مؤتـمرات بـوش الصحافية «مفـبركـة»

قال السكرتير الصحافي للرئيس الأميركي السابق جورج بوش،آري فلايشر لمقدم البرامج السياسية المتلفزة بيل اوريللي، ان البيت الابيض كان يسمح لصحافيين معينين فقط لحضور المؤتمرات الصحافية وتوجيه الاسئلة.

وأكد أن هذه المجموعة التي يتم انتقاؤها بعناية كان يشرف- أي فلايشر - على جلوسهم مباشرة أمام بوش.

وكان هذا الامر مهماً جداً بالنسبة للبيت الابيض ان يتم السماح لصحافيين بعينهم امثال ديفيد غريغوري من تلفزيون ان بي سي، وجون كينغ من تلفزيون سي ان ان، وجيم انغيل من تلفزيون فوكس نيوز، واصدقائهم لأن هؤلاء يمكن الاعتماد عليهم ليظلوا ضمن مجال الاسئلة الذي يقبله البيت الابيض، وهذا بالضبط مافعله هؤلاء الصحافيون.

وفي السابع من مارس 2003 نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالاً بعد يوم واحد من المؤتمر الصحافي السيئ الذي اجراه بوش قبيل الحرب.

وقام مدير الاتصال في البيت الابيض ايرك بيهليرت بتوثيق كل ذلك. وقال الصحافي مايك الين الذي كتب المقال، انه كان هناك التزام كبير بما هو محدد سلفاً لهذا المؤتمر.

واشار في مقاله إلى ان بوش اجرى عدداً اقل بكثير من المؤتمرات مما فعله اسلافه من الرؤساء».

وكان الصحافيون «يعرفون مسبقا ما هي الاسئلة التي سيتم طرحها. وهي ذاتها التي يريدون الاجابة عليها «لانه، وكما قال فلايشر قبل، فانهم كانوا يدعون الصحافيين الذين يمكن الوثوق بهم قبل أي مؤتمر بيومين كي يطرحوا الاسئلة التي يتوقعها الرئيس».

من جهته تحدث بيهليرت بالتفصيل في كتابه الجديد «لاب دوغز» عن ليلة السادس من مارس 2003 عندما كان يجري التحضير لمؤتمر الحرب على العراق قبلها بيوم، فقد تجمع الصحافيون المدعوون الى المؤتمر الى اماكنهم . وعندما جاء الرئيس بوش اخذ يشرح اسباب الحرب. وذكر القاعدة والهجمات في 11سبتمبر 13 مرة خلال ساعة، ومع ذلك لم يقاطعه احد من الصحافيين عندما ربط بين القاعدة والعراق رغم حقيقة ان المصادر الاستخباراتية رفضت مثل هذا الربط علانية.

واثناء دورة من الاسئلة والاجوبة لم يكلف احد من الصحافيين نفسه عناء طرح سؤال لبوش عن العقل المدبر لاحداث 11سبتمبر اسامة بن لادن، والذي لايزال طليقاً. واشار بوش الى عدد من الصحافيين الذين يقومون بدور طرح الاسئلة وقال مازحاً «انهم ملقنون» وضحك. ومع هذا فإن هؤلاء الصحافيين لم يشعروا بالخجل واستمروا في لعب الدور المنوط بهم.

تويتر