محادثات جزائرية ليبية لإعادة فتح الخط البحري بين طرابلس والجزائر

قيس سعيد والمنفي يشددان على التعاون الأمني بين تونس وليبيا

الرئيس التونسي قيس سعيد يستقبل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي. أ.ب

شدد الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي على التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين وفي قطاعات أخرى.

ووصل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، صباح أمس، إلى تونس في زيارة رسمية تستمر حتى غد الاثنين بدعوة من الرئيس التونسي قيس سعيد.

وأجرى الرئيس التونسي ومحمد المنفي مباحثات شملت الاقتصاد والأمن والتنقل بين البلدين ووضع العمالة والاستثمار، فيما عهد إلى اللجنة المشتركة بين البلدين بالنظر في ملفات متخصصة.

وقال الرئيس سعيد، في المؤتمر الصحافي المشترك بالقصر الرئاسي «تقف تونس إلى جانب ليبيا في إعادة بناء مؤسساتها والفترة الانتقالية حتى يعبر الليبي وحده عن إرادته ويختار من يريد دون وصاية من أي كان».

وأضاف سعيد: «نحن نقف معهم ولن نحل معهم، تحدثنا أيضاً عن مشاريع تتكامل فيها الرؤى والقطاعات برؤية جديدة مختلفة».

بدوره، قال المنفي: «نقدر الدعم الذي تقدمه الشقيقة تونس، ونؤكد أن العلاقات تاريخية ومستمرة وإيجابية»، مشدداً على أهمية التعاون الثقافي والعلمي والأكاديمي بين البلدين.

وأضاف المنفي، في تصريحاته «تعرضنا للتعاون الأمني خلال هذه المرحلة شديدة الخطورة، لابد من أن يكون هناك استقرار أمني، أمن ليبيا هو من أمن تونس والعكس صحيح».

وتابع «البعد الأمني هو أهم الأبعاد التي لابد من التركيز عليها».

وتشهد ليبيا موجة تفاؤل نادرة بإحلال الاستقرار الأمني والسياسي، مع سعي رئيس الوزراء المؤقت عبدالحميد الدبيبة إلى توحيد المؤسسات الليبية والتحضير للانتخابات المقررة في 24 ديسمبر.

وتأتي زيارة المنفي في أعقاب زيارتين كان أداهما الرئيس سعيد ورئيس الحكومة هشام المشيشي إلى طرابلس في مارس الماضي ومايو الجاري على التوالي، في مسعى لاستعادة زخم العلاقات بين البلدين المتجاورين بعد نحو عقد كامل من الاضطرابات في ليبيا.

وتتطلع تونس التي احتضنت مئات الآلاف من الليبيين هرباً من الحرب منذ 2011، إلى تعاون أكبر وحضور لشركاتها وعمالها في مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا مع استتباب الأمن وتركيز مؤسسات الحكم في هذا البلد.

وكانت تونس طرفاً فعالاً في الحوار بين الفرقاء الليبيين قبل التوصل إلى اتفاق سياسي بين الفرقاء حول مرحلة انتقالية قبل الانتخابات المقررة في نهاية العام الجاري.

وفي الجزائر كشف وزير الخارجية الجزائري صبري بوقدوم، أمس، عن عزم بلاده استكمال المحادثات النهائية مع ليبيا لإعادة فتح الخط البحري الرابط بين طرابلس والجزائر العاصمة لاستغلاله في مجال نقل السلع والبضائع.

وقال بوقدوم، في كلمة ألقاها في افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي الجزائري الليبي بالعاصمة الجزائرية، صباح أمس، إن «طموح الجزائر في الشراكة المنشودة مع ليبيا أكبر من أن يقتصر على الرفع من قيمة المبادلات التجارية، وإنما يتعداه إلى تشجيع تدفق الاستثمارات المباشرة المتبادلة والاشتراك في رأسمال المؤسسات وغير ذلك من الآليات الكفيلة بالاستغلال الأمثل لفرص التبادل بين البلدين».

وأضاف أن المنتدى الاقتصادي الليبي لا يقل أهمية عن الدعم السياسي والأمني الذي تقدمه الجزائر إلى ليبيا، مشيراً إلى أن الجزائر بادرت باستقبال الفرقاء الليبيين كافة للبحث عن حلول يضعها الليبيون انفسهم.

وأشار إلى أن بلاده واكبت ودعمت المساعي الدولية الجادة المخلصة لوقف الاقتتال في ليبيا بما في ذلك مسار برلماني، مجدداً دعم بلاده الكامل لجهود السلطات الليبية المجسدة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية لإعادة الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، وتحقيق المصالحة الوطنية وتقوية مؤسسات الدولة، تمهيداً لإجراء انتخابات حرة عامة ونزيهة تضع ليبيا على سكة النمو والازدهار.

على صعيد آخر، كشفت وزارة الخارجية الجزائرية عن زيارة مرتقبة اليوم لرئيس الحكومة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة للجزائر.

تويتر