اختتام الاجتماع الوزاري بشأن تغير المناخ في كوبنهاغن

الجابر: تماشياً مع توجيهات القيادة في الإمارات نعمل على دعم تقدم العمل المناخي العالمي

الجابر دعا المعنيين بالمناخ في العالم إلى التكاتف لتحقيق تقدم ونقلة نوعية في العمل المناخي. وام

أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، أن توجيهات القيادة في دولة الإمارات تركز على دعم العمل المناخي العالمي لتحقيق تقدم جذري ونقلة نوعية تسهم في ضمان خروج المؤتمر بنتائج عملية تحتوي الجميع، ودعا الوزراء والمسؤولين المعنيين بملف المناخ من مختلف أنحاء العالم إلى التكاتف وتوحيد الجهود لتحقيق النتائج المرجوة.

جاء ذلك ضمن تصريحاته في المؤتمر الوزاري بشأن تغير المناخ، الذي شارك في ترؤسه مع وزير الخارجية المصري رئيس مؤتمر COP27، سامح شكري.

ويعد اجتماع كوبنهاغن أول لقاء سياسي رسمي للوزراء والمسؤولين المعنيين بالعمل المناخي من جميع أنحاء العالم منذ COP27.

وخلال فعاليات المؤتمر - الذي امتد يومين واستضافته الحكومة الدنماركية - عقد الجابر سلسلة من اللقاءات الثنائية سعياً لحشد التأييد لجدول أعمال المؤتمر الهادف إلى التركيز على النتائج العملية واحتواء الجميع، كما دعا الحضور من كبار المسؤولين إلى تحقيق تقدم جذري ونقلة نوعية في العمل المناخي للحفاظ على هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

شارك في المؤتمر مجموعة من الوزراء المعنيين بالمناخ وكبار ممثلي الحكومات من الدول المتقدمة والنامية، بما في ذلك فرنسا واليابان وجزر المالديف وساموا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والعديد غيرها، إلى جانب كل من الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العمل المناخي، سيلوين هارت.

وخلال المؤتمر، قام الجابر مع سامح شكري، ووزير التعاون الإنمائي وسياسة المناخ العالمية الدنماركي، دان يورغنسن، بالتركيز على متابعة نتائج ومخرجات مؤتمر COP27، وتمهيد الطريق لنجاح مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات في وقت لاحق من العام الجاري.

وأشار الجابر إلى اقتراب إجراء الحصيلة العالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس ضمن مؤتمر الأطراف COP28، ودعا الحضور من الوزراء وقادة العمل المناخي إلى اتخاذ إجراءات عبر مجموعة من المجالات الرئيسة حتى يمكن تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

وقال الجابر إن «التقرير التجميعي للتقييم السادس للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ الذي صدر أمس سلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهنا، وضرورة تصحيح المسار من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس، كما أنه حدد العديد من الفرص والحلول المتاحة لخفض الانبعاثات وتعزيز المرونة المناخية».

وأكد الجابر الحاجة إلى تسريع مسارات الحياد المناخي، كما أوضح نهج دولة الإمارات لتحقيق هذا الهدف الحاسم، وقال: «تماشياً مع توجيهات القيادة في الإمارات، نعمل على تسريع مسارات الحياد المناخي من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والخالية من الانبعاثات، بالتزامن مع خفض انبعاثات منظومة الطاقة الحالية، والاستثمار في تقنيات التخفيف الجديدة التي ثبتت فاعليتها».

وأضاف أن «العالم لديه فرصة محدودة لإجراء تحول جذري في منظومة العمل المناخي بأكملها، وإذا قمنا باستثمارات ذكية، فسنكون قادرين على بناء مسار للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام يحمي المناخ بالتزامن مع دعم التقدم الاقتصادي».

ونوه الجابر كذلك بأهمية التمويل بصفته عامل النجاح الحاسم في جميع ركائز العمل المناخي، وقال: «نحتاج إلى مضاعفة تمويل (التكيّف) بحلول عام 2025، وتحقيق نتيجة فعالة في موضوع الخسائر والأضرار العام الجاري عبر توصيات واضحة من اللجنة الانتقالية المعنية بصندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات التمويل»، كما شدد على ضرورة التواصل مع جميع منصات العمل المناخي للتأكد من التفعيل الكامل للصندوق بحلول مؤتمر الأطراف COP28.

وأكد ضرورة أن يكون التمويل المخصص لمعالجة الخسائر والأضرار موثوقاً وأن يركز على احتياجات الدول الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ، لافتاً إلى وجود آراء كثيرة استمع إليها ترى ضرورة تطوير أداء المؤسسات المالية الدولية لإتاحة المزيد من التمويل بكلفة منخفضة وشروط ميسَّرة، مؤكداً الحاجة إلى الدعم المتواصل من الجميع لتحقيق وتفعيل هذا التطوير اللازم.

وفي ختام المؤتمر، خاطب الجابر الحضور داعياً إلى الانتقال من وضع الأهداف إلى تنفيذها، وقال: «لقد حددنا العديد من الثغرات والتحديات، وناقشنا كيفية تحويلها إلى حلول وفرص، وعلينا كذلك تكثيف العمل لتحويل الطموح إلى واقع ملموس والانتقال من مرحلة مناقشة الحلول إلى تنفيذها».

وشارك الجابر في الحوار وفي العديد من الجلسات العامة والمناقشات رفيعة المستوى خلال الاجتماع الوزاري بشأن تغير المناخ في كوبنهاغن، كما التقى مجموعة من الوزراء وقادة العمل المناخي والمعنيين بالمناخ، منهم نائب وزير البيئة الصيني، زهاو ينغمين، ووزير الاقتصاد الأخضر والبيئة الزامبي، كولينز نزوفو، ووزيرة الاستدامة والبيئة في سنغافورة، غريس فو، ووكيلة وزارة الخارجية الألمانية، جينيفر مورغان، وشدد في جميع المناقشات على الحاجة إلى تعزيز العمل المناخي الفعال والملموس، ورفع سقف الطموح في مؤتمر الأطراف COP28.

وفي ختام الزيارة، شكر الجابر الوزراء وقادة العمل المناخي، ورحب بدعمهم لتحقيق انتقال واقعي ومنطقي وذكي وعادل في قطاع الطاقة، يستند إلى نهج احتواء الشركاء من القطاع الخاص وتمكينهم.

رافق الجابر في الزيارة المدير العام لمكتب مؤتمر الأطراف COP28، ماجد السويدي، الذي قاد اجتماع طاولة مستديرة مع الرؤساء والمديرين التنفيذيين في القطاع الصناعي الدنماركي في مجالات الطاقة المتجددة والصناعات الثقيلة والنقل وأنظمة المياه وابتكارات الطاقة.

وخلال الاجتماع، ربط بين جدول أعمال مؤتمر الأطراف COP28 والاقتصاد الحقيقي، وناقش المكونات الرئيسة لاستراتيجية المؤتمر، خصوصاً الحصيلة العالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، والانتقال في قطاع الطاقة، وتعزيز الإشراف على القطاع الخاص ومتابعة جهوده في العمل المناخي.

وتُعدّ الزيارة إلى كوبنهاغن الأحدث ضمن جولة الاستماع العالمية التي تقوم بها رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، والتي تهدف إلى لقاء والاستماع إلى آراء مجموعة من الشركاء عبر الحكومات والمجتمع المدني والشباب والقطاع الخاص وممثلي المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والتفاعل معهم، وحتى الآن قام الجابر وأعضاء فريق رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 بزيارة الهند والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، ومن المقرر أن يعقد الفريق اجتماعات إضافية في مزيد من الدول المتقدمة والنامية.


الرئيس المعيّن لمؤتمر COP28:

• «بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة، عززت الإمارات مساهماتها المحددة وطنياً، وندعو جميع الدول إلى التوافق حول تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وإعداد خطط انتقالية بأهداف قابلة للقياس بحلول عام 2030».

تويتر