مأدبة إفطار رمضاني في باريس تجمع 450 سياسيًا فرنسيًا وممثلي الديانات المختلفة

شهدت العاصمة الفرنسية باريس  "إفطار السلام" الفطور الرمضاني الذي شهد  حضور نحو 450 سياسيًا فرنسيًا وممثلي الديانات المختلفة.

تأتي هذه المبادرة التي  أقامها  تجمع أئمة مسلمي فرنسا في سياق ترسيخ قيم التعايش السلمي والتسامح بين الثقافات والأديان في المجتمع الفرنسي. و قالت يائيل برون بيفيه رئيسة البرلمان الفرنسي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "  قررت حضور إفطار السلام و مشاركة الجالية المسلمة فطورها الرمضاني بهدف التأكيد على قدرة المجتمع الفرنسي بمختلف دياناته و توجهاته السياسية على التواصل و التفاهم المشترك و بناء جسور الثقافة و التعايش".

وأضافت بيفيه "هذه المبادرة الرمضانية تعكس روح الانفتاح و الاحترام المتبادل بين مختلف مكونات المجتمع الفرنسي، و تؤكد على أهمية التعايش السلمي و التفاهم المتبادل بين الأديان و الثقافات المختلفة".

وتابعت: نريد مثل هذه المبادرات أن تعم كل أرجاء البلاد لتعزيز التواصل الاجتماعي و الوحدة و التضامن و نبذ الخلافات ،فنحن نريد بناء مجتمع أكثر تسامحا و تعاونا".

بدورها قالت باتريسيا ميراليس الوزيرة الفرنسية لشؤون الذاكرة و قدامى المحاربين في تصريح لـ"وام" : حرصت على الاستجابة لدعوة الإفطار الرمضاني للجالية المسلمة إدراكًا مني لأمية روح الانفتاح و الاحترام المتبادل بين مكونات المجتمع الفرنسي..إن  تقاسم المسلمين وجبة الإفطار مع غير المسلمين إشارة مهمة لجميع فئات المجتمع، كما تلاحظون هذه الدعوة حملت اسم إفطار السلام، و هذا معناه دعوة مفتوحة لنا جميعا على مختلف توجهاتنا الدينية و الثقافية و الفكرية للعمل من أجل تعزيز العلاقات الاجتماعية و تعميق التفاهم بين أفراد المجتمع، و إذا نجحنا في ذلك سنعمل على تعزيز تقريب المسافات بيننا و تجاوز كل نقاط الخلاف في وجهات النظر،الإسلام هو دين وئام و سلام و إفطار السلام هو دعوة للجميع من أجل قيم السلام".

  من جهته أكد  رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا  حسن شلغومي أن استجابة السياسيين و ممثلي الديانات و أصحاب القرار لدعوة الجالية المسلمة لتقاسم مائدة الإفطار الرمضاني معهم بمثابة رسالة إيجابية تهدف إلى تعزيز التواصل والتفاهم بين مختلف الأطياف والثقافات في المجتمع الفرنسي.

وقال " في شهر رمضان، تتجلى قيم الإسلام السمحة بشكل خاص من خلال تقاسم وجبة الإفطار مع المسلم و غير المسلم، إفطار الصائمين في رمضان هو فرصة كبيرة لنا كمسلمين في فرنسا لمد جسور التعاون والتضامن والتواصل بين كل أفراد المجتمع. فعملية تقاسم الطعام ومشاركته مع الآخرين في وجبة الإفطار تعبر عن القيم السامية للتسامح والرحمة والتعاون التي يحث عليها الإسلام".

 وأضاف في رده على على سؤال .. نحن حين ندعو غير المسلمين من سياسيين و مثقفين و ممثلي ديانات إلى مائدتنا الرمضانية و نجتمع معًا حول الطاولة لتناول الطعام، فنحن نعزز الاندماج الاجتماعي و نخلق جوًا من الود والتآخي بين الناس من خلفيات مختلفة.. بهذه الطريقة، تتجسد روح التعاون والتضامن في شهر رمضان من خلال تقاسم وجبة الإفطار، وتعزيز القيم السمحة التي تعتبر جوهراً لتعاليم الإسلام. و أضاف "هذه المبادرة تعكس رغبتنا جميعا على مختلف دياناتنا و توجهاتنا في بناء مجتمع فرنسي يتسم بالتعايش السلمي والتسامح، والتغلب على التحديات التي قد تنشأ نتيجة للتباينات الثقافية والدينية.علاوة على ذلك، يمكن أن يلعب الفطور الرمضاني دورًا هامًا في تعزيز الاندماج الاجتماعي والتقارب بين مختلف فئات المجتمع، حيث يتم توفير فرصة للتعارف وتبادل الآراء والتجارب بين الحاضرين، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويقلل من التباعد الثقافي".

وكان المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية قد كشف في أحدث تقاريره عن أهمية وتأثير الجالية الإسلامية في فرنسا، حيث يشير إلى أن 10 في المائة من سكان البلاد ينتمون إلى الديانة الإسلامية، وهو ما يمثل أكثر من 6 ملايين نسمة.

تويتر