أكثر من مليوني فنزويلي هاجروا من بلادهم منذ عام 1999

أزمات تثير تدفقاً كبيراً من الفنزويليين «اليائسين» إلى إسبانيا

رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو. أرشيفية

يعتبر سوق مارفيلاس أفضل مكان في مدريد، لشراء منتجات أميركا اللاتينية. يبيع كشك خوسيه أنطونيو كعكات الذرة الفنزويلية، وعصائر الفاكهة الطبيعية. وعلم بلاده معلق بوضع مقلوب على الجدار.

يقول الرجل (37 عاماً)، وهو من كاراكاس، إنه أمر متعمد، حيث إن هذا الوضع للعلم هو إشارة إلى قلق الرجل الفنزويلي إزاء الأزمة الاقتصادية والسياسية الراهنة، التي أثارت تدفقاً كبيراً من الفنزويليين إلى العاصمة الإسبانية.

فنزويلا تعاني تضخماً تجاوز حاجز الـ 1000%.. إضافة إلى نقص الغذاء والأدوية والسلع الأساسية الأخرى.

ويقول أنطونيو: «لقد كان العام الماضي مثيراً للإعجاب بشكل خاص، يمكن في كل مكان سماع (اللغة الإسبانية باستخدام) اللهجة الفنزويلية».

وعندما وصل إلى مدريد عام 2004، كان دقيق الذرة اللازم لعمل كعكاته التقليدية المعروفة باسم «أريبا»، لا يمكن شراؤه إلا من عدد قليل من المتاجر المتخصصة في منتجات أميركا اللاتينية، حسب قوله.

ويشير إلى أنه «الآن يمكنك الحصول عليه حتى من (متجر) كارفور. يشهد كل يوم وصول أشخاص جدد».

ويوضح أنطونيو أن المهاجرين يأتون من جميع الأعمار والتوجهات السياسية.

ويقول إن من بينهم أنصاراً للحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا، الذي أنشأه الرئيس الراحل هوغو شافيز، وينتمي إليه أيضاً الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.

ويقول: حتى هؤلاء الأشخاص «وضعهم سيئ» في فنزويلا، حيث لاتزال البلاد تعاني عاصفة كاملة من انخفاض أسعار النفط، وارتفاع التضخم ونقص الغذاء.

وتعاني فنزويلا الآن تضخماً تجاوز حاجز الـ1000%، إضافة إلى نقص الغذاء والأدوية والسلع الأساسية الأخرى، كما قتل أكثر من 100 شخص في احتجاجات مناهضة للحكومة العام الماضي.

يقول أنطونيو: «الأشخاص يأتون إليَّ يطلبون العمل، وعندما أنظر إلى سيرتهم الذاتية، أرى أنهم خبراء نفط أو ما شابه. كيف يأتون إلى هنا لغسل السيارات أو القيام بأعمال منزلية؟ الناس يائسون»، وأنطونيو نفسه مهنته مهندس.

وتظهر الإحصاءات الرسمية أن عدد الفنزويليين في إسبانيا ارتفع إلى أكثر من 10 آلاف شخص في النصف الأول من عام 2017. خلال ذلك الوقت، شكل الفنزويليون نحو الربع من إجمالي 45 ألف أجنبي، استقروا في إسبانيا.

وارتفع العدد الإجمالي للفنزويليين في إسبانيا من 10 آلاف عام 1999، عندما تولى شافيز السلطة، إلى 74 ألف فنزويلي في يوليو 2017.

لكن حتى ذلك لا يعرض القصة الكاملة، لأنه لا يشمل الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية.

وزاد عدد المقيمين في إسبانيا، من المولودين في فنزويلا من 49 ألف شخص عام 1999، إلى 208 آلاف شخص في يوليو 2017.

ولا ينتقل الفنزويليون فقط إلى إسبانيا، لكن أيضاً إلى الولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية المجاورة لبلادهم، فيما يصفه عالم الاجتماع، توماس بايث برافو، بأنه أكبر موجة هجرة من فنزويلا منذ القرن التاسع عشر.

ويقول بايث إن إسبانيا هي الوجهة الثانية الأكثر شعبية بعد الولايات المتحدة، لأن اللغة المشتركة والثقافات المتشابهة تجعل من السهل على الفنزويليين الاستقرار هناك.

وقد هاجر أكثر من مليوني فنزويلي من بلادهم منذ عام 1999ً، وفقا لملاحظات بايث، الذي يشير إلى أن هذا العدد يقارب 8% من سكان البلاد.

تويتر