نشطاء السلام الإسرائيليون يشكّكون في جدوى جهودهم

٪90 من الإسرائيليين يفضلون الحرب. أرشيفية ــ أ.ب

عندما بدأت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة الشهر الماضي، تجمع مئات من مستوطني سيدروت في نقطة تعرف بتل هورسمان لمشاهدة هذا العرض الناري في «ابتهاج فريد»، بيد أن ناشطة السلام نوميكا صهيون، لم تكن من بينهم، وتقول «استمعت لأحد الجيران يتحدث للتلفزيون الإسرائيلي بأن صوت القنابل أشبه بسيمفونية لم يسمعها من قبل، وانه لم يسمع ايضا موسيقى بمثل هذه القوة». وتضيف صهيون «كنت اتساءل: كم شخصاً لقي حتفه جراء تلك الموسيقى؟».

وتعمل صهيون مع ناشط السلام المحلي ايريك يلين، والذي يخاطب اهالي غزة المتطلعين للسلام من خلال التدوين على الانترنت والهاتف، كما تعمل معهم ايضا حفنة قليلة من الاسرائيليين في مستوطنة سيدروت والذين عارضوا حرب الـ22 يوما على غزة، وبعد الحرب تتعرض صهيون للاهانة والعبارات البذيئة عندما تذهب للسوق لأنها «تحب الاعداء في وقت الحرب».

ويجد نشطاء السلام الاسرائيليون انفسهم وحيدين هذه الايام، فعلى الرغم من ان حرب غزة اشعلت الغضب العالمي ضد اسرائيل للخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، الا ان تجمعات نشطاء السلام في اسرائيل لا تتعدى هذه الايام سوى المئات من الاشخاص، خلافا لما كان يحدث من قبل والذين يواجهون في الحال مجموعات كبيرة غاضبة تطلق عبارات «الموت للعرب». فهل يعني ذلك ان الاسرائيليين تخلوا عن السلام؟ يبدو أن الامر كذلك، حيث تشير ارقام مراكز الاستفتاء إلى ان 90٪ من الاسرائيليين اليهود يفضلون ما حدث في غزة، ويبدو كذلك ان قوة حركة السلام في إسرائيل تضعف تدريجيا، والتي من بينها «حركة السلام الآن».

كان باستطاعة هذه الحركة استقطاب مئات الآلاف من المتظاهرين في الشوارع، ولكن بعد اتفاقية أوسلو الموقعة مع الفلسطينيين عام 1993 وهنت قوة هذه الحركة، حيث زعم الإسرائيليون أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان يلعب لعبة مزدوجة، ففي الوقت الذي يتحدث فيه عن السلام فإنه يقاتل الإسرائيليين داخل الاراضي المحتلة، وفي عام 2000 عندما انهارت محادثات السلام التي رعاها الرئيس الاميركي الأسبق بيل كلينتون في كامب ديفيد، قال عرفات: ان اسرائيل فشلت في الالتزام بما تعهدت به ولهذا لجأ الفلسطينيون الى تأجيج انتفاضة اخرى، ثم جاءت العمليات الاستشهادية بين 2001 الى منتصف ،2002 لتقلق منام تل ابيب، كل ذلك كان كافيا لجعل نشطاء السلام يشككون في جدوى جهودهم.

تويتر