«الحرب على الإرهاب» لم يُحذف من قاموس الإدارة الأميركية

إدارة أوباما سارعت إلى إصدار الأوامر بإغلاق معتقل »غوانتانامو«. أرشيفية - أ.ب

ذهب مصطلح «محور الشر» الذي كان سمة مميّزة لعهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.. فهل يمكن أن يلحق به مصطلح «الحرب على الإرهاب»؟

مع اتجاه الرئيس الأميركي باراك أوباما لإنهاء خطاب سلفه جنباً إلى جنب مع سياساته، بدأت العبارة التي جاءت لتعريف نداء بوش بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 لحمل السلاح تفقد جاذبيتها في حرب الكلمات.

وفي حين لم تسقط الإدارة الجديدة عبارة «الحرب على الإرهاب» من مفرداتها فهناك مؤشرات على أنه تم الحد من استخدام هذا التعبير عمدا، فيما يسعى أوباما إلى تحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج خصوصاً في العالم الإسلامي.

وقال المؤرخ وخبير الاتصالات الرئاسية في جامعة راتغرز في نيوجيرزي ديفيد غرينبرغ «قد يكون هذا رمزياً لكنه مؤشر على أن أوباما جاد بشأن تجنب نوعية السياسة الخارجية التي كان بوش ينتهجها، والتي أثبتت أنها كانت السبب في الكثير من الانقسامات»

وتحدث بوش للمرة الأولى عن «الحرب على الإرهاب»، بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث حولها إلى عبارة خاصة في إدارته، تختزل ما تصور أن يكون قتالاً عالمياً واسع النطاق تقوده الولايات المتحدة على تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية المتعاطفة معه. لكن سرعان ما أثار هذا النهج جدلاً بسبب ما رآها منتقدون دوليون فلسفة «من ليس معنا فهو ضدنا» المتعجرفة التي تفرط في الاعتماد على القوة العسكرية، وما ندد به الكثير من المسلمين باعتباره هجوما على الإسلام.

ومنذ تولى أوباما الرئاسة، سارع إلى إلغاء بعض ممارسات بوش، حيث أصدر أوامره بإغلاق معتقل غوانتانامو، ووقف استخدام الأساليب القاسية في استجواب المشتبه في صلاتهم بالإرهاب، وأوفد مبعوثا للسلام في الشرق الأوسط. كما تواصل مع العالم الإسلامي حيث يرى أن خفض حدة الخطاب ضروري لكسب تأييد المعتدلين.

الا ان هذا لا يعني أن «الحرب على الإرهاب» حذفت من قاموس الإدارة الجديدة، بل إن أوباما في الواقع استخدمها مرة علناً منذ توليه الحكم، كما رددها المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس مرات عدة. لكن الاستراتيجية هي تجنب خطاب إدارة بوش الذي اتسم بالتعميم وتركيز العبارات القاسية على جماعات إسلامية بعينها، إلى جانب تحويل أفغانستان وليس العراق إلى جبهة القتال الرئيسة.

وذكرت مجلة «نيوزويك» أخيراً أن مسؤولين في الإدارة الأميركية يعكفون على حملة عصف أفكار للتوصل إلى بدائل «للحرب على الإرهاب». ولم يؤكد البيت الأبيض هذا. غير أن أوباما ومساعديه أوضحوا أنه يريد توصيل رؤية واقعية عن قتال طويل مع الإرهاب وليس حرباً بلا نهاية، حيث إنه يصف المعركة حتى الآن بتعبيرات مثل «صراع مستمر» وعانى لتجنب الخطاب الأكثر قسوة الذي كان يستخدمه سلفه بوش الذي اشتهر بإطلاقه على نفسه لقب صاحب القرار الحاسم.. وصف العراق وإيران وكوريا الشمالية ذات يوم بأنها «محور الشر» وهو الوصف الذي سخر منه المنتقدون ويرفضه أوباما.

وعلى الرغم من هذا يحذر محللون بأنه إذا توقف أوباما عن وصف مكافحة الإرهاب بأنها حرب على الإطلاق، فسيواجه رد فعل عنيفاً من المحافظين، حيث سيتهمونه بالرضوخ لأعداء أميركا.

وإذا قرر أوباما سحب العبارة، فربما يجد أن الكلمات والاختصارات لها أهمية أيضاً في خضم البيروقراطية التي يقودها الآن.

وداخل الحكومة والجيش الأميركيين لم تتخذ عبارة «الحرب على الإرهاب» شكل العملية الأمنية فحسب، بل مجموعة من الأحرف الأولى التي ترمز إلى عبارة «الحرب العالمية على الإرهاب» والواردة في كل شيء من البيانات الصحافية إلى المذكرات الداخلية.

تويتر