وفيات قياسية جديدة في الولايات المتحدة بالفيروس.. ولقاح «أسترازينيكا» يعزز الأمل

دول العالم تبدأ استقبال العام الجديد في ظل إجراءات عزل

احتفالات العام الجديد في سيدني بالألعاب النارية. رويترز

استقبلت دول العالم، أمس، العام الجديد، في ظل قيود للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، أرخت بثقلها على احتفالات مليارات الأشخاص المتشوقين لوداع عام 2020 الذي طبعته الجائحة، مع الأمل بأن تسمح اللقاحات، ومنها أسترازينيكا، بالقضاء على هذا الوباء، فيما اقتربت الولايات المتحدة من عتبة الـ4000 وفاة جراء «كوفيد-19» في غضون 24 ساعة، أول من أمس، وهو عدد قياسي جديد.

وبعد عام صعب، سجلت فيه وفاة 1.7 مليون شخص على الأقل بوباء «كوفيد-19»، تسببت طفرات جديدة في إعادة فرض إجراءات عزل، وأجبرت محبي السهر على مواصلة عادة ألفوها في 2020، وهي متابعة الفعاليات من المنزل.

وأعلنت جامعة جونز هوبكنز وفاة 3927 شخصاً بفيروس كورونا المستجد، أول من أمس، في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً في العالم من الوباء، في حين تم تسجيل 189.671 ألف إصابة جديدة.

بهذا تكون حصيلة الإصابات الإجمالية في الولايات المتحدة قد بلغت 19.715.899 مليون، والوفيات 341.845 ألف منذ بدء انتشار الفيروس.

ومن شأن فترة أعياد نهاية السنة، التي تكثر فيها التنقلات والسفر، أن تسهم في تفاقم انتشار العدوى، لكن السلطات القلقة من الوضع متمسكة بالتدابير المتخذة للحد من الوباء، بل تعمد إلى تعزيزها، كما حصل في ألمانيا وإيرلندا وإنجلترا.

ومن سيدني إلى روما تابع المواطنون عروض الأسهم النارية والمفرقعات والحفلات المباشرة على الإنترنت أو التلفزيون.

وحلت الساعات الأولى من عام 2021 في دولتي كيريباتي وساموا بالمحيط الهادئ، فيما ستكون جزيرتا هاولاند وبيكر غير المأهولتين آخر المناطق التي تستقبل العام الجديد بعد 26 ساعة على ذلك.

ومع أن جزر المحيط الهادئ بقيت بمنأى عن أسوأ تداعيات الوباء، إلا أن القيود المفروضة عند الحدود، ومنع التجول، وتدابير العزل والإغلاق، تجعل ليلة رأس السنة مختلفة هذا العام.

وفي سيدني، أكبر المدن الأسترالية، أنارت العروض الضوئية المرفأ بعرض مبهر، لكن قلة من الأشخاص تابعت الحدث حضورياً.

وألغيت خطط للسماح بوجود حشود في أعقاب تسجيل بؤرة من نحو 150 إصابة جديدة، ما أدى إلى فرض قيود مشددة على السفر من سيدني وإليها.

وتخضع إيطاليا حالياً لإجراءات إغلاق على مستوى البلاد حتى السابع من يناير، مع حظر تجول يبدأ الساعة الـ10 مساء.

وللخروج من هذه الأزمة، تعول السلطات البريطانية على حملة التلقيح التي بوشرت مطلع ديسمبر، وقد تعززت بالترخيص، أول من أمس، للقاح تطوره المجموعة البريطانية أسترازينيكا، بالتعاون مع جامعة أكسفورد.

ورحّب رئيس الوزراء بوريس جونسون بهذا الإجراء، معتبراً أنه «نبأ سار» و«انتصاراً للعلم في بريطانيا. سنلقح الآن أكبر عدد ممكن من الأشخاص بأسرع وقت ممكن».

وسيستخدم اللقاح في المملكة المتحدة اعتباراً من الرابع من يناير، وقد أوصت لندن على 100 مليون جرعة منه.

وحذت الأرجنتين بعد ساعات قليلة حذوها مع إصدار ترخيص عاجل لمدة سنة لهذا اللقاح.

في المقابل، رأت الوكالة الأوروبية للأدوية أن من غير المرجح أن يحصل هذا اللقاح على ترخيص ضمن الاتحاد الأوروبي في يناير، فيما لا يتوقع الأميركيون الموافقة عليه قبل أبريل. وكان هذا اللقاح مرتقباً جداً لأسباب عملية، فهو أقل كلفة بكثير من اللقاحات الموزعة حتى الآن في البلاد، ويمكن حفظه في براد عادي بين درجتين وثماني درجات مئوية، الأمر الذي يسهل التلقيح على نطاق واسع.

ومن فرنسا إلى لاتفيا والبرازيل، انتشرت عناصر من الشرطة، وفي بعض الأحيان عسكريون، للسهر على احترام حظر التجول أو حظر التجمعات بأعداد كبيرة.

وتعد نيوزيلندا الخالية من الفيروس، من الأمكنة التي يمكن فيها للمواطنين الاحتفال من دون الاستعانة بشاشة مع تنظيم الكثير من المدن عروض الأسهم النارية وسط تدابير محدودة.

وفي بيروت التي لاتزال تحاول تخطي كارثة انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس، خففت السلطات أيضاً الإجراءات.

فتم تأخير موعد حظر التجول إلى الساعة الثالثة صباحاً، وأعيد فتح الحانات والمطاعم والنوادي الليلية مع الإعلان عن حفلات كبيرة إيذاناً بالعام الجديد.

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات لنوادٍ ومطاعم مكتظة، ما دفع بالسلطات إلى التحذير من احتمال فرض تدابير إغلاق جديدة بعد الأعياد.

والمخاوف من تداعيات الاحتفالات واسعة النطاق، وتبرز مؤشرات كبيرة عن أن سلالات جديدة من الفيروس يمكن أن تجعل الأشهر المقبلة أكثر صعوبة.

وفي تمنياتها بمناسبة العام الجديد، نبهت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، المواطنين إلى أن أزمة فيروس كورونا المستجد «التاريخية» يمكن أن تستمر في 2021، حتى مع الأمل الذي تحمله لقاحات.

في البرازيل التي سجلت أكثر من 193 ألف وفاة بـ«كوفيد-19»، ما يجعلها ثاني أكثر الدول المتضررة بالوباء في العالم، تنتظر الفرق الطبية الخائفة موجة جديدة.

وفي الأيام الأخيرة، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تظهر أشخاصاً من دون كمامات أو أقنعة يستمتعون بقضاء أمسية في الخارج، كما عرضت القنوات التلفزيونية مشاهد لعناصر من الشرطة وهم يغلقون الحانات المليئة بالرواد.

وقال عالم الأحياء الدقيقة في جامعة ساو باولو لويز غوستافو دي ألميدا إن «الوباء بلغ ذروته بين مايو ويوليو، حين لم تكن هناك الكثير من التنقلات، واعتنينا بأنفسنا أكثر. الآن ثمة الكثير من الحالات والناس يتصرفون كما لو لم تكن هناك جائحة».


• من سيدني إلى روما، تابع المواطنون عروض الأسهم النارية والمفرقعات والحفلات المباشرة على الإنترنت أو التلفزيون.

تويتر