‏‏‏شملت أبوكا التي تبعد 12 كيلومتراً عن قوات العدل والمساواة

الانتخابات تمّت في كل دارفور رغم معاناة النازحين‏

عدد من الدارفوريين يقفون أمام مركز انتخابي في إحدى المدارس بالإقليم. الإمارات اليوم

‏شهد إقليم دارفور مشاركة واسعة في الانتخابات العامة السودانية، شملت جميع أنحاء الاقليم، وتمكنت «الإمارات اليوم» عبر زيارة ميدانية للمراكز الانتخابية داخل معسكر النازحين من رصد المشاركة والاستماع لشهادات حية من أبناء الاقليم والتحقق من وقائع سير العملية الانتخابية، كما رصدت أيضاً المشكلات الحياتية للمعسكر وحدود نجاح الجهود الإغاثية في معالجة معاناة أبناء الاقليم.

‏‏نازحون: الخبز أولاً ‏


http://media.emaratalyoum.com/inline-images/136782.jpg‏تفقدت «الإمارات اليوم» معسكر أبوشوك للنازحين ورصدت الأوضاع الإنسانية بداخله، وفيما واجه شباب غاضب مندوب الصحيفة محمّلين الإعلام مسؤولية جزء كبير من معاناتهم، أقرت قطاعات اخرى من سكان المعسكر بوجود جهود اغاثية لكنهم اعتبروها قاصرة عن تلبية احتياجاتهم الاساسية من الماء والغذاء والعلاج.

فقد تجمع شباب غاضب حول مندوب «الإمارات اليوم» متهماً الاعلامين المحلي والعالمي بترويج وجهة النظر الحكومية (السودانية) وعدم الاهتمام بمشكلاتهم الاساسية الخاصة. وصاح شاب من الغاضبين رداً على سؤال بشأن الانتخابات «أنا نازح ولست ناخباً. الأمر لا يعنيني. سأهتم بالانتخابات بعد عودتي الى موطني وانتهاء معاناتي».

وفي رد على سؤال حول المسؤول عن المعاناة ألمح الشاب الى مسؤولية الحكومة دون تسميتها صراحة مسترشداً بالأطفال الذين يجوبون المعسكر.

وقال سائق التاكسي الدي أقلنا الى داخل المعسكر ان هذه المجموعات الشبابية مؤيدة لحركات التمرد خصوصاً زعيم حركة تحرير السودان عبدالواحد نور، وانهم مدربون علي التعامل مع الاعلام بطريقة معينة، لكن شاهداً آخر قال ان هناك شباباً متحمساً يعبر عن معاناة أهله دون ان يعني ذلك وجود خلفيات او ارتباطات له بحركة التمرد.

وانتقلت «الإمارات اليوم» الى موقع آخر حيث تجمع نازحون حول موقع توزيع مياه. وقال نازح قدم نفسه باسم محمود ان المياه تباع في المعسكر بواقع نصف دولار للصفيحة، وانها لا تكفي الا نصف احتياجات السكان، مشدداً على ان المعسكر يشهد جفافا شديدا في شهور مايو ويونيو ويوليو.

وقال نازح آخر ان الذرة المقدمة للغذاء تعاني هي الاخرى نقصاً بالنسبة نفسها، كما شكا ثالث من اقتصار العلاج على الخدمات الاسعافية.

وقالت نازحة تبيع الشاي خارج المعسكر انها تتعرض لحملات الصحة مبدية دهشتها من عدم تقدير الشرطة لظروفها كنازحة غير مستقرة.

وعلق مسؤول سوداني عرضت عليه «الإمارات اليوم» شهادات النازحين بأن أزمة المياه تعاني منها كل مدينة الفاشر وليس معسكراتهم فقط، نظرا لصعوبة حفر آبار كثيرة كون المنطقة صخرية. كما أرجع المسؤول جزءاً من الخلل في الخدمات الاغاثية الى اهتمام منظمات طوعية بالصرف المالي على طواقمها الادارية على حساب الإنفاق على النازحين، وضرب مثلاً على ذلك بأن كل الهيئات الطبية الاجنبية تستقدم مسعفين بدلاً من ان تأتي بأطباء يسهمون في حل مشكلات النازحين الصحية.‏

‏ 

فقد قامت «الإمارات اليوم» بزيارة معسكر أبوشوك اكبر معسكرات الفاشر الذي يضم 65 ألف نازح، والتقت بمدير مركز البنات الأساسية عبدالله خليفة داخل المعسكر، حيث أكد أن نسبة مشاركة ابناء النازحين تجاوزت 60٪.

وقال خليفة ان عدد المسجلين في مركزه ،4600 شارك في الاقتراع في اليوم الاول 683 والثاني 756 والثالث 478 والرابع 198 والخامس .248 وأضاف ان الانتخابات تمت بمشاركة أحزاب المؤتمر الوطني والامة الفيدرالي والاتحاد الأصل والمؤتمر الشعبي، كما تنافس على موقع الوالي خمسة مرشحين. والتقت «الإمارات اليوم» ناخبين ومندوبي احزاب ومراقبين ومسؤولي لجان داخل وخارج المركز الانتخابي. وقال مندوب حزب الامة الفيدرالي محمد محمود جادو ان الانتخابات تمت في اللجنة بشكل سليم، وان نسبة الاقبال كانت مرتفعة. وأضاف انه وقعت أربع محاولات لتزوير أصوات ضبطت قبل وقوعها، حيث انتحل أشخاص اسماء آخرين وحاولوا الإدلاء بأصواتهم.

من جهته، قال مندوب المؤتمر الشعبي آدم محمد سليمان، ان مراقبين محليين حرصوا على حضور الانتخابات في اللجنة بينما غاب عنها مراقبون دوليون باستثناء اللجنة التابعة للجامعة العربية و«الايغاد» حيث مر ممثلوهما في إطلالة سريعة على اللجنة. وتابع سليمان انه تم ضبط 15 محاولة تزوير لأشخاص اسماؤهم غير موجودة في السجلات. وزارت «الإمارات اليوم» لجنة علي بن أبي طالب.

وقال ضابط شرطة على باب اللجنة ان نشاط مجموعته محدد في معالجة أي مشكلات تهدد العملية الانتخابية، مشددا على انه ليس من حق أفراد المجموعة الحضور داخل اللجنة. وقال مندوب الحزب الاتحادي الاصل الطيب أحمد صالح ان العملية بمجملها صارت بشكل جيد وان كان حدث في اليوم الاول تأخير في الفتح لمدة أربع ساعات، إضافة الى مشكلات تتعلق بنقص الاسماء واستخدام شهادة المسكن في الضغط على الناخبين لمصلحة حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

في الاطار نفسه، صرح مسؤول أمني حجب اسمه ان القوات السودانية نجحت في بسط سيطرتها تماما على الاقليم، كما نجحت اجهزة الامن في تأمين العملية الانتخابية بجميع مراحلها من الاقتراع الى الفرز في جميع المراكز الانتخابية وعددها 420 بولاية شمال دارفور.

وأوضح المسؤول ان الانتخابات تمت في المناطق التي كانت تسيطر عليها حركات التمرد في السابق مثل دار زغاوة وتفريعاتها التي تضم كرموي والطينة واميرو، وقال ان مركز ابوكا الذي أجريت فيه العملية الانتخابية لا يبعد الا 12 كيلومتراً عن قوات زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم على الحدود السودانية التشادية. وكان رئيس اللجنة العليا للانتخابات في دارفور شدد على ان الانتخابات أجريت في ولايات الاقليم الثلاث شمال وجنوب وغرب دارفور وأن نسبة المشاركة تجاوزت 65٪.‏


 كازينو سياحي وسط النازحين حي المروج.. عنوان لدارفورالتي لا يعرفها أحد ‏

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/136780.jpg

‏على بعد أمتار قليلة من معسكر أبوشوك في دارفور نشأ عالم «برجوازي» فخم صنعته طبقة كاملة من أثرياء الحرب ممن يتاجرون في العقارات ومواد الاغاثة والتعامل مع المنظمات الدولية. ويعكس كازينو «الاضواء القرمزية» الذي زارته «الإمارات اليوم» رفاهية هذا العالم، حيث يمتد الكازينو «المنتجع» بمساحاته الخضراء وبنيانه العصري على مدى واسع، وترتاده تنويعات بشرية من الاغنياء الجدد تضم تجار عقارات ومترجمين يعملون مع منظمات أجنبية وموظفي اغاثة وأفراد قوات الامم المتحدة المشاركة في حفظ السلام وأصحاب وكالات سيارات. وقال المواطن الدارفوري الخبير بشؤون المنطقة أحمد عثمان، ان إيجار البيت ارتفع من 100 دولار الى 1000 دولار شهرياً في المنطقة بعد تزايد اعداد أفراد المنظمات الدولية المترددين والمقيمين بدارفور. وأضاف عثمان ان تلك المباني حديثة على الثقافة الدارفورية التي كان سكانها يعيشون في «قطاطي»، وهي عبارة عن بيوت من القش المضغوط. وقال إن مئات السكان تدافعوا في حركة بناء للحصول على عوائد سريعة عبر تأجير بيوتهم لسنة كاملة مقدماً. وقال شاهد آخر فضل عدم ذكر اسمه، إن فئة اخرى من أثرياء الحرب تعمل في تجارة اللحوم، ما رفع سعر الكيلو من أربعة جنيهات الى 12 جنيهاً سودانياً.

وتجولت «الإمارات اليوم» في حي المروج الفاخر الذي بني على طراز حديث، كما زارت كازينو «الاضواء القرمزية» الذي تصدح صالاته يوميا بالموسيقى السودانية والغربية ويستضيف الحفلات المختلفة والاعراس، كما يقدم أصناف الطعام الشرقية والغربية بمستوى فنادق الخمس نجوم، كما في المنتجعات العالمية.‏

 

تويتر