الجوع يجبر «الغزيين» على تغيير نوعية طعامهم

سكان غزة يعانون من ندرة المواد الغذائية. أرشيفية-رويترز

يعيش قطاع غزة أوضاعاً إنسانية مزرية، على مرأى من العالم أجمع، حيث لم تفلح الجهود الفردية التي قام بها بعض الأوروبيين الشرفاء من فك الحصار الذي يطوّق القطاع منذ نحو عام.

ويأتي التعنت الإسرائيلي في الوقت الذي حذّرت فيه مؤسسات حقوقية من التداعيات الكارثية الناتجة عن استمرار الحصار، ونقص إمدادات الكهرباء والوقود على قدرة عمل المستشفيات ومناحي الحياة كافة، ومدى تأثير ذلك في المواطنين.

وتشير تقارير منظمة الصليب الأحمر الدولي إلى بوادر أزمة سوء تغذية حقيقية في غزة، حيث تقول المنظمة الإنسانية إن الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع في أعقاب سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عليه العام الماضي، أدى إلى تدهور ثابت في مستوى معيشة سكان القطاع البالغ تعدادهم أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، إذ أجبر الحصار سكانه على تغيير نوعية الطعام الذي يتناولونه، ما يترك آثاراً سلبية في صحتهم على المدى الطويل.

وكانت «الصليب الأحمر» أجرت دراسة شاملة لآثار الحصار الإسرائيلي في صحة سكان القطاع، حتى الآن.

وجاء في تقرير المنظمة أن الحصار الذي ترافق بارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 40% على الأقل أدى إلى تدهور في الأمن الغذائي لثلثي السكان، وبالتالي ارتفعت نسبة سوء التغذية المرضية.

وقد أجبر الحصار أعداداً متزايدة من السكان على بيع مقتنياتهم ومدخراتهم، وخفضوا كمية وجباتهم الغذائية ونوعيتها، إلى جانب التوفير في مصاريف تعليم الأطفال وملابسهم.

وفي الوقت الذي يعاني منه سكان غزة من ندرة المواد الغذائية، تستمر إسرائيل في تصدير المنتجات الزراعية إلى الدول الأوروبية، وبالأخص إلى المملكة المتحدة. والغريب في الموضوع أن تل أبيب تحاول التحايل على الاتفاقيات التي أبرمتها مع لندن، والتي تقضي بالإشارة إلى مصدر المنتجات بشكل واضح أثناء عملية التصدير. وجاءت الاتفاقية للضغط على إسرائيل لوقف عملية بناء المستوطنات. وتقوم السلطات الإسرائيلية بوضع ملصقات على البضائع المتوجهة إلى بريطانيا على أنها من إنتاج «الضفة الغربية»، الأمر الذي يجعل البعض يقدم على شرائها في محاولة لمساعدة المزارعين الفلسطنيين. إلا أن تحقيقات أثبتت أن جزءاً من المنتجات القادمة من الضفة يجري زراعتها في مستوطنات بنتها إسرائيل أخيراً، الأمر الذي ترفضه الحكومة البريطانية، لما تلقته من وعود إسرائيلية بإيقاف الاستيطان.

وبين الواقع الصعب والسلوك الإسرائيلي الاستبدادي، يبقى أهالي غزة ينتظرون قارب النجاة الذي قد يكون إحدى السفن الآتية من أوروبا لمسـاندة قضــيتهم العادلة. إلا أن التباطؤ في التحرك الدولي السريع، سيزيد من خطورة الموقف.

وفي هذا الصدد، دعت منظمة حقوقية أسترالية رئيس وزراء بلادها كيفن رود للتدخل الفوري لكسر الحصار على غزة. ووصف الناشط الأسترالي سيد وولكر سياسة التجويع التي تتبناها إسرائيل بأنها أسوأ من نظام التمييز العنصري «آبرتايد» الذي كان سائداً في جنوب إفريقيا. وبالفعل فقد وصف أحد مبعوثي الأمم المتحدة إلى الأراضي الفلسطينية القطاع بأنه بات بمنزلة «سجن كبير رميت مفاتيحه في مكان مجهول».

تويتر