أكد أنها أحد الشركاء الواعدين والقريبين جداً لموسكو

بوتين: الإمارات تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. رويترز

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن موسكو تنظر إلى الإمارات العربية المتحدة كأحد شركائها الواعدين، والقريبين جداً، مضيفاً: «في العام الماضي وقعنا إعلان الشراكة الاستراتيجية والتعاون، وليس من قبيل المصادفة أن نتوصل إلى توقيع هذه الوثيقة، فهذا يدل على نوعية وطابع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية»، موضحاً أن الإمارات تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة، وتلعب دونما أي مبالغة دوراً يعزز الاستقرار.

وأضاف في حوار خاص مع قناة «العربية»، أمس: «لن أكشف سراً كبيراً إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة الإمارات العربية المتحدة، بل نشأت لدينا تقاليد وممارسة معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعات نشاطنا على توقيت واحد، في اتجاهات وقضايا مختلفة، لما فيه فائدة كبيرة، لا لكلا الطرفين فحسب، بل للمنطقة بأسرها».

وتابع أن «روسيا تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة، وثمة أيضاً أمرٌ أرى من الضروري جداً الإشارة إليه، وهو أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والاتحاد السوفييتي، في العهد السوفييتي، كانت على مستوى منخفض بقدر ملحوظ، وخلال السنوات الأخيرة تغيرت نوعية علاقاتنا تغيّراً جذرياً. نحن ننظر إلى السعودية كدولة صديقة لنا».

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تُعتبر من الدول الأساسية في المنطقة بلاشك، كما أنها تؤثر بحسب قدراتها ونطاق نشاطها في مجال الطاقة، ويمكن أن نعتبر المملكة العربية السعودية لاعباً ليس إقليمياً فحسب، وإنما هي لاعب دولي أيضاً، فهي تؤثر في سوق الطاقة العالمية، وبالتالي في سائر الطاقة العالمية، لذا فإن التعاون مع المملكة العربية السعودية ومع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالنسبة لنا مهم للغاية، وسنعمل على تطوير هذه العلاقات».

وحول الاعتداء الذي تعرضت له منشأتا النفط في المملكة العربية السعودية أخيراً، قال بوتين: «نحن ندين أي عمل من هذا النوع، ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، هذا هو موقفنا الرسمي. أعلنا عنه منذ البداية، وقد تحدثت شخصياً عن الأمر منذ فترة وجيزة خلال أسبوع الطاقة في موسكو، ولا يوجد أي شك في أن مثل هذه الأعمال لا تحقق أي نتائج لأي طرف، بما في ذلك أولئك الذين يعدُّون وينفذون مثل هذه الأعمال، نحن وأنا شخصياً، على اتصال مع قيادة المملكة العربية السعودية، بمن فيهم ولي العهد، الذي ناقشت معه الحادث، وأخبرته أنه من الضروري الحصول على أدلة وتحديد المذنبين، وأكدت أن هناك من يقف وراء هذا العمل، ونحن مستعدون لتقديم كل ما يطلب منا وكل ما لدينا من أجل التحقيق في هذا الحادث بدقة».

وأوضح الرئيس الروسي أن هناك حاجة لخفض مخزونات النفط العالمية إلى «مستوى معقول، وأن روسيا ستعمل مع السعودية والشركاء الآخرين من أجل تحييد وتقليل محاولات زعزعة استقرار السوق إلى الصفر».

وحول الأوضاع في سورية، قال بوتين: «نحن ذهبنا إلى سورية لدعم الحكومة الشرعية، أريد أن أشدد على ذلك، وهذا لا يعني عدم وجود مشكلات داخلية هناك، ولا يعني أن القيادة الحالية لا تتحمل أي مسؤولية عن الوضع. بلى، ولكن ذلك لا يعني مطلقاً أن نسمح للمنظمات الإرهابية بالاستيلاء على أراضي سورية، لتقيم هناك شبه دولة إرهابية، لم يكن بوسعنا السماح بأن يتدفق لاحقاً سيل من المقاتلين إلى بلدان الاتحاد السوفييتي السابق، التي لدينا معها حدود مفتوحة ونظام تنقل دون الحاجة لتأشيرة مرور».

تويتر