دراسة ترجّح منح الإصابة بالفيروس قدراً من المناعة لـ 5 أشهر على الأقل

خبراء «الصحة العالمية» يصلون ووهان لتحرّي منشأ «كورونا»

فريق يضم خبراء من منظمة الصحة العالمية لدى وصولهم إلى ووهان. أ.ب

وصل فريق يضم خبراء من منظمة الصحة العالمية إلى ووهان، أمس، للتحقيق في منشأ فيروس كورونا المستجد المتسبب بجائحة (كوفيد-19)، بعد أكثر من عام على ظهوره، علماً بأن اثنين من أعضاء الفريق لم يتمكنا من صعود الطائرة في سنغافورة، بعدما أثبتت الفحوص أنهما يحملان أجساماً مضادة للفيروس، فيما توصلت دراسة بريطانية أجريت إلى أن من أصيبوا بـ«كوفيد-19» يتمتعون على الأرجح بمناعة من المرض لمدة خمسة أشهر على الأقل.

وكان في استقبال الفريق الدولي إلى ووهان، المكون من 13 خبيراً مكلفين المهمة التي تأخرت كثيراً، مسؤولون صينيون يرتدون ملابس واقية، أخذوا عينات لأعضاء الفريق من مسحات للحلق لدى الوصول، ونقلوا بسرعة إلى فندق، حيث يتعين عليهم تمضية أسبوعين في الحجر قبل مباشرة العمل.

ورصد الفيروس للمرة الأولى في مدينة ووهان بوسط الصين أواخر 2019، وتسارع انتشاره في أنحاء العالم مودياً بما يقرب من مليوني شخص حتى الآن، وأصاب عشرات الملايين، وألحق أضراراً فادحة بالاقتصاد العالمي.

وتقول منظمة الصحة إن التوصل لمعرفة كيف انتقل الفيروس من الحيوان إلى البشر ضروري لمنع تفشي أوبئة مستقبلاً.

لكن رغم أشهر من المفاوضات الشاقة حول مهمتهم، منع الفريق من الوصول، الأسبوع الماضي، في مؤشر على الحساسية السياسية لمسألة شهدت تبادل الاتهامات بين الدول والتخمينات والإنكار.

وقالت المنظمة، أمس، إنه فيما وصل معظم أفراد الفريق، لم يُسمح لاثنين منهم بصعود الطائرة من سنغافورة إلى ووهان، بعدما أثبتت الفحوص أنهما يحملان أجساماً مضادة للفيروس، في عقبة جديدة ضمن الرحلة الطويلة للخبراء إلى الصين.

وقالت المنظمة في تغريدة إن جميع أعضاء الفريق «أجروا في بلدانهم فحوص (بي.سي.آر) عدة، وفحوصاً للأجسام المضادة لـ(كوفيد-19)، جاءت سلبية قبل السفر».

وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه الصين للقضاء على بؤر جديدة من الإصابات بالفيروس.

وفرضت تدابير عزل تطال أكثر من 20 مليون شخص في شمال الصين، وأعلنت حالة طوارئ في إحدى المقاطعات، فيما أعلنت البلاد عن أول وفاة بـ«كوفيد-19» منذ ثمانية أشهر.

وأعلنت لجنة الصحة الوطنية عن 138 إصابة جديدة أمس، في أكبر حصيلة يومية منذ مارس من العام الماضي.

ولاتزال بؤر الإصابات محدود، مقارنة بدول أخرى تكافح ازدياداً في أعداد الإصابات والوفيات.

لكن أول وفاة بالفيروس في الصين منذ أشهر عدة، لامرأة تعاني أمراضاً في مقاطعة خبي، أثارت الخشية في أنحاء الصين.

وحصل وسم (هاشتاغ) «وفاة جديدة بالفيروس في خبي» على أكثر من 270 مليون مشاهدة على منصة ويبو الصينية للتواصل الاجتماعي، أمس.

وقبل ذلك كانت الوفاة الأخيرة المعلنة في البر الصيني في مايو العام الماضي، وباتت الحصيلة الرسمية للوفيات الآن تبلغ 4635.

وتسعى بكين لمنع تفشي الجائحة قبل احتفالات السنة القمرية الجديدة، المناسبة التي يحتفل بها الصينيون الشهر المقبل، ويتوقّع أن يتنقل خلالها مئات ملايين الأشخاص في أنحاء البلاد.

ومع رصد الإصابات الجديدة، أعلنت مقاطعة هيلونغجيانغ أول من أمس «حالة طوارئ»، وطلبت من السكان البالغ عددهم 37.5 ملايين نسمة عدم مغادرة المقاطعة، إلا في حال الضرورة القصوى.

وتستعد الصين لمهمة فريق الخبراء التي ستسلط الضوء على روايتها المتعلقة بالفيروس.

وتغذي بكين الفكرة القائلة إن الوباء ظهر للمرة الأولى خارج حدودها، وتفضل التركيز على سيطرتها السريعة نسبياً على الأزمة الصحية.

وبذلت منظمة الصحة قصارى جهدها للتخلص من العبء السياسي المرتبط بمهمة فريقها.

وقال رئيس البعثة بيتر بن مبارك، إن المجموعة ستبدأ بحجر إلزامي في فندق.

وأضاف «وبعد أسبوعين سنتمكن من التنقل ولقاء نظرائنا الصينيين شخصياً، والتوجه إلى مختلف المواقع التي سنرغب في زيارتها».

وحذر بأنها «قد تكون رحلة طويلة جداً قبل أن نحصل على فهم كامل لما حصل».

وتقول بكين إنه على الرغم من أن ووهان هي المكان الذي رصدت فيه أول بؤرة من الإصابات، إلا أنها ليست بالضرورة منشأ الفيروس.

وأضاف بيتر «لا أعتقد أنه سيكون لدينا أجوبة واضحة بعد هذه المهمة الأولية، لكننا سنكون في الطريق نحو ذلك».

وقال «تكمن الفكرة في تقديم عدد من الدراسات التي صممت وتقررت قبل أشهر كي نفهم بشكل أفضل ما حصل».

يأتي ذلك في وقت توصلت فيه دراسة بريطانية، أجريت على عاملين في مجال الرعاية الصحية، إلى أن من أصيبوا بـ«كوفيد-19» يتمتعون على الأرجح بمناعة من المرض لمدة خمسة أشهر على الأقل، لكن هناك أدلة على أن من يحملون أجساماً مضادة ربما يحملون الفيروس وينشرونه. وأظهرت النتائج الأولية التي توصل إليها العلماء في هيئة الصحة العامة في إنجلترا أن من النادر أن يصاب بالفيروس حاملو الأجسام المضادة نتيجة عدوى سابقة، إذ حدثت الإصابة الثانية لدى 44 فقط من بين 6614 شخصاً أصيبوا بالفيروس وشملتهم الدراسة. لكن الخبراء حذروا من أن النتائج تعني أن الذين أصيبوا بالمرض في الموجة الأولى من الجائحة في الشهور الأولى من عام 2020 قد يكونون الآن عرضة للإصابة به مرة أخرى. كما حذروا من أن من يتمتعون «بالمناعة الطبيعية» المكتسبة، نتيجة الإصابة بالعدوى، ربما يحملون الفيروس في الأنف والحلق، وبالتالي يمكنهم نشر العدوى.

في السياق نفسه، بدأ لبنان، فجر أمس، إجراءات إغلاق عام أكثر تشدداً من سابقاتها، تتضمن منع تجول تام لنحو أسبوعين، في محاولة للحدّ من ارتفاع معدلات الإصابات القياسية بفيروس كورونا المستجد.

وبدت الحركة محدودة في عدد من شوارع بيروت وضواحيها، وأقفلت المؤسسات التجارية والأسواق ومعظم الشركات الخاصة أبوابها، بينما تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر زحمة سيارات صباحاً عند أحد مداخل بيروت الشمالية.

بابا الفاتيكان فرنسيس وسلفه بنديكت يتلقيان اللقاح

قال الفاتيكان، أمس، إن كلاً من البابا فرنسيس، وبابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر، حصلا على الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

وتلقى البابا فرنسيس (84 عاماً)، والبابا السابق بنديكت (93 عاماً) جرعة اللقاح، ضمن برنامج الفاتيكان للتطعيم الذي بدأ أول من أمس.

وعلى الرغم من أن كليهما معرض للإصابة، نظراً لتقدمهما في السن، فإن البابا فرنسيس قد يكون الأكثر عرضة للخطر بسبب استئصال جزء من إحدى رئتيه في شبابه، بعد إصابته بمرض في مسقط رأسه بالأرجنتين.

وسجلت مدينة الفاتيكان أقل من 30 حالة إصابة بفيروس كورونا، معظمها بين الحرس السويسري الذين يقيمون في ثكنات مشتركة. روما - رويترز


- تسجيل أول وفاة بالفيروس في الصين منذ أشهر عدة.

تويتر