أثبت نجاحه في كثير من الحالات

التعلم عن بُعد يتفوق على نظيره في الفصول الدراسية التقليدية

صورة

يظل التعليم عبر الإنترنت، أو عن بُعد، خياراً جيداً للطلاب الذين - لأسباب مختلفة - لا يمكنهم الحصول على التعليم داخل مؤسسات تعليمية. وعلى الرغم من أنه لاتزال هناك بعض التحفظات على الدورات التدريبية البدائية عبر الإنترنت، فقد تطوّرت التقنية عبر الإنترنت بشكل كبير خلال العقد الماضي. والآن، وبشكل مفاجئ إلى حد ما، يبدو أن الإقبال على التعليم عن بُعد بدأ يتفوق في الواقع على نظيره في الفصول الدراسية التقليدية. وتتزايد نسبة نجاح الطلاب فيه، بل ويحصلون على أفضلية فيه.

وأظهرت دراسة عام 2012 بصيصاً من الاعتراف المبكر بجودة التعليم عبر الإنترنت. وكشف الاستطلاع أن 77٪ من القادة الأكاديميين يعتقدون أن التعليم عبر الإنترنت يساوي أو يفوق التعلم في الفصل الدراسي التقليدي. ويعتقد أكثر من 69٪ من كبار المسؤولين الأكاديميين أن التعلم عبر الإنترنت جزء مهم من استراتيجيات التعليم طويلة المدى.

وأثبتت دراسة عام 2018 أن 85٪ من الطلاب الذين سبق لهم التسجيل في الدورات المباشرة وجهاً لوجه عبر الإنترنت شعروا بأن تجربتهم على الإنترنت كانت مشابهة، أو أفضل من الدورة الصفية. وأكد 37٪ منهم أنها كانت تجربة رائعة.

هناك الكثير من الأمثلة على تفوق التعليم عن بُعد على نظيره التقليدي في جميع أنحاء العالم وعبر الطلاب من جميع الأعمار. في المملكة المتحدة، جاءت شهادات جامعة «إسيكس» عبر الإنترنت، ضمن أفضل 18 شهادة صادرة عن مؤسسة تعليمية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث حصلت على 91 درجة في الاستطلاع الوطني للطلاب، الذي تشرف عليه هيئة تنظيم التعليم العالي في بريطانيا.

وكان متوسط معدل النجاح لأول مرة للمتعلمين عن بُعد في كليات الحقوق الذين اجتازوا امتحان قانون طلاب السنة الأولى في كاليفورنيا أكثر بقليل من ضعف كليات الحقوق التقليدية في الولاية 34.8٪ مقابل 17.1٪، استناداً إلى البيانات المتاحة للجمهور في السنوات الـ10 الأخيرة من الإدارات التعليمية. وشهدت كلية كونكورد للقانون، وهي أول كلية للقانون عبر الإنترنت بالكامل في الولايات المتحدة الأميركية، معدل نجاح لأول مرة وصل إلى نسبة 45٪ في أحدث دورة لها.

وأصدرت مؤسسة غالوب لاستطلاع الآراء دراسة في أبريل الماضي، قارنت نتائج خريجي جامعة ويست غافرنرز مع نتائج خريجي مؤسسات أخرى. وأثبت الاستطلاع أن نموذج تعليم جامعة ويست غافرنرز، الذي يجري في جميع الدورات عبر الإنترنت، منظم بشكل أفضل من الكليات التقليدية. وتجاوز معدل العمالة لخريجي الجامعة بدوام كامل المتوسط الوطني بنحو 20 نقطة مئوية. ومن المرجح أن يتدرج خريجوها في وظائفهم بشكل أفضل. وحتى الآن، لاتزال «غالوب» تعتبر الجامعة هي المؤسسة التعليمية الأعلى نسبة مئوية للخريجين الذين يقولون إن لديهم مرشداً شجع أهدافهم وأحلامهم.

ويتحوّل الطلاب بشكل متزايد إلى الدورات التدريبية عبر الإنترنت، لأنها أصبحت طريقة أفضل للتعلم. وتوفر الدورات عبر الإنترنت للطلاب تحكماً أكبر في تعلمهم، من خلال إتاحة الفرصة لهم للعمل بالسرعة التي تناسبهم. ويمكن أن يسهم المزيد من محتوى الوسائط المتعددة الجذاب، ومعدلات اتصالهم بمعلميهم وزملائهم في الفصل الدراسي عبر الدردشة عبر الإنترنت، والتعرض الأقل للظروف الخارجية في تحسين مقاييس استيعابهم. وتتبع الدورات عبر الإنترنت أيضاً نهجاً تقييمياً أكثر تكراراً. وكلما تم تقييم الطلاب بشكل أكثر، كان بمقدور معلميهم تتبع تقدمهم والتدخل عند الحاجة.


تاريخ التعلم عن بُعد

في أربعينات القرن الـ19، كان أحد التربويين، ويُدعى السير إسحاق بيتمان، يدير دورات بالمراسلة لتدريس نظام الاختزال في الكتابة، وهو أسلوب ثوري ظهر في ذلك الوقت ولايزال يستخدم على نطاق واسع اليوم. وفي عام 1858، أصبحت جامعة لندن أول جامعة تقدّم درجات في التعلم عن بُعد. وفي عام 1892، تم استخدام مصطلح «التعلم عن بُعد» لأول مرة في كتيب أصدرته جامعة ويسكونسن ماديسون في الولايات المتحدة الأميركية. ومن الممكن تتبع نمو التعلم عن بُعد من أميركا ما قبل الثورة إلى بريطانيا في القرن الـ21، حيث يشارك ما يقرب من 400 ألف طالب حالياً في دورات التعلم عن بُعد. وتطور هذا النموذج التعليمي بدءاً من المحاضرات المرسلة عبر الفونوغراف والبث الإذاعي، إلى الشهادات التي يتم تقديمها في العصر الرقمي.

77 %

من القادة الأكاديميين يعتقدون أن التعليم عبر الإنترنت يساوي أو يفوق التعلم في الفصل الدراسي التقليدي.

أظهرت دراسة عام 2012 بصيصاً من الاعتراف المبكر بجودة التعليم عبر الإنترنت.

في بريطانيا جاءت شهادات جامعة «إسيكس» عبر الإنترنت، ضمن أفضل 18 شهادة.

تويتر