تل أبيب أمام رهان خطر

❊ بارا ميخائيل

استغلت إسرائيل عملية انتقال السلطة في البيت الأبيض وفترة ما قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما لمهامه، وقامت بعملية عسكرية مثيرة للجدل في قطاع غزة. ويبدو أن الأزمة الراهنة جاءت نتيجة لتراكمات متتالية وحسابات اقليمية خاصة، في الوقت الذي بدت فيه حركة حماس أكثر ثقة بنفسها وعلى استعداد لاستعراض قوتها.

ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية تحاول النخب السياسية الاسرائيلية اللعب على وتر «تهديدات حماس» للأمن القومي. وزادت الأزمة من شعبية حزب الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو.

من جهة أخرى يبقى رد فعل أوباما غير واضح، وأعتقد أن هذا الرجل غامض إلى حد ما، حيث إنه أبدى موافقته الضمنية قبيل بدء الحملة العسكرية من خلال تصريحاته، أثناء وجوده في إحدى المستوطنات المستهدفة من صواريخ المقاومة الإسلامية، بأنه لن يتردد في الرد على هجمات الصواريخ لو تعرض منزله إلى قصف مماثل. إضافة إلى ذلك صرح أوباما بأن القدس يجب أن تكون عاصمة اسرائيل الموحدة. ومن ثم يمكن القول إن الرئيس الأميركي المقبل لن ينجح في تغيير صورة الولايات المتحدة المتدهورة في أعين ملايين العرب، وهو يحمل هذا الموقف المساند لإسرائيل.

على الحدود الشمالية فلا أعتقد أن المقاومة اللبنانية تريد أن تفتح جبهة أخرى؛ لأن ذلك لن يكون في مصلحتها، حيث إن حزب الله يتميز بالتنظيم المحكم والحذر الشديد في اتخاذ القرارات، ويولي اهتماماً كبيراً للاستراتيجية الدفاعية، إلا أن التصعيد قد يصبح ممكناً في حال قامت القوات الاسرائيلية باستفزاز حزب الله. وهذا يعد بدوره مخاطرة ورهاناً غير معروف العواقب، في ظل التجربة القاسية التي مر بها الجيش الاسرائيلي في صيف 2006 ونكسته غير المسبوقة. هذا في الوقت الذي قررت فيه سورية تعليق مفاوضاتها غير المباشرة مع اسرائيل، التي تتم بوساطة تركية.

إن تنامي الغضب الشعبي في الشرق الأوسط من طريقة تعاطي القيادات السياسية مع القضية الفلسطينية والمعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني، بات أمراً مقلقاً. خصوصاً في الدول المحيطة باسرائيل. الأمر الذي قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.

❊ باحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ــ فرنسا

تويتر