الطائرات قصفت الجامعات والمؤسسات التعليمية.. والمدارس باتت ملاذاً لعشرات الآلاف

الحرب تعطل الدراسة بغزة إلى أجل تسمّيه الآليات العسكرية

صورة

انطلاقاً من أقصى جنوب قطاع غزة حتى أقصى شماله، باتت جميع مدارس المراحل التعليمية الأساسية الثلاث، سواء تلك الحكومية أو التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ملاذاً لعشرات الآلاف من النازحين الذين تعرضت مناطق سكنهم إلى عمليات قصف جوي ومدفعي وبري عنيف لم تنقطع على مدار الساعة.

وعلى مدار أيام الحرب الإسرائيلية ضد غزة نزح أكثر من 1.7 مليون من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من منازلهم إلى شتى مناطق القطاع المحاصر، من بينها 70 مدرسة تابعة لوزارة التعليم الفلسطينية، و145 مدرسة تشرف عليها (أونروا)، جميعها تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين.

وانتقالاً إلى جنوب حي الرمال وسط قطاع غزة، حيث المقار الرئيسة لجميع الجامعات الفلسطينية، بددت إسرائيل آمال الطلبة الجامعيين جراء قصف منشآت تعليمية عدة داخل مقر الجامعة الإسلامية، وإصابة 11 جامعة أخرى بأضرار جسيمة ما بين كاملة وجزئية، نتيجة تصاعد عمليات القصف الجوي والبحري والبري، إلى جانب استهداف الطائرات لعدد من مدارس وكالة الغوث وتلك الحكومية التي تحتضن النازحين في مناطق متفرقة.

تأجيل التعليم

جراء ذلك، تُؤجل الحرب الإسرائيلية في الوقت الحالي عملية التعليم لطلبة المدارس والجامعات خلال العام الدراسي الجاري 2023/2024 إلى أجل تسمّيه الآليات والمروحيات العسكرية الإسرائيلية، ليحرم أكثر من 600 ألف من طلبة المراحل التعليمية الأساسية الثلاث حقهم بالدراسة، فيما انقطع 87 ألفاً من الطلبة الجامعيين عن خدمة التعليم العالي.

ويقول مدير مختبرات الصحافة الإلكترونية في كلية الآداب بالجامعة الإسلامية منير أبورأس، «إن الجامعة الإسلامية تعد من أقدم وأكبر الجامعات على مستوى الأراضي الفلسطينية كافة وليس على صعيد القطاع، وقد تعرضت منذ اليوم الخامس للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لسلسلة غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة».

ويشير أبورأس لـ«الإمارات اليوم» إلى أن عملية الاستهداف الجوي للجامعة الإسلامية ألحقت دماراً واسعاً طال كل المباني بداخلها ما بين تدمير كلي وجزئي، وأبرزها مباني الكليات التعليمية والمختبرات الدراسية، ومقار الهيئة الإدارية والتدريسية وخدمة المجتمع والتعليم المستمر.

ويسترسل، «إن ما نخشاه ليس التوقف عن الخدمة التعليمية هذا الفصل الذي من المقرر أن يوشك على الانتهاء في ديسمبر المقبل، أو الفصل الدراسي الثاني فحسب، بل تعطل تقديم الدراسة لطلبة الجامعة على الأقل على مدار عامين كاملين في انتظار إعادة إعمار الكم الكبير من الدمار الذي ضرب كل المباني التعليمية والإدارية والمختبرات داخل الجامعة».

 

قصف مدارس «أونروا»

ويفيد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بأن قرابة مليون فلسطيني يحتمون في مبان ومدارس تديرها «أونروا» داخل أرجاء القطاع، وعدد تلك الملاجئ 156 على الأقل. ويشير مكتب (أوتشا) في بيان له الجمعة 24 نوفمبر الجاري إلى أن الملاجئ مكتظة للغاية بما يفوق طاقتها بأكثر من أربعة أمثال، بعد أن فر عشرات الآلاف من المدنيين إلى جنوب القطاع هرباً من وطأة القصف الإسرائيلي في الآونة الأخيرة.

من جهة ثانية، يقول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني في تصريح له عقب زيارته مراكز النزوح داخل مدارس الوكالة بتاريخ 23 نوفمبر الجاري، «لقد عدت للتو من زيارتي الثانية إلى قطاع غزة منذ بدء الحرب. وإنني أقدم شهادة على معاناة الناس التي لا توصف، فمنذ زيارتي الأولى قبل أسبوعين، أصبح الوضع الإنساني بالفعل أسوأ بكثير، فالنزوح لايزال مستمراً».

ويقول لازاريني بشهادته في 19 نوفمبر الجاري، «شاهدت برعب شديد تقارير الهجوم على مدرسة (الفاخورة) التابعة للأونروا والتي تحولت إلى ملجأ في شمال قطاع غزة».

ويبين أن الفصول الدراسية التي تؤوي عائلات نازحة تعرضت للقصف، وتم الإبلاغ عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، حيث كانت تحتضن مدرسة (الفاخورة) في ذلك الوقت ما يصل إلى 7000 شخص، لافتاً إلى أنها المرة الثانية التي تتعرض فيها هذه المدرسة للقصف؛ إذ قتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وجرح 54 آخرون في الرابع من نوفمبر الجاري.

ويواصل لازاريني حديثه، «إنه في أقل من 24 ساعة، تعرضت مدرستان تابعتان للأونروا تؤويان عائلات نازحة للقصف في قطاع غزة، ففي يوم الجمعة 17 نوفمبر الجاري تعرضت مدرسة (الفلاح) التابعة للأونروا في حي الزيتون إلى الجنوب الشرقي من مدينة غزة لضربة مباشرة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات». ويضيف، «إن مدرسة الفلاح كان تؤوي ما يصل إلى 4000 شخص في ذلك الوقت. ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى المدرسة لتقديم المساعدة».


. على مدار أيام الحرب الإسرائيلية ضد غزة نزح أكثر من 1.7 مليون من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من منازلهم إلى شتى مناطق القطاع المحاصر، من بينها 70 مدرسة تابعة لوزارة التعليم الفلسطينية، و145 مدرسة تشرف عليها (أونروا)، جميعها تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين.

تويتر