرات القائمة، وضمن مخطط القدس 2020، أعلنت إيداع مخططات لبناء 1500 مستوطنة في (رامات شلومو) في شعفاط، و1050 وحدة استيطانية جديدة في مستعمرة بسجات زئيف المقامة على أراضي قريتي حزما، وبيت حنينا، ومساحات واسعة من شعفاط شمال القدس». ويشير إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي حاصرت شعفاط من الاتجاهات كافة، ووضعت استراتيجية واضحة تماماً، وذلك من خلال مصادرة أراضيها، وفي الوقت نفسه تدشين شوارع عريضة للسيطرة على البلدة أمنياً وسكانياً، إذ بلغ عدد المستوطنين اليهود الذين يسكنون المستوطنات المحيطة بشعافط أكثر من 60 ألف مستوطن».

ويؤكد تفكجي أن الهدف الأساسي من إنشاء الوحدات الاستيطانية الجديدة في تجمع «رامات شلومو» الاستيطاني في شعفاط، هو تطويق البلدة، واختراق أراضيها من خلال التوسع والتمدد، وشق الشوارع، بالإضافة إلى تهجير الأهالي بعد هدم منازلهم ومصادرة الأراضي.

يعد شقّ الشارع الاستيطاني الجديد الذي يحمل رقم 21 في أراضي بلدة شعفاط نكبة جديدة تحل بالبلدة، إذ يخترق منازل وتجمعات الفلسطينيين السكنية، ويفصلها عن بيت حنينا المجاورة، بل يحول البلدة برمتها إلى ما يشبه المربع المحاط بشبكة من الطرق الاستراتيجية، تستخدم في هذه المرحلة لمصلحة حركة المستوطنين، والتوسع الاستيطاني في محيط البلدة، وذلك بحسب مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد حموري.

ويقول حموري لـ«الإمارات اليوم»، «إن الشارع الاستيطاني الذي خطط له منذ تسعينات القرن الماضي، وبدأ تنفيذ مرحلته الأولى قبل عام ونصف العام، يخترق أراضي حي شعفاط ماراً بين منازله، ليربط بين مستوطنتي بسجات زئيف والنبي يعقوب، بمستوطنة رامات شلومو، ليتوسع باتجاه الشمال إلى مستوطنة عطرون، وشارع موديعين تل أبيب».

ويشير إلى أن إسرائيل في المرحلة الثانية لإنشاء الشارع الاستيطاني افتتحت أجزاءً من الشارع، وتنوي تنفيذ بقية المخطط على حساب أراضي وساحات منزل وممتلكات المواطنين.

ويوضح أن إتمام الجزء الثاني من مخطط شارع 21 الاستيطاني، الذي سيلتهم مساحة 500 دونم من أراضي البلدة، سيدمر النسيج الاجتماعي والزراعي لشعفاط، إذ سيلتهم مئات الدونمات الزراعية، وسيفصل بين منازل المواطنين، وذلك كونه شارعاً طويلاً وسريعاً مخصصاً لاستخدام ونقل المستوطنين اليهود.

ووفقاً لحموري، يشمل إنشاء شارع 21 الاستيطاني إلى جانب الطريق السريع الذي سيمر بين منازل الفلسطينيين، وربط المستوطنات، بنى تحتية، وشبكات صرف، وإنارة واتصالات، بالإضافة إلى أرصفة ومسار للدراجات الهوائية والسيارات، وإنشاء حدائق عامة ومتنزهات، وزراعة مساحات واسعة بالأشجار، وذلك لاستخدام المستوطنين المستفيد الأول من هذا الشارع.


عدد المستوطنين الذين يسكنون في المستوطنات المحيطة بشعفاط يبلغ أكثر من 60 ألفاً.

الاحتلال الإسرائيلي حاصر شعفاط من الاتجاهات كافة، ووضع استراتيجية واضحة تماماً، وذلك من خلال مصادرة أراضيها، وفي الوقت نفسه تدشين شوارع عريضة للسيطرة على البلدة أمنياً وسكانياً.

تويتر