«حماس» توقف مفاوضات الأسرى.. والقاهرة ترحّب بدعواتها للمصالحة ولن تعدّل الوثيقة

عجوز فلسطينية في غزة تنتظر وصول مفوض «أونروا» فيليب غراندي في جولة وسط قطاع غزة. رويترز

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس، وقف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي لأجل غير مسمى، وقالت إن المفاوضات انقطعت. وفيما نفت منظمة التحرير الفلسطنية تعرض السلطة الوطنية لضغوط أوروبية، بغرض استئناف مفاوضات السلام، رحبت مصر بالدعوات المتتالية لقادة «حماس» بشأن الرغبة في تحقيق المصالحة. وأعلن أمس عن العثور على براميل متفجرات جرفتها المياه إلى شواطئ إسرائيلية .

وفي التفاصيل، أعلن عضو المكتب السياسي في «حماس» محمود الزهار أن المفاوضات من أجل عملية تبادل أسرى بين الحركة وإسرائيل، تشمل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت، انقطعت، وذلك في مقابلة بثها تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس.

وقال رداً على سؤال حول مفاوضات تبادل الأسرى «هذه العملية فشلت حتى الآن. وبعد تدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حصل تراجع كبير. لهذا السبب، كل شيء انقطع»، غير أن القيادي في حماس أكد أنه مازال يريد التوصل إلى اتفاق. وقال «نسعى إلى الإفراج عن أسرانا، لكن ذلك لن يحصل على حساب حياتنا». وأضاف «لن نغير قوانين المواجهة خارج الأراضي المحتلة».

وفي رده على سؤال حول وقف المفاوضات بشأن تبادل الأسرى، قال فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس لـ«فرانس برس»، «العدو الصهيوني مازال لا يتجاوب مع الجهد الألماني، وفي كل مرة، يحرج العدو الصهيوني الوسيط الألماني، من خلال أنه يأتي بتراجعات عن مواقف أو لا يتجاوب مع مساعي الوساطة».

و صرح مسؤول بارز في حماس، رفض ذكر اسمه، لصحيفة «عكاظ» السعودية، أن حركته قررت وقف مباحثات صفقة تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي لأجل غير مسمى، رداً على اغتيال القائد العسكري في كتائب القسام محمود المبحوح في أحد فنادق دبي الشهر الماضي.

وأضاف أن صفقة التبادل الآن تمر بمنعطف سلبي كبير، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن توقف وفشل إتمام الصفقة حتى اللحظة.

وفي القاهرة، رحبت وزارة الخارجية المصرية بتصريحات قادة «حماس» بشأن الرغبة في تحقيق المصالحة. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة «التصريحات المتتالية من عدد من قادة حركة حماس بشأن الرغبة في تحقيق المصالحة الفلسطينية محل ترحيب».

وأوضح في تصريحات صحافية أن تلك الرغبة كانت مفقودة على مدار الفترة الماضية، وأن المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني كان وسيظل هدفاً محورياً لمصـر في التعامل مع الوضع الفلسطيني الحالي.

وأشار المتحدث، رداً على سؤال حول الموقف المصـري من إعادة فتح الوثيقة المطروحة للتوقيع للتعديل مرة أخرى، أن «هذا الأمر من شأنه تعطيل المصالحة فعلياً إلى أجل غير مسمى، وفتح الوثيقة لتعديلات من تنظيم ما يعني فتحها للجميع.. وهذا يعني العودة إلى الوراء».

وفي رام الله، نفى رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات، أمس، تعرض السلطة الفلسطينية أو الرئيس محمود عباس لضغوط من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بغرض استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل. وقال لإذاعة «صوت فلسطين»، «ما تردد عن ضغوط أوروبية بطلب أميركي على السلطة، لم يحدث على الإطلاق.

إننا وجدنا تفهماً لمواقفنا بشأن المفاوضات في روسيا وألمانيا وبريطانيا، حيث قام الرئيس عباس بجولة هناك خلال الأيام الأخيرة.

وشدد على ضرورة ألا يسمح المجتمع الدولي للحكومة الإسرائيلية التي تواصل الاستيطان وفصل مدينة القدس، ورفض استئناف المفاوضات بفرض شروطها، من أجل العودة للمفاوضات التي توقفت عندها.

وفي غزة، أفاد شهود فلسطينيون أن انفجاراً وقع، فجر أمس، في سيارة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس يوسف صرصور، في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب القطاع، ما أدى لإصابة طفلين.

على صعيد آخر، عثر على ثلاثة براميل من المتفجرات على الأقل، بعدما جرفتها المياه إلى شواطئ إسرائيلية، ووصف مسؤولون أمنيون الأمر، أمس، بأنه محاولة من فلسطينيين في قطاع غزة لمهاجمة إسرائيل.

وكان خبراء نزع ألغام قد فجروا الإثنين برميل متفجرات على شاطئ البحر المتوسط بمدينة عسقلان الجنوبية، التي تبعد كيلومترات قليلة عن شمالي قطاع غزة. وعثر على برميلين آخرين إلى الشمال قليلاً على شواطئ ميناء أسدود.

وقال مصدر في حركة الجهاد الفلسطيني في قطاع غزة إن المتفجرات جزء من عملية مشتركة مع فصيلين آخرين للمقاومة، هما كتائب صلاح الدين وكتائب شهداء الأقصى وهي جناح عسكري لحركة فتح.

تويتر