خليفة ميركل يعتذر بسبب سلوكه المستهتر خلال خطاب الرئيس الألماني

اضطر خليفة المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل للاعتذار بعد أن تبادل النكات مع الجمهور في الوقت الذي كان فيه الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير يتحدث للصحافة في المناطق التي ضربها الفيضان، ويواسي الأهالي الذين تضرروا جراء ذلك.

وشوهد زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أرمين لاشيت، وهو يضحك ملء فيه ويتبادل النكات في الوقت الذي كان المارة يستمعون للرئيس الألماني، يتحدث لرجال الصحافة.

ووصف الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط، لارس كلينغبيل، سلوك لاشيت بأنه «يفتقر إلى اللياقة فضلاً عن كونه مروّع» وأضاف: «يقولون إن شخصية الناس تظهر في أوقات الأزمات».

وغرد لاشيت معتذرًا بعد ظهر يوم السبت. وكتب «مصير من تضرروا جراء الفيضانات، والذي سمعنا عنه في العديد من المحادثات، مهم جداً بالنسبة لنا» ويسترسل «أنا آسف جداً للانطباع الذي تركته تعليقاتي، لقد كان هذا السلوك غير مناسب وأنا آسف.»

وكان لاشيت قد قطع اجتماعاً يوم الخميس للحزب للذهاب للمناطق المتضررة من الفيضانات في ولاية راينلاند غربي البلاد المكتظة بالسكان التي يمثلها كرئيس للوزراء.

وقطعت مرشحة حزب الخضر التي تنافس لمنصب المستشارة، أنالينا بربوك، إجازتها لزيارة المناطق المتضررة لكنها رفضت أن تكون مصحوبة بالصحافة. ومن المقرر أن تسافر ميركل غدا الأحد إلى واحدة من أكثر المناطق تضررا في غرب ألمانيا، قرية شولد في ولاية راينلاند بالاتينات.

والغي لاشيت زيارة له إلى بافاريا وتوجه إلى مدينة هاغن الإقليمية، حيث تسببت الفيضانات في أضرار جسيمة.

ويقول الخبير الاستراتيجي للحملات السياسية، جوليوس فان دي لار،: «الأزمة تشكل دائمًا لحظة حرجة للسلطة التنفيذية، ولهذا فإن الطريقة التي تصرف بها لاشيت يوم الخميس، بإلغاء رحلته إلى بافاريا ووضع نفسه كمدير للأزمات وجزءًا من السلطة التنفيذية، كانت هي الشيء الصحيح الوحيد الذي فعله». لكن الدور البارز الذي لعبه لاشيت في الاستجابة للكوارث يعني أيضًا أنه سيواجه أسئلة حول سجله المناخي.

فمع اعترافه بأن تغير المناخ هو من صنع الإنسان ويزيد من تتابع الأحداث الجوية القاسية يقول لاشيت - الذي انتقده المعارضون السياسيون لسياسته المناخية الفاترة - يوم الخميس إن الكارثة لم تكن سببًا في حد ذاتها لتقديم موعد للتخلص التدريجي من الفحم في ألمانيا. وقال لصحافي في مقابلة تلفزيونية «لا يمكنك تغيير السياسة لمجرد أن لدينا الآن كارثة مثل هذه».

وبينما دفع حزب لاشيت قدمًا في اتخاذ تدابير للتخفيف من تغير المناخ والاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة، فقد حذر هو نفسه من أن هذه الإجراءات الخضراء يجب ألا تضر بالصناعات الرئيسة في ألمانيا.

في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2002، كان المرشح الاشتراكي الديمقراطي، غيرهارد شرودر يخوض في الوحل في بلدة غريما بعد الفيضانات الشديدة التي ضربت ولاية سكسونيا الشرقية. واعتبرت تلك الصور عاملاً حاسماً في فوزه في نهاية المطاف على المحافظ البافاري إدموند ستويبر في اقتراع ذلك العام.

في الآونة الأخيرة، استطاع رئيس الوزراء البافاري آنذاك، هورست سيهوفر، أن يحصل على الأغلبية المطلقة لحزبه المحافظ في الانتخابات الإقليمية لعام 2013، وذلك بعد أربعة أشهر من ظهوره في مدينة باساو، التي شهدت فيضانات هي الأكثر تدميراً منذ خمسة قرون.

وفي غضون ذلك، واجه حزب الخضر، الذي يحتل المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي بعد الديمقراطيين المسيحيين، تحديًا خاصًا بهم يتعلق بالاستجابة للكارثة. فعلى الرغم من أن تغير المناخ هو القضية الأساسية للحزب، إلا أن الدخول في السياسة وسط مأساة وطنية ينطوي على مخاطر.

مرشحة الحزب لمنصب المستشارة، أنالينا بربوك - التي تضررت من مزاعم السرقة الفكرية وتضخم السيرة الذاتية في الأسابيع الأخيرة - اقتصرت تدخلاتها في البداية على وسائل التواصل الاجتماعي، بدلاً من الذهاب إلى مسرح الفيضانات يوم الخميس، لكنها سافرت في نهاية المطاف إلى المنطقة يوم الجمعة.

كما تحدث زعيم حزبها، روبرت هابيك، عن الكارثة لكنه اختار البقاء بعيدًا. وقال هابيك يوم الخميس إنه يشعر بأن عليه أن يترك الزيارات إلى مكان الحادث لأولئك الذين لديهم دور مباشر يلعبونه. وقال لمؤيديه في تجمع انتخابي في مدينة كيل الشمالية في وقت متأخر من يوم الخميس «سأكون مجرد سياسي يقف في الطريق ويريد بطريقة ما أن يكون في الصورة».

 

تويتر