المنظمة تجتمع الأسبوع المقبل لتجنب كارثة جديدة بعد «كوفيد-19»

«الصحة العالمية»: وفيات «كورونا» تصل إلى 3 أضعاف الحصيلة المعلن عنها

صورة

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن عدد الوفيات بسبب «كوفيد-19» أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من الأرقام الرسمية المنسوبة إلى الوباء، وكشفت عن اجتماع لها، الأسبوع المقبل، لبحث سبل تجنب كارثة جديدة بعد «كورونا». وبينما توصلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يمهد الطريق لشهادة صحية لتسهيل السفر في القارة، قالت الهند إن انتشار مرض فطري مميت بين مرضى «كوفيد-19» يشكل تحدياً آخر لها وهي تكافح موجة ثانية من الجائحة.

وتفصيلاً، أفادت منظمة الصحة العالمية، بمناسبة صدور تقريرها السنوي حول الإحصاءات الصحية العالمية، بأن «كوفيد-19» تسبب في 2020 بوفاة ثلاثة ملايين شخص، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في حين تشير الأرقام الرسمية إلى نحو 1.8 مليون وفاة.

وقالت مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة، سميرة أسماء، خلال مؤتمر صحافي، إن «هذه الحصيلة تطابق التقديرات المماثلة التي تنص جميعها على أن العدد الإجمالي للوفيات أكبر بمرتين إلى ثلاث مرات على الأقل مما تم الإبلاغ عنه رسمياً». وأشارت المسؤولة إلى أن الوباء تسبب حتى الآن، بحسب أرقام منظمة الصحة «بنحو ستة إلى ثمانية ملايين» وفاة مباشرة وغير مباشرة. وشددت على أن «وباء (كوفيد ـ19) يشكل خطراً كبيراً على صحة الشعوب ورفاهها في العالم بأسره»، موضحة أن منظمة الصحة كانت تعمل مع الدول «من أجل تبيان الحصيلة البشرية الحقيقية للوباء، حتى نكون مستعدين بشكل أفضل للحالة الطارئة المقبلة».

وقال محلل البيانات في منظمة الصحة العالمية، ويليام مسيمبوري، إن هذا التقدير يشمل الوفيات غير المبلغ عنها بسبب «كوفيد-19»، وكذلك الوفيات غير المباشرة بسبب ضعف قدرة المستشفيات، والقيود المفروضة على التنقل، وعوامل أخرى.

واستمرار انتشار وباء «كوفيد-19»، واحتكار الدول الغنية للقاحات، دفع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية إلى عقد اجتماع، الأسبوع المقبل، لبحث سبل تجنب كارثة أخرى.

وسيتحدث خلال الجمعية العالمية الـ74 للصحة، التي تعقد افتراضياً، كما حصل السنة الماضية، من 24 مايو إلى الأول من يونيو، العديد من القادة، بينهم رؤساء دول، مع افتتاح النقاشات، والهدف هو أخذ العلم باستجابة العالم غير المناسبة لوباء «كوفيد-19»، ووضع خطة لمواجهة أوبئة أخرى في المستقبل.

والتحدي الكبير هو إصلاح منظمة الصحة العالمية التي وصلت إلى أقصى طاقاتها من جراء «كوفيد-19».

وتطالب تقارير عدة لخبراء، ستعرض خلال الجمعية، بإصلاحات واسعة لأنظمة الإنذار والوقاية، لتجنب حدوث إخفاق صحي آخر، في حين أن دولاً عدة لاتزال تفتقر إلى القدرة الصحية العامة اللازمة لحماية سكانها، وتنبيه المجموعة الدولية ومنظمة الصحة العالمية في الوقت المناسب حيال مخاطر صحية محتملة.

من جهة أخرى، توصلت دول الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يتيح لكل شخص مقيم في أحد البلدان الـ27 أن يحصل على جواز مرور رقمي صحي، يثبت إما تلقيه اللقاح أو نتيجة فحص سلبية لـ«كوفيد-19» أو دليلاً على تعافيه من إصابته بالفيروس أخيراً. وقالت مفوضة الصحة الأوروبية، ستيلا كيرياكيدس «هذه خطوة مهمة نحو استئناف حركة التنقل الحر في الاتحاد الأوروبي بشكل آمن قدر الإمكان، مع توضيح الأمور لمواطنينا وطمأنتهم».

وأعلن مفوض العدل بالاتحاد الأوروبي، ديدييه رايندرز، أمس، أن برنامج «جواز سفر كورونا» الذي سيمثل شهادة صحية تمكن صاحبها من السفر داخل الاتحاد الأوروبي، سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من يوليو المقبل.

وأشاد رايندرز بالاتفاق الذي تم إبرامه حديثاً بشأن البرنامج، بوصفه «أنباء جيدة لجميع المواطنين الأوروبيين».

وستتوافر ثلاثة أنواع من الشهادات الصحية مجاناً، وبشكل ورقي أو رقمي، حيث تثبت الشهادة الأولى حصول الشخص على التطعيم بلقاح مضاد لفيروس كورونا، معتمد من الاتحاد الأوروبي، وتثبت الشهادة الثانية نتيجة اختبار سلبية لفحص «كورونا»، في حين تتعلق الشهادة الثالثة بالأشخاص المتعافين من عدوى الفيروس.

وستكون الشهادة الصحية على جدول أعمال قمة القادة المقررة الاثنين والثلاثاء المقبلين في بروكسل، ويفترض أن يصادق البرلمان على الاتفاق وجلسته العامة المقبلة، المقررة من السابع إلى الـ10 يونيو في ستراسبورغ.

وكان مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، هانز كلوغه، حذر من أن التقدم ضد الجائحة مازال «هشاً»، وأنه مازال يتعين تجنب السفر الدولي. وقال كلوغه إن ما يسمى بالمتحورة الهندية، التي قد تكون أكثر قابلية للانتشار، رُصدت حتى الآن في 26 دولة على الأقل من أصل 53 دولة في منطقة أوروبا التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

وتواجه الهند تهديداً جديداً مرتبطاً بـ«كورونا»، مع إعلان الولايات في جميع أنحاء البلاد، الخميس، إجراءات طارئة لمواجهة زيادة في انتشار عدوى «الفطر الأسود» القاتل بين مرضى فيروس «كورونا».

وأعلنت ولايتان جديدتان تفشي هذا الداء الفطري، بينما فتحت نيودلهي ومدن رئيسة أخرى عنابر خاصة لعلاج آلاف المصابين.

وقال رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، أمس، إن انتشار مرض فطري مميت بين مرضى «كوفيد-19» يشكل تحدياً آخر للبلاد التي تكافح موجة ثانية من الجائحة.

وتسجل في الهند عادة أقل من 20 إصابة بهذه العفنيات سنوياً، لكنها صارت اليوم تهديداً جديداً ترافق مع انتشار فيروس «كورونا»، الذي أودى بحياة 120 ألف شخص في ستة أسابيع.

• الاتحاد الأوروبي: برنامج جواز سفر «كورونا» سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من يوليو.

• الهند تواجه تحدياً جديداً بظهور الفطر الأسود بين مرضى «كوفيد-19».

تويتر