معارض روسي: نحن نعد لمرحلة ما بعد بوتين

الانتخابات الرئاسية في روسيا على الأبواب، والرئيس فلاديمير بوتين يُحكم قبضته على المشهد. ويندد المعارض الروسي فلاديمير كارا مورزا بإعادة انتخاب بوتين في مارس المقبل، ووصف الانتخابات القادمة بالـ«الحفلة التنكرية»، وفي ما يلي مقتطفات من الحوار، الذي أجرته معه صحيفة «لا تريبون دي جنيف»:

- هل أثرت محاولات الاغتيال، التي استهدفتك، في كفاحك من أجل الديمقراطية في روسيا؟

بالتأكيد لا.. لقد غادرت عائلتي روسيا وهي آمنة في الخارج، لم أزر موسكو منذ التسمم الأخير، لكن بالتأكيد لن أعطي لهم هدية بعدم الذهاب إلى هناك.

- هل فلاديمير بوتين بهذه الشعبية الواسعة مثلما يقال؟

إذا كان لدى بوتين شعبية حقاً، فلن يخاف من خصومه، لن يحتاج إلى قمع التظاهرات أو تحجيم وسائل الإعلام، إنه سلوك يكشف عن ضعف كبير. ويجب ألا ننسى أن شعبيته لم تتأكد قط من خلال انتخابات ديمقراطية في مواجهة معارضين حقيقيين، ليس من الصعب الفوز في الانتخابات، عندما يتم استبعاد المنافسين من الاقتراع. وكان منافساه في الانتخابات الرئاسية هذا العام، هما: بوريس نيمتسوف، وأليكسي نافالني. وبينما اغتيل الأول، أُعلن الثاني غير مؤهل، بعد حالة غامضة من الاختلاس.

- متى كانت آخر انتخابات حرة في روسيا؟

- لم تجرِ أي انتخابات حقيقية في روسيا منذ 18 عاماً، ووفقاً لمراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فإن آخر انتخابات حرة وديمقراطية كانت في مارس 2000. ومنذ ذلك الحين، كانت جميع الانتخابات مشوهة بالتزوير. الكرملين يتحكم في كل شيء، ويضغط على الناخبين ويلفق التهم، والنتائج معروفة مسبقاً.

- هل سيكون بوتين في السلطة خلال السنوات الست المقبلة؟

- التاريخ الحديث يبين لنا أن التغيرات السياسية الكبيرة قد حدثت دون سابق إنذار. في أغسطس 1991، انهار النظام السوفييتي، الذي حكم لمدة 74 عاماً، في ثلاثة أيام. هذه هي الطريقة التي تعمل بها الأشياء في روسيا، لم يكن أحد جاهزاً في ذلك الوقت، وقد ارتكبت أخطاء كثيرة، مهمتنا اليوم هي الإعداد لمرحلة ما بعد بوتين. نحن لا نعرف متى أو كيف سيترك السلطة، لكن هذا شيء لا مفر منه.

- هل ستكون روسيا ديمقراطية يوماً ما؟

ليس لديَّ أي شك. وروسيا بلد أوروبي يتمتع بثقافة غنية جداً، والناس متعلمون جداً، وليس هناك ما يدعو إلى إخضاع دولة مثل بلدنا لنظام حكم استبدادي فاسد. روسيا مستعدة للديمقراطية. عندما أرى هذه الحشود من الشباب الذين ينزلون إلى الشوارع للمطالبة بسيادة القانون، فهذا يعطيني الكثير من الأمل.

- ماذا عن ذكرى بوريس نيمتسوف، والمسيرة في موسكو؟

- للأسف، لم أكن قادراً على الذهاب، لأن ذلك تصادف مع موعد مهم في واشنطن لتدشين «بوريس نيمتسوف بلازا»، في شارع يقع أمام السفارة الروسية. وسيكون هذا أول احتفال رسمي في العالم يشيد بهذا الرجل، وهو شخصية مركزية للمعارضة، ونائب رئيس الوزراء في عهد الرئيس بوريس يلتسين. في روسيا، لا شيء يمكن القيام به، يتم محو آثار نيمتسوف بانتظام. حتى الزهور والشموع التي تركت على الجسر حيث قتل أزيلت بالكامل، ولايزال يخضع للرقابة كل ليلة من قبل الشرطة. بعد ثلاث سنوات من وفاته، لايزال الكرملين يكافح ضد ذاكرته.