قيادي الجبهة الشعبية أكد أن قصة توطين الفلسطينيين في سيناء «أكذوبة كبرى»

غازي الصوراني: سلاح المقاومة لن يكون عقبة في إتمام المصالحة الفلسطينية

صورة

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين غازي الصوراني، إن «المصالحة الفلسطينية تسير في طريقها المأمول»، وإنه «لا يتوقع وقوع عراقيل حتى انعقاد اللقاء المخطط له في القاهرة بين حركة التحرير الفلسطينية (فتح) وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في مطلع ديسمبر المقبل»، واستبعد الصوراني أن «يكون سلاح المقاومة عقبة في انجاز المصالحة لأن هناك صياغات مناسبة للتواؤم حول هذه النقطة»، واعترف بتخوفه مما يعرف بـ«صفقة القرن» بشأن تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنه أكد أن «المصالحة الوطنية لن تكون خطوة على طريق ابرامها»، مثمناً الوعي الوطني الفلسطيني المقاوم، كما عرج الصوراني على ما يردده البعض في الإعلام، من القول بوجود خطة لتوطين الفلسطينيين في لبنان، مشيراً إلى أنه «لا الشعب الفلسطيني ولا حركته الوطنية فكرت يوماً في ذلك»، مؤكداً أن «الجبهة الشعبية التي يمثلها لن تقبل أي أطروحات تمس أمن مصر».

نعرف أن هناك من يعتقد أن المزاج الفلسطيني حالياً في حالة إحباط، وأن ظروف الحصار والاحتلال وتدمير الاقتصاد خلقت قابلية للتعاطي مع فكرة أولوية إعادة الانتعاش الاقتصادي، ولو بثمن سياسي.

وتفصيلاً، قال غازي الصوراني في حوار مع «الإمارات اليوم» في القاهرة، إن «المصالحة الوطنية الفلسطينية تسير بخطى متنامية، وإن موقف الجبهة الشعبية منها قائم على الجوهري فيها، وهو أنها طريق للوحدة الوطنية الفلسطينية، التي بدورها شرط أساسي للانتصار، حيث إن بناء هذه الوحدة على أسس تنظيمية وسياسية راسخة أعمق من كونها اعادة تلاقٍ بين حركتي (فتح) أو (حماس) أو علاج مشكلة موظفين أو ما شابه، هي إعادة لحمة شعب ووطن وثورة وطريق للانتصار».

واستطرد الصوراني أن «الحركة الوطنية الفلسطينية كانت مهددة في هويتها من استقطاب بين واقعية رثة وجنوح أصولي رث، ما كان يهدد الخطاب الوطني الفلسطيني ومهامه الثورية الوطنية، والانقسام بغض النظر عن أسباب تبريره، من وجود فساد واستبداد بالسلطة، وهذا صحيح، فقد كان مخططاً له من قبل 2007، لذلك فإن تجاوز الانقسام والمخاطر المحيطة به والاستهدافات التي سعت الى توظيفه، هي الطريق الوحيد لاسترداد الثورة الفلسطينية عافيتها».

ورداً على سؤال ما إذا كان يتوقع أن يكون «سلاح المقاومة» هو العقبة الكبرى التي تهدد المصالحة الوطنية الفلسطينية، بعد حل بقية الاشكالات، قال الصوراني «أستبعد ذلك. هناك صياغات عدة لحل مشكلة السلاح، من بينها تكوين قوة مقاومة موحدة تضم جميع الفصائل. كما أننا قلنا للأخوة في (حماس)، إن المقاومة مشروعة في الضفة الغربية، لأنها طبقاً للقانون الدولي تحت الاحتلال الاسرائيلي، ومن ثم فإن حق المقاومة فيها (مشرعن)، ولا يستطيع أحد أن يصفه بغير ذلك أو أن يصمه بالإرهاب، لكن القيام بعمليات مسلحة في غزة لا يمكن أن يوصف دولياً كذلك، حيث إن الإسرائيليين خرجوا منها، وهم يبدون أمام العالم بهذه الصفة».

وحول ما اذا كانت المصالحة الفلسطينية تنطلق من قاعدة «الشعب الواحد»، أو من قاعدة «الغالب والمغلوب»، قال «لا شك أن هناك توازنات وتغيرات ومعادلات محلية وإقليمية، وآثرت في قضية الانقسام والمصالحة وإنكار ذلك قراءة غير سياسية، لكننا في (الشعبية) نرفض إقرار معادلة (غالب ومغلوب)، ونؤمن أن التناقض في الصف الوطني، والتناقض الفلسطيني- الفلسطيني، مختلف عن التناقض مع العدو، أو التناقض الفلسطيني الإسرائيلي، وبالتالي نرفض أي ممارسات يشتم منها الإساءة أو الضغط على طرف، ونعتبر ذلك نهجاً يؤدي الى افشال المصالحة».

ورداً على سؤال عن امكانية وجود علاقة بين المصالحة الفلسطينية، وما يسمى بـ«صفقة القرن»، قال الصوراني «نحن نتوجس من صفقة القرن التي لم تتبين بعد ملامحها، ويتردد أنها ستعلن في يناير المقبل، ولا شك أننا نتوجس ممن يتصورون أن تكون المصالحة خطوة في هذا الاتجاه، ونعرف أن هناك من يعتقد أن المزاج الفلسطيني حالياً في حالة احباط، وأن ظروف الحصار والاحتلال وتدمير الاقتصاد خلقت قابلية للتعاطي مع فكرة أولوية إعادة الانتعاش الاقتصادي، ولو بثمن سياسي، ونعرف ايضاً أن هناك من يغازل أو يخطط على هذا النحو، لتصبح صورة الحل نمواً اقتصادياً وسياحة في غزة، ومشروعات وأحلام ثراء. ندرك هذا كله، لكن في المقابل نثق بحركتنا الوطنية الفلسطينية، وقبلها بوعي شعبنا الفلسطيني، وبتاريخه في المرور بتحديات شبيهة بذلك وأخطر منها، والأهم من ذلك أننا مؤمنون بأن الوحدة وتجاوز الانقسام وتمتين الهوية الفلسطينية، هي الشرط الناجز لوقوف شعبنا على قدميه، وتحقيق هدفه النضالي سلماً أو حرباً، لذا فنحن معنيون بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وادماج كل منظمات المقاومة ضمنها، وإعادة اللحمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة».

ورداً على سؤال حول ما يتردد في الإعلام المصري من وقت لآخر عن توطين الفلسطينيين في سيناء، قال الصوراني «هذه أكذوبة لا أساس لها من الصحة ولا تتردد إلا في الإعلام، اذ لا يوجد في أدبيات الحركة الوطنية الفلسطينية أو وجدان الشعب الفلسطيني، أي قبول لأي تفكير من هذا النوع. عام 1955 حين طرحت الولايات المتحدة الأميركية ما يسمى بـ(مشروع جونسون) لتوطين اللاجئين في سيناء، وتوزيع 250 ألف فدان عليهم بعد توصيل المياه لهم، خرجت التظاهرات تهتف في غزة بقيادة الشاعر معين بسيسو (لا توطين ولا إسكان - يسقط عهد الأميركان)، وجاء عبدالناصر يومها الى غزة، وظل بها ساعتين، ليعلن منها رفض المشروع، كان هناك يومها 90 ألف لاجئ فقط، بينما اليوم هناك مليون ونصف المليون، وكان هناك فائض مياه مصري يمكن استغلاله، اليوم مصر لديها عجز مائي يصل إلى 20 مليار متر مكعب، علاوة على أن حصتها المكونة من 55 مليار متر مكعب مهددة بالنقصان، وكانت سيناء يومها بلا مشكلات، اليوم سيناء مملوءة بالتعقيدات، فمن أين يأتون بمثل هذا الكلام؟ المرة الوحيدة التي طرح فيها هذا الكلام وبشكل خافت في الأدبيات الإسرائيلية، فيما تردد تحت اسم «(ايجور لاند) نحن لسنا بحاجة إلى القول إن الشعب الفلسطيني بكل قواه لم يفكر في هذا الطرح».

ورداً على سؤال أخير بشأن مستقبل الثورة الفلسطينية واهتمام الفصائل بفكرة «الدولة» أكثر من «الثورة»، رغم وجود شعبها تحت الاحتلال، ختم الصوراني «نحن معنيون في الشعبية بإقامة نظام سياسي يوفر الصمود لشعبنا وحياته ومقاومته، وليس بدولة لأننا نعرف استحالة قيام دولة بكل أركانها تحت الاحتلال، والأخوة في (حماس) يعرفون ذلك، وأنا أتذكر أنني قلت لخالد مشعل بعد أن دعاني يوماً للعشاء، يا أبا الوليد أنتم جمعتم المقاومة والسلطة وهذا لا يستقيم، فرد عليّ يومها أنا معك، للعلم أنا كنت ضد الإمساك بالسلطة. أظن أن المقاومة بصيغها المختلفة، سلمية أو حربية هي همنا، لكن بالتأكيد هي بحاجة إلى حاضنة قوية وهذا ما نصنعه».

تويتر