الكرملين لا يرى فرصة لإجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا حالياً

بوتين يعقد اجتماعاً لمجلس «الأمن الداخلي» بعد هجمات بطائرات مسيرة

بوتين خلال اجتماعه بمجلس الأمن لمناقشة كيفية ضمان «الأمن الداخلي» لروسيا. رويترز

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مع كبار مسؤولي «الأمن الداخلي» في روسيا بعد أن قال الكرملين إن الهجمات الأوكرانية الأخيرة بطائرات مُسيَّرة تشكل خطراً على البلاد، وأكد أنه لا يرى فرصة لإجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا حالياً.

في وقت سابق أمس، قالت السلطات إن طائرة مسيرة قصفت بالقرب من مطار في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا، بعد يوم من إلقاء موسكو اللوم على كييف في هجمات بطائرات مسيرة على مطارين آخرين.

وكانت الهجمات بطائرات مُسيَّرة الاثنين غير عادية لأن كلا الموقعين يبعدان مئات الكيلومترات من الحدود الأوكرانية.

وقال الكرملين، أمس، إن بوتين عقد اجتماعاً لمجلس الأمن لمناقشة كيفية ضمان «الأمن الداخلي» للدولة، من دون مزيد من التفاصيل.

على صعيد متصل، قال المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، للصحافيين إن السلطات تتخذ الإجراءات «الضرورية» لحماية البلاد من الهجمات الأوكرانية. وأضاف رداً على سؤال حول ضربات الطائرات المُسيَّرة «بالطبع، السياسة التي أعلنها النظام الأوكراني صراحة لمواصلة مثل هذه الأعمال الإرهابية هو عامل خطر».

ورداً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، الإثنين، بأن الصراع في أوكرانيا سينتهي «بشكل شبه مؤكد بالطرق الدبلوماسية» والمفاوضات، مضيفاً أن هناك حاجة إلى «سلام عادل ودائم»، قال بيسكوف «بخصوص أن النتيجة ينبغي أن تكون التوصل إلى سلام عادل ودائم، فإننا نتفق مع ذلك. أما في ما يتعلق بفرص الدخول في مفاوضات من أي نوع، فإننا لا نرى أياً منها في الوقت الحالي».

وأضاف أنه سيتعين أن تحقق روسيا أهداف «عمليتها العسكرية الخاصة» في أوكرانيا أولاً قبل إجراء محادثات مع أي شركاء محتملين.

في وقت سابق أمس، قال حاكم كورسك، رومان ستاروفويت، إنه نتيجة لهجوم بطائرة مُسيَّرة بالقرب من مطار محلي، اشتعلت النيران في خزان للنفط. لم تقع إصابات ولم يحدد الحاكم المكان الذي جاءت منه الطائرة المُسيَّرة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، إن أوكرانيا «حاولت ضرب» قاعدة دياغيليفو الجوّية في منطقة ريازان وقاعدة إنغيلز في منطقة ساراتوف «بطائرات مسيرة سوفييتية الصنع».

و«إنغيلز» هي قاعدة للطائرات الاستراتيجية التي تقول كييف إنها استخدمت لضرب أوكرانيا.

وقالت الوزارة الروسية إن تلك الضربات أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة آخرين، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. كما لحقت أضرار طفيفة بطائرتين.

ووفقاً لوسائل الإعلام المحلية، تعرضت منشأة عسكرية في منطقة بازا لهجوم بطائرات مسيرة أمس أيضاً.

وأظهرت مقاطع فيديو من مدينة كورسك الصناعية حريقاً كبيراً في منطقة المطار التي تستخدم حصرياً للرحلات العسكرية.

وفي الوقت نفسه، أفادت بوابة «بازا» الإلكترونية بوقوع هجوم بطائرة مسيرة في منطقة بريانسك استهدف على ما يبدو شركة قابضة حكومية لها صلات بالأمن القومي.

وتأتي هجمات الطائرات من دون طيار خارج الحدود الروسية في الوقت الذي يواصل فيه الكرملين حملته تدمير البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، ومن بينها البنية التحتية للطاقة والنقل.

وكرّرت روسيا وجهة نظرها أمس، بأن ضرباتها مبررة عسكرياً.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنها «ضربات ضخمة بأسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى ضد نظام القيادة العسكرية ومصانع الأسلحة والأشياء المرتبطة بها من أجل كسر الإمكانات العسكرية لأوكرانيا».

وعلى الأرض، يضغط الكرملين عبر ضم كامل للأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرته، ومن بين ذلك ما يتعلق بتغيير العملة المحلية إلى الروبل الروسي. وحث الروس الذين يسيطرون على منطقة خيرسون الأوكرانية السكان أمس على استبدال مدخراتهم بالروبل.

من ناحية أخرى، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، منطقة بالقرب من خط المواجهة مع القوات الروسية.

وأعرب زيلينسكي في مدينة سلوفيانسك عن «فخره» بجنود بلاده.

وعاد 60 من هؤلاء الجنود إلى أوكرانيا مقابل 60 جندياً روسياً، وفقاً لاتفاق تبادل الأسرى مع موسكو، الذي أعلن أمس.

وقال رئيس مكتب الرئيس الأوكراني في كييف، أندريه يرماك، في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنها «عملية تبادل ناجحة أخرى لأسرى الحرب».

وغرد يرماك: «رمزياً، حدث ذلك في اليوم الوطني للقوات المسلحة، 60 شخصاً يعودون إلى ديارهم ومن بينهم جنود الجيش والحرس الوطني وحرس الحدود».

تويتر