متظاهرون يقطعون الطرق الرئيسة في أحياء متفرقة

إضرابات في بغداد وجنوب العراق للمطالبة بـ «إسقاط النظام»

المتظاهرون العراقيون لجأوا إلى العصيان المدني لتحقيق مطالبهم. رويترز

واصلت مدارس ومؤسسات حكومية عدة إغلاق أبوابها في بغداد وعدد من المدن الجنوبية في العراق، أمس. فيما تواصلت الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني، للمطالبة بـ«إسقاط النظام»، وقطع متظاهرون الطرق الرئيسة في أحياء متفرقة.

وشهدت الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من أكتوبر الماضي أعمال عنف دامية، أسفرت عن مقتل نحو 260 شخصاً على الأقل، ووسط دعوات الناشطين إلى عصيان مدني، تزايدت المشاركة لتشمل نقابات، بينها نقابة المعلمين، التي أعلنت إضراباً عاماً أدى إلى شلل في معظم المدارس الحكومية في العاصمة والجنوب.

وفي بغداد، قطع متظاهرون الطرق الرئيسة في أحياء متفرقة، بينها مدينة الصدر، لمنع حركة السير، ولم تتدخل قوات الشرطة التي اكتفت بالمراقبة، وشارك متظاهرون آخرون، بينهم طلاب مدارس وجامعات، بإضراب نقابة المعلمين الذي أُعلن الأسبوع الماضي.

بدورها، أعلنت نقابات المهندسين والمحامين والأطباء عن إضراب عام كذلك، دعماً للاحتجاجات، فيما قطع متظاهرون الطرق في الكوت، كبرى مدن محافظة واسط جنوب بغداد.

وشهدت الناصرية عصياناً مدنياً، حيث أغلق متظاهرون جسور المدينة الأربعة، ما أدى إلى توقف العمل في معظم المؤسسات الحكومية والمدارس، فيما شهدت مدن أخرى في جنوب البلاد إضرابات مماثلة، بينها الديوانية (جنوب بغداد)، حيث علّق المتظاهرون لافتة كبيرة على مبنى مجلس المحافظة، كُتب عليها «مغلق بأمر الشعب».

وامتنع العديد من الموظفين عن الذهاب إلى أعمالهم في مدينة الحلة بمحافظة بابل جنوب بغداد، وسط إغلاق لمعظم الدوائر الحكومية، وفق مراسل «فرانس برس».

وفي البصرة، أغنى محافظات البلاد بالنفط، وحيث المنفذ البحري الوحيد للبلاد، أغلقت المدارس الحكومية للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات بداية الشهر الماضي، كما واصل المحتجون إغلاق الطريق الرئيس المؤدي إلى ميناء أم قصر، أحد المنافذ البحرية الرئيسة لاستيراد المواد الغذائية والطبية وغيرها، للبلاد.

وقال مصدر في الميناء لـ«فرانس برس»: «انسحبت نحو 12 سفينة بعد انتظار تفريغ حمولتها في الميناء، إلى مكان آخر».

وأعادت قوات الأمن العراقية افتتاح عدد من الطرق والجسور، بعد قيام متظاهرين بإغلاقها ساعات عدة، ما أدى إلى زحامات مرورية خانقة مع بدء الدوام الرسمي في مناطق متفرقة من بغداد وعدد من المحافظات.

وقالت مصادر طبية لـ«فرانس برس»، إن شخصاً واحداً على الأقل قتل وأصيب العشرات خلال مواجهات مع قوات الأمن في ساحة التحرير وسط بغداد، المركز الرئيس للاحتجاجات في العاصمة، أول من أمس، فيما أعربت المفوضية العراقية لحقوق الإنسان، في بيان لها، أمس، عن قلقها حيال مصير «مخطوفين»، بينهم متظاهرون وصحافيون وكوادر طبية.

وكان رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، عقد اجتماعاً، مساء أول من أمس، لمناقشة حماية المتظاهرين في بغداد والمحافظات، وذكر بيان للحكومة العراقية أنه تم بحث آخر التطورات، والتأكيد على أداء الأجهزة الأمنية لمهامها بحفظ الأمن والاستقرار، وقيامها بواجباتها وفق التوجيهات لحماية المتظاهرين السلميين، والممتلكات العامة والخاصة، والمنشآت الحيوية.


المتظاهرون يواصلون إغلاق الطريق الرئيس

المؤدي إلى ميناء «أم قصر».

تويتر