واشنطن تؤكد «انفتاحها» على عقد محادثات مباشرة مع طهران

اجتماع جديد بشأن ملف إيران النووي الأسبوع المقبل في فيينا

عباس عراقجي (وسط) يحضر اجتماعاً افتراضياً مع اللجنة المشتركة حول برنامج إيران النووي. أ.ف.ب

اتفقت قوى دولية وإيران، أمس، على عقد محادثات الأسبوع المقبل في فيينا، لمناقشة الاتفاق النووي، بينما من المقرر أن يجري وسطاء «اتصالات منفصلة» مع الولايات المتحدة، بحسب ما أفاد الاتحاد الأوروبي، وفي وقت أبدت فيه واشنطن انفتاحها على عقد محادثات مباشرة مع طهران، أكدت الأخيرة أنها لن تجري مفاوضات مع أميركا على أي مستوى.

وتفصيلاً، قال بيان صدر بعد اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي الإيراني، إن المشاركين سيجتمعون في فيينا «ليحددوا بشكل واضح إجراءات رفع العقوبات وتطبيق (الاتفاق) النووي، بما في ذلك عبر عقد اجتماعات لمجموعات الخبراء المعنية». وأضاف أن الجهات المنسقة «ستكثّف اتصالات منفصلة في فيينا مع جميع المنضوين في خطة العمل الشاملة المشتركة (التسمية الرسمية للاتفاق النووي) والولايات المتحدة».

وجاء الإعلان في أعقاب مؤتمر عبر الفيديو جمع الدول الموقعة على اتفاق عام 2015، في ظل مساع لإقناع واشنطن بالانضمام مجدداً إلى الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وعقد الاجتماع على مستوى المساعدين والمديرين السياسيين لوزارات الخارجية لإيران ومجموعة (4+1)، برئاسة المدير السياسي لجهاز الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

ووصف إنريكي مورا، الذي ترأّس المحادثات، نظراً لدور المفوضية كجهة منسّقة، اجتماع أمس الافتراضي بـ«الإيجابي»، لكنه حذّر من أنه لايزال هناك الكثير الذي ينبغي القيام به لإعادة إحياء الاتفاق.

وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن الاجتماع سينعقد الثلاثاء، وأصر على أن الهدف هو «وضع اللمسات الأخيرة بشكل سريع على (خطوات) رفع العقوبات والإجراءات النووية من أجل إلغاء منسّق لكل العقوبات، ليتبع ذلك توقف إيران عن الإجراءات العلاجية».

وكتب على «تويتر»: «لا اجتماع إيرانياً- أميركياً. إنه غير ضروري».

وفي وقت سابق، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة والقوى العالمية ستسعى إلى وضع قائمتين للتفاوض بشأن العقوبات التي يمكن لواشنطن رفعها، والالتزامات النووية التي يجب على طهران الوفاء بها. وأضاف أن جميع الأطراف تأمل في التوصل إلى اتفاق في غضون شهرين.

بدوره، قال الاتحاد الأوروبي إنه سيعقد اجتماعات مع جميع الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، ومع الولايات المتحدة، في فيينا، الثلاثاء المقبل. وقال التكتل، الذي ينسق المحادثات بشأن الاتفاق النووي «اتفق المشاركون على استئناف هذه الدورة للجنة المشتركة في فيينا، الأسبوع المقبل، من أجل التحديد الواضح لرفع العقوبات، وتنفيذ الإجراءات النووية، بما في ذلك من خلال عقد اجتماعات مجموعات الخبراء ذات الصلة».

وتعهّد الرئيس الأميركي، جون بايدن، بالانضمام مجدداً إلى الاتفاق، بشرط معاودة إيران احترام التزاماتها التي تخلّت عنها رداً على انسحاب ترامب.

وأكدت الولايات المتحدة، أمس، أنها ستشارك في اجتماع الأسبوع المقبل في فيينا، لمناقشة الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدة أنها «منفتحة» على عقد محادثات «مباشرة» مع طهران.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس «لا نتوقع حالياً أن تجري محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في إطار هذه العملية، لكن الولايات المتحدة منفتحة على الأمر». وأضاف «لا نتوقع تحقيق اختراق فوراً، إذ ستكون أمامنا محادثات صعبة، لكننا نعتقد أن هذه خطوة مفيدة إلى الأمام». لكن طهران تقول إن على واشنطن رفع العقوبات الدولية التي أعاد ترامب فرضها قبل قيامها بأي خطوات للعودة إلى المسار، بينما ترفض عقد أي مفاوضات مباشرة مع الجانب الأميركي.

وأعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، أن الاجتماع المقبل للجنة المشتركة للاتفاق النووي (4+1) في فيينا، سيعقد بمشاركة الأعضاء الحاليين فقط، مؤكداً أن بلاده لن تجري مفاوضات مع أميركا على أي مستوى.

وجاء ذلك ضمن تصريحات عراقجي للصحافيين، تعليقاً على أنباء أفادت بأن أميركا ستحضر الاجتماع المقبل للجنة المشتركة للاتفاق النووي (4+1)في فيينا.

وتضم اللجنة مسؤولين من إيران والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا.

ذكر عراقجي أن أميركا لن تحضر أي اجتماع تحضره إيران، مضيفاً أن الأمر قطعي.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت أن أميركا ستكون حاضرة في فيينا يوم الثلاثاء المقبل، تزامناً مع اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، ولكن لن تجري مفاوضات مباشرة مع إيران.

وقال عراقجي: «لو أرادت سائر أطراف الاتفاق النووي إجراء مشاورات ثنائية أو متعددة الأطراف مع أمريكا حول الإجراءات التي يجب على أميركا أن تتخذها، سواء في فيينا أو في أي مكان آخر، فهو أمر يعود إليهم، وبطبيعة الحال فقد سبق أن جرى مثل هذا الأمر».

وأكد أن «الوفد الإيراني لن يجري أي مفاوضات مع الوفد الأميركي».

من جهة أخرى، أكد مندوب روسيا الدائم لدى المؤسسات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، عبر حسابه على موقع «تويتر» أن الاجتماع قد انتهى، مشيراً إلى أن المشاورات بين الممثلين عن إيران ودول 4+1 كانت جادة، وأنها ستتواصل. 

- الاتحاد الأوروبي سيعقد اجتماعات مع جميع الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني ومع أميركا في فيينا الثلاثاء المقبل.


ترحيب ألماني بالمفاوضات في إطار الاتفاق النووي

رحّب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بالمفاوضات في إطار الاتفاق النووي مع إيران.

وقال ماس في بيان صادر عن الخارجية الألمانية، أمس، في برلين: «من الجيد أن تجتمع كل الأطراف المعنية الفاعلة في فيينا اعتباراً من الأسبوع المقبل، للعمل على التنفيذ الكامل للاتفاق النووي مع إيران مرة أخرى. جنباً إلى جنب مع شركائنا في مجموعة (E3) فرنسا وبريطانيا، عملنا بشكل مكثف خلال الأسابيع القليلة الماضية على هذا الهدف».

وأضاف ماس في البيان: «ليس لدينا وقت نضيعه. التوصل إلى اتفاق يحظى باحترام كامل، سيكون بمثابة ميزة إضافية للأمن للمنطقة بأسرها، وأفضل أساس للمحادثات حول مسائل مهمة أخرى تتعلق بالاستقرار الإقليمي». برلين- د.ب.أ

تويتر