المرصد

إسرائيل تقتل صحافياً في غزة أمام أنظار العالم

قتلت القوات الإسرائيلية الصحافي الفلسطيني ياسر مرتجى (31 عاماً)، على الرغم من أنه كان يرتدي إشارة الصحافي وسترة مضادة للرصاص، خلال تغطيته احتجاجات الفلسطينيين من أجل العودة، قرب السياج المحيط بقطاع غزة يوم الجمعة الماضي. وحضر جنازة الصحافي الغزي المئات من أصدقائه وزملائه.

أثارت أعمال القتل الإسرائيلية غضب رئيس حزب العمال البريطاني، جيرمي كوربين، الذي قال إن لسكان غزة الحق في الاحتجاج ضد الظروف المرعبة التي يعيشونها.

مرتجى أول صحافي شهيد في مسيرات العودة، فيما أصيب 40 صحافياً منذ انطلاق فعاليات المسيرات الجمعة 30 مارس الماضي، 14 صحافياً أصيبوا بالرصاص الحي، واثنان بكسور نتيجة إصابتهما بقنابل الغاز، أما البقية فأصيبوا بالاختناق.

وتم نقل جثمان الشهيد مرتجى، الذي كان ملفوفاً بالعلم الفلسطيني، من المسجد العمري في مدينة غزة إلى المقبرة. وبعد الدفن، وصف زميله الصحافي شادي الأعسر ما حدث مع صديقه مرتجى، المتزوج وله طفل عمره سنتان، قائلاً: «قرر الاقتراب من الدخان، كي يلتقط إحدى الصور. بعد لحظات شاهدت أشخاصاً يحملون مصاباً على نقالة، فاقتربت منهم كي ألتقط صوراً، لكنه كان صديقي مرتجى. وعندما تمت إزالة السترة المضادة للرصاص عن جسمه كان هناك جرح صغير في جنبه الأيسر. واعتقدت أن إصابته صغيرة، لكنه توفي في اليوم التالي. لقد كان طيباً ودائم الابتسام وأحبه الجميع. لقد كان طموحاً، ومثل الكثير من الغزيين لم يخرج من القطاع طيلة حياته».

وقام مرتجى، الذي يعتبر أول من استخدم الطائرة بدون طيار للتصوير، بتأسيس «عين الميديا»، وهي شركة إنتاج تلفزيوني تعمل مع محطات تلفزة أجنبية مثل «بي بي سي». وكان مرتجى قد نشر صورة لميناء غزة التقطها عبر طائرة بدون طيار، ونشرها على «فيس بوك»، وكتب تحتها: «أتمنى لو أني صورتها من السماء، اسمي ياسر مرتجى، وعمري 30 عاماً، ولم أخرج من غزة مطلقاً».

وطالبت الأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل، حول أعمال القتل المتعمد، التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة المحاصر. لكن حكومة إسرائيل رفضت التحقيق، واعتبرت أن ما يقوم به جنودها دفاعاً شرعياً، رغم أن المتحدثة باسم منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إليزابيث ثروسيل، أوضحت أن ما يجري في غزة يمكن أن يرقى إلى القتل المتعمد للمدنيين، ويعتبر انتهاكاً لميثاق جنيف الرابع لحقوق الإنسان. ناهيك عن قتل الصحافي مرتجى، الذي يعتبر جريمة كبيرة بحق الإنسان والصحافة وجميع القوانين. لكن إسرائيل تعتبر نفسها فوق كل قوانين العالم، خصوصاً في ما يتعلق بقتل الفلسطينيين، سواء كانوا مدنيين أم صحافيين أم سياسيين.

ولكن ثمة أدلة على أن القتل كان متعمداً، أكثر إقناعاً من تصريحات الأمم المتحدة، إذ نشرت تسجيلات فيديو تظهر شاباً يركض بعيداً عن السياج، ومع ذلك قتله أحد القناصين الإسرائيليين، إضافة إلى تسجيل آخر يظهر قتل شاب وهو يصلي.

وأثارت أعمال القتل الإسرائيلية غضب رئيس حزب العمال البريطاني، جيرمي كوربين، إذ قال: «سكان غزة لهم الحق في الاحتجاج ضد الظروف المرعبة التي يعيشونها، مثل مواصلة الحصار والاحتلال، والدعم لحقوق عودتهم إلى ديارهم، وحقهم في تقرير المصير». وأضاف كوربين «إطلاق الرصاص الحي على الجموع المدنية غير المسلحة، يعتبر أمراً غير شرعي وغير إنساني، ولا يمكن السكوت عنه»، لكن يبدو أنه يمكن السكوت عنه الآن في غزة.

تويتر