أستراليا: قارة الحرائق

تعرضت أستراليا أخيرا لموجة من الحرائق لم تعرفها منذ سكنها البيض قبل 220 عاما، حيث أسفرت هذه الحرائق التي شبت في الغابات الأسترالية عن مقتل 190 شخصا على الأقل، وتدمير 750 منزلا وإتلاف 340 فدانا من الأراضي الزراعية وتشريد أكثر من 500 شخص في أكثر المناطق ازدحاما بالسكان في الجنوب، مثل نيوساوث ويلز وفيكتوريا.

ويعتقد بعض العلماء إن موجة الحر، والتي بلغت 50 درجة مئوية، هي السبب وراء تلك الحرائق. حيث تعرضت هذه المناطق إلى موجة حر شديد على مدار أسبوعين، بسبب ظاهرة التغير المناخي.

ويوضح علماء منظمة الأبحاث الصناعية والعلمية في أستراليا أن موجة الحر الشديد التي تتعرض لها أستراليا في الصيف سوف تزيد مدتها من ستة أيام إلى 20 يوما بحلول عام .2050

وتشكل الكوارث الطبيعية مثل الحرائق والفيضانات والجفاف جزءا من السمات الطبيعية التي تميز أستراليا، أو كما تقول شاعرتها دوروثيا ماكيلر في قصيدة لها عام ،1908 ما يميز «جمالها ورعبها»، وهي القصيدة التي أصبح كل طالب أسترالي يرددها منذ ذلك الحين.

ويعتبر جنوب شرق أستراليا من أكثر المناطق عرضة للحرائق، حيث تزيد معدلات الحرارة والجفاف المرتفعة من احتمالات اندلاع الحرائق، وفي الشمال الأسترالي تندلع حرائق الغابات عادة خلال الشتاء (موسم الجفاف)، وفي هذا الجزء من أستراليا فإن أسباب الحرائق من الصعب تقييمها، حيث يتسبب في معظمها الإنسان وأيضا البرق.

وفي الأسبوع السابق للحرائق، تم تسجيل عدد من البيانات المناخية عبر أستراليا، فقد شهدت تسمانيا أعلى درجة حرارة في أجزائها الشمالية والشرقية، كما لم تشهد فيكتوريا وجنوب استراليا ارتفاعا مماثلا في درجات الحرارة منذ ،1939 في الوقت الذي انخفضت فيه درجات الحرارة عن هذه المعدلات قليلا في مليبورن وادليدي.

وقال المحلل المناخي في المكتب الوطني للأرصاد ديفيد جونز: إن الجنوب الشرقي من استراليا شهد ارتفاعاً في درجات الحرارة غير مسبوق في ظروف جفاف تاريخية.
تويتر