ألقى الكلمة الافتتاحية في مؤتمر كوبنهاغن الوزاري للمناخ

سلطان الجابر: بتوجيهات قيادة الدولة نعمل على التوسع في إنتاج مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات

الجابر خلال كلمته الافتتاحية في مؤتمر كوبنهاغن الوزاري بشأن تغير المناخ. وام

أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف (COP28) الدكتور سلطان أحمد الجابر، أن العالم بحاجة إلى التوسع في إنتاج الطاقة من جميع المصادر المتاحة الخالية من الانبعاثات، بالتزامن مع تقليل انبعاثات كل مصادر الطاقة الأخرى.

جاء ذلك خلال كلمة الجابر الافتتاحية في مؤتمر كوبنهاغن الوزاري بشأن تغير المناخ، الذي شارك في ترؤسه مع كل من وزير الخارجية المصري رئيس مؤتمر COP27، سامح شكري؛ ووزير التعاون الإنمائي وسياسة المناخ العالمية، الدنماركي دان يورغنسن.

ويعدّ مؤتمر كوبنهاغن، الذي يستمر يومين ويحضره أكثر من 40 وزيراً حكومياً، أول اجتماع سياسي رفيع المستوى يُعقد عقب مؤتمر COP27، ويهدف إلى تمهيد الطريق لنجاح مؤتمر الأطراف COP28، الذي تستضيفه دولة الإمارات أواخر العام الجاري، إضافة إلى متابعة تنفيذ أهداف اتفاق باريس ونتائج ومخرجات مؤتمر COP27.

وخلال فعاليات المؤتمر، عقد الجابر سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من المسؤولين والوزراء من مختلف أنحاء العالم، من بينهم الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل، ووزيرة الدولة المبعوثة الألمانية الخاصة للعمل المناخي الدولي جنيفر مورغن، ووزير البيئة والغابات وتغير المناخ في بنغلاديش محمد شهاب الدين، ونائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز، ووزيرة الاستدامة والبيئة السنغافورية غريس فو، ونائب وزير البيئة الصيني زهاو ينغمين، ووزير الموارد الطبيعية والبيئة والسياحة في ساموا توليسولوسولو سدریك شوستر، وآخرون.

وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، في كلمته الافتتاحية: «تماشياً مع توجيهات القيادة في دولة الإمارات، نسعى للبناء على الأسس التي وضعها مؤتمر COP27، والانتقال من مرحلة وضع الأهداف إلى تنفيذها، خاصةً أن العالم لايزال بعيداً عن المسار الصحيح للحفاظ على الهدف الأهم، وهو تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، ونحن بحاجة إلى تحقيق تقدم جذري، ونقلة نوعية في السنوات السبع القادمة، عبر موضوعات التخفيف والتكيف والتمويل المناخي والخسائر والأضرار، لأن الخطوات الصغيرة لن تكون كافية».

وبخصوص التخفيف، دعا الجابر دول العالم إلى التوسع في إنتاج الطاقة من جميع المصادر المتاحة عديمة الانبعاثات، إلى جانب خفض الانبعاثات من جميع مصادر الطاقة الأخرى؛ وقال إن التكنولوجيا ذات التكلفة الضخمة ليست مفيدة لأحد، وعلى الحكومات تبني سياسات ذكية لتحفيز الحلول المجدية تجارياً، مثل تحسين أنظمة تخزين الطاقة باستخدام البطاريات، وتقليل تكلفة التقاط الكربون، وتطوير مشروعات وتقنيات الهيدروجين.

وبشأن الانتقال في قطاع الطاقة، أوضح الجابر أن العالم يحتاج إلى إنجاز انتقال عملي وواقعي في قطاع الطاقة، يشمل جميع مصادرها، ويركز على الحد من الانبعاثات، وعلى عدم التخلي عن منظومة الطاقة الحالية قبل جاهزية منظومة الطاقة المستقبلية.

ونوّه إلى ضرورة تطوير منظومة العمل المناخي، وتضمين الذهنية التجارية فيها، واعتماد مؤشرات الأداء الرئيسة للمدى القريب، وتطوير جدول أعمال طموح وعملي، والتركيز على أن الهدف هو خفض الانبعاثات، وليس إبطاء معدلات النمو والتقدم.

وفيما يتعلق بهدف التكيف، جدد الجابر التأكيد على أهمية بناء إطار للهدف العالمي الخاص بالتكيف، بما يلبي احتياجات الدول النامية، ويحمي التنوع البيولوجي، ويعزز المرونة، والحلول القائمة على الطبيعة، مضيفاً أنه «لابد من مضاعفة التمويل المخصص للتكيّف، وتبني سياسات وطنية لبناء قدرات كل دولة وتأهيلها للتكيف مع تداعيات تغير المناخ».

وبالنسبة إلى الخسائر والأضرار؛ شدد الجابر على ضرورة الاستفادة من التقدم الذي تحقق في مؤتمر الأطراف COP27 الذي عقد في شرم الشيخ، ما يستلزم تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار، وإدارته بشكل سليم، وبهيكل تنظيمي ملائم حتى يمكن توجيه الاستفادة منه للمجتمعات الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ.

وقال إن التمويل المناخي هو أساس التقدم، ولدينا فرصة لتحديد مستهدفات تمويلية جديدة في مؤتمر الأطراف COP28 تساعدنا على رسم مسار جديد لطموح مناخي أكبر، داعياً إلى تطوير عاجل لأداء المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف، لتوفير المزيد من التمويل الميسَّر وتقليل المخاطر وجذب المزيد من التمويل من القطاع الخاص، وأوضح أنه «لا غنى عن التوسع في إتاحة التمويل المناخي، وتسهيل الحصول عليه بتكلفة مناسبة».

وأكد الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، الحاجة الملحّة إلى «التكاتف والاتفاق على الأهداف المشتركة، وأنه لا مجال للتفرق والانقسام، لأن العالم يتقدم من خلال الشراكة، وليس الانغلاق».

وقال إن «المهمة التي تقع على عاتقنا هي من أكبر التحديات التي واجهتها البشرية على الإطلاق، ولكن إذا أدركنا أهمية القضايا المطروحة، وعملنا معاً، وبدأنا الآن، فسنحول هذا التحدي إلى واحدة من أعظم الفرص للتنمية الاجتماعية والاقتصادية».

وتُعدّ هذه الزيارة إلى كوبنهاغن الأحدث ضمن جولة الاستماع العالمية التي يقوم بها الجابر، بصفته الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، والتي تهدف إلى لقاء مجموعة من الشركاء عبر الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية، والاستماع إلى آرائهم.

سلطان الجابر:

• «تماشياً مع رؤية قيادة الإمارات، نسعى للبناء على مخرجات مؤتمر COP27، والانتقال من الأهداف إلى تحقيقها».

• «العالم بعيد عن المسار الصحيح للحفاظ على الهدف الأهم، وهو تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض».

• «التكنولوجيا ذات التكلفة الضخمة ليست مفيدة لأحد، وعلى الحكومات تطوير مشروعات وتقنيات الهيدروجين».

• «نحن بحاجة إلى تطوير عاجل لأداء المؤسسات المالية الدولية، وبنوك التنمية متعددة الأطراف».

تويتر