بوتين كشف عن 4 أسلحة نووية لمنافسة ترامب

تسابق أميركي روسي على اقتناء أسلحة نووية جديدة

صورة

اقترح استعراض الوضع النووي الذي قدمه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن تنتج الولايات المتحدة سلاحين نوويين جديدين: رأس حربي منخفض الطاقة للصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات، وصاروخ كروز جديد يطلق من البحر. ولهذا، وبطبيعة الحال، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المجلس الاتحادي الروسي إصدار ترتيبات جديدة لمنافسة نظيره. وفي حديثه أمام المجلس في ما يشبه تقريباً الخطاب الأميركي عن حالة الاتحاد، أعلن بوتين عن سلسلة من أنظمة الأسلحة الجديدة، بما في ذلك أربعة أسلحة نووية جديدة أو حديثة، تهدف إلى ردع الدفاعات الأميركية الصاروخية، ورافق كل منها فيلم قصير، خلط لقطات حقيقية مع رسوم متحركة.

وفي تطور مفاجئ، أوضح بوتين أنه سيختار أسماء للصواريخ التي تعمل بالطاقة النووية والغواصات غير المأهولة، طالباً من الجمهور تقديم اقتراحات بالأسماء.

وتجيء كل هذه الأنظمة الروسية قبل استعراض الوضع النووي «الأخرق» الذي قدمه ترامب. وفي الواقع، فإن كل هذه الأنظمة كانت معروفة لإدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، إذ إن التكوين الحقيقي لجيل روسيا الجديد من الأسلحة النووية الغريبة لا يكمن في أحدث استعراض أميركي للموقف النووي، وإنما بعيد قرار إدارة الرئيس السابق، جورج دبليو بوش في عام 2001 بالانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية، وفشل الحزبين خلال إدارتي بوش وأوباما في الانخراط بشكل هادف مع الروس بشأن الدفاعات الأميركية الصاروخية. وأكد بوتين في تصريحاته أنه «خلال كل هذه السنوات منذ انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية، عملنا بشكل مكثف على المعدات والأسلحة المتقدمة، ما سمح لنا بتحقيق طفرة في تطوير نماذج جديدة من الأسلحة الاستراتيجية، هي الآن بين أيدينا».

بوتين طلب من الجمهور تقديم اقتراحات لاختيار أسماء الصواريخ التي تعمل بالطاقة النووية والغواصات غير المأهولة.

لذلك، لم يكن الأمر فقط انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية، أو فشل واشنطن في معالجة المخاوف الروسية، وإنما يشير الأمر برمته إلى انهيار الديمقراطية في روسيا، فمع توطيد بوتين لسلطته، شهدنا عودة الكثير من الأنماط والسلوكيات السوفييتية.

وليس من المستغرب أن نرى، من بين هذه السلوكيات السوفييتية، نشوء صناعة دفاعية سوفييتية جديدة، بأولوياتها وصلاحياتها. ولنلقِ نظرة من خلال تقييم وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه) لعام 1983 على جميع ردود الفعل السوفييتية لمبادرة الرئيس السابق، رونالد ريغان، الدفاعية، وسنرى أن الكثير من الخيال العلمي هو الآن أقرب بكثير إلى الحقيقة العلمية. ومن دون مشاركة سياسية ذات مغزى من قبل المواطنين الروس، من ذا الذي سيتساءل عن جدوى الصناعات الدفاعية؟ ومن سيشكو؟ إذا كان هناك إشعاع من صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية يؤثر في البيئة، حسناً، ونحن نعرف ما يحدث لنشطاء البيئة المزعجين في روسيا.

وأشير هنا إلى أن خيارات واشنطن في هذه المرحلة ليست كبيرة، فالحد من الدفاعات الصاروخية يمثل المسار الثالث للسياسة الأمنية الوطنية الأميركية، ولو أصبحت الولايات المتحدة فجأة أكثر عقلانية، فإن الروس أصبحوا معجبين جداً بلعبتهم الجديدة هذه. فإذا حلت الولايات المتحدة فجأة مشكلة الدفاع الصاروخي، فلست متأكداً من أن المجمع الصناعي العسكري الروسي سيكون متحمساً للتراجع، ولكن هذا يعني أيضاً أن سباق الأسلحة مع الروس لا طائل من ورائه، فالروس ينظمون سباق أسلحة مع أنفسهم.

إن الاستراتيجية الماثلة الآن أمام الولايات المتحدة، كما ظللت أكرر منذ وقت طويل، هي أن تسعى لرفع الكلفة الدولية التي تواجهها موسكو في تطوير هذه الأنظمة الشريرة، وهذا ما دفعني إلى القول إن الولايات المتحدة يجب أن تتعامل مع الجهات التي تسعى لفرض حظر الأسلحة النووية لزيادة الكلفة السياسية التي تدفعها موسكو لهذه البرامج. وكانت إدارة أوباما تعتقد أن الحد من التسلح يجب الاتفاق بشأنه مع الروس، أو ربما مع دول أخرى لديها أسلحة نووية، ولكن المشكلة مع هذه الاستراتيجية هي أنها تخلق الانطباع بالتكافؤ الأخلاقي بين برامج التحديث في الولايات المتحدة وروسيا، وتشجيع حلفاء أميركا لتقديم أعذار لموسكو.

جيفري لويس - محلل سياسي

تويتر