الموافقة على الموازنة النهائية دون أي ضرائب جديدة

تواصل التظاهرات في لبنان لليوم الثالث.. والجيش يتضامن مع المحتجين

قوات من الجيش اللبناني تمرّ وسط المتظاهرين في بيروت. أ.ف.ب

خرج المئات من اللبنانيين إلى الشوارع للتظاهر، أمس، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجاً على فشل السلطات في إدارة الأزمة الاقتصادية، فيما أعلنت قيادة الجيش تضامنها مع مطالب المحتجين، لكنها دعتهم إلى التعبير بشكل سلمي، وأعلنت وزارة الداخلية اعتزامها إخلاء سبيل معظم المحتجزين في الاحتجاجات، وقررت الحكومة ألا تتضمن الموازنة الجديد أي زيادة في الضرائب أو الرسوم.

وتفصيلاً، أعلن وزير المالية اللبناني، علي حسن خليل، أمس، بعد لقاء مع رئيس الوزراء سعد الحريري، أنهما اتفقا على موازنة نهائية لا تتضمن أي ضرائب أو أي رسوم إضافية، في محاولة لتهدئة الاحتجاجات، وذكرت مصادر حكومية أن مجلس الوزراء اللبناني سيعقد جلسة اليوم، لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة.

وتجمع المئات حاملين الأعلام اللبنانية أمام مقر الحكومة وسط بيروت، الذي بدا صباحاً أشبه بساحة حرب، تتصاعد منه أعمدة الدخان وسط تناثر الزجاج والنفايات، غداة تظاهرات حاشدة ليلاً، تخللت بعضها أعمال شغب واعتقالات، وتولى الجيش إعادة فتح بعض الطرق.

وتجددت الاحتجاجات في ساحة الشهداء بالعاصمة بيروت، وفي ساحة النور بمدينة طرابلس شمال لبنان، وفي كفر رمان بالنبطية جنوب لبنان وفي زوق مكايل بجبل لبنان، وقطع المتظاهرون بعض الطرقات منذ صباح أمس، في جبل لبنان وشماله وجنوبه.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، بمقتل شخص بعدما حدث اشتباك فردي، صباح أمس، على طريق المطار بين مواطن لبناني وعدد من المتظاهرين، أطلق خلاله المواطن النار ما أدى إلى مقتل شخص، فيما أعلنت حركة «أمل» رفضها المظاهر المسلحة في مدينة صور، مشيرة إلى أنها بصدد إجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ تدابير.

وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً، أمس، دعت فيه «جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرةً بمعيشتهم وكرامتهم، إلى التعبير بشكل سلمي، وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة»، وأكدت قيادة الجيش «تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقّة، وتدعوهم إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين».

وأعلنت قوى الأمن الداخلي توقيف 70 شخصاً خلال قيامهم بأعمال تخريب وإشعال حرائق وسرقة، في وسط بيروت، وتم إطلاق سراح عدد منهم أمس.

وأكد وزيرة الداخلية اللبنانية، ريا الحسن، اعتزام الوزارة إخلاء سبيل معظم المحتجزين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، بسند إقامة، ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية عن الحسن قولها إنها «اتصلت بالمدعي العام لدى محكمة التمييز، الذي أبلغها أن معظم الذين تم احتجازهم سيتم إخلاء سبيلهم بسند إقامة، وذلك لاستكمال التحقيقات لاحقاً للتثبت من مدى توافر الأدلة المادية على إقدامهم عمداً على ارتكاب أعمال شغب وسرقة محال، وحرق الممتلكات العامة والخاصة.

وأشارت الوكالة إلى أن القوى الأمنية أفرجت عن عدد من الأشخاص، كانت اعتقلتهم خلال تظاهرات «رياض الصلح».

وبدأت التظاهرات في لبنان، ليلة الخميس الماضي، بعد ساعات من فرض الحكومة رسماً بقيمة 20 سنتاً على تطبيقات الدردشة والتراسل الفوري، وبينها خدمة «واتس أب»، لكنها سرعان ما تراجعت عن قرارها على وقع الحراك الشعبي.

وتصاعد غضب الشارع اللبناني، خلال الأسابيع الأخيرة، إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية في السوق السوداء مقابل الدولار، وتوجه الحكومة لفرض ضرائب جديدة وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك.

ومنح رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، أول من أمس، شركاءه في الحكومة، في إشارة إلى «حزب الله» والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس اللبناني، ميشال عون، مهلة 72 ساعة، حتى يؤكدوا التزامهم المضي في إصلاحات تعهدت حكومته القيام بها، العام الماضي، أمام المجتمع الدولي، مقابل حصولها على هبات وقروض بقيمة 11.6 مليار دولار. وبينما أبدى الحريري استعداده للتنحي، رفض الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصرالله، في خطاب متلفز، أمس، استقالة الحكومة، وقال إن «وقت البلد ضيق، ويصعب العثور على حكومة جديدة تستطيع أن تعالج الأزمة».

وشدد نصرالله على أن «الوضع المالي والاقتصادي ليس وليد الساعة ولا وليد السنة، ولا ثلاث سنوات، ولا العهد الجديد أو الحكومة الجديدة، بل نتيجة تراكم عبر سنوات طويلة»، متوجهاً للمتظاهرين بالقول: «رسالتكم وصلت إلى المسؤولين جميعاً، ووصلت قوية».

وأوضح أنه يدعم الحكومة الحالية، ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة، مضيفاً أن «الاحتجاجات المستمرة تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة، ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود».

وخاطب نصرالله المتظاهرين قائلاً: «نحن نحترم خياركم بالتظاهر، ونقدر صرختكم وتظاهركم واحتجاكم.. رسالة هذين اليومين مهمة جداً، ويجب أن يستوعب المسؤولون أن الشعب اللبناني لم يعد يطيق أي ضرائب جديدة».


سقوط قتيل بالرصاص في اشتباك على طريق المطار بين مواطن لبناني ومتظاهرين.

نصرالله يرفض استقالة الحكومة.. ويؤكد للمتظاهرين أن رسالتهم وصلت.

تويتر