60 قتيلاً باشتباكات بين القوات الحكومية والفصائل في شمال غرب سورية

الجيش السوري يتقدم نحو بلدة خان شيخون في إدلب

جنود سوريون على دبابة بأحد المواقع شمال غرب سورية. أ.ب

قالت مصادر إن القوات الحكومية السورية تقدمت، أمس، نحو بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب، لتستفيد بذلك من مكاسب حققتها بدعم روسي منذ انهيار وقف لإطلاق النار هذا الشهر. في الأثناء، قتل نحو 60 شخصاً على الأقل في اشتباكات بين القوات الحكومية والفصائل في شمال غرب سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتفصيلاً، تقدم الجيش السوري، أمس، باتجاه مدينة خان شيخون، كبرى بلدات ريف إدلب الجنوبي، حيث يخوض معارك عنيفة ضد الفصائل المسلحة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويكثف الجيش السوري بدعم جوي روسي منذ نحو أسبوع عملياته القتالية في ريف إدلب الجنوبي، بعدما اقتصرت معظم الاشتباكات منذ بدء التصعيد على المنطقة، في نهاية أبريل، على ريف حماة الشمالي المجاور لإدلب.

وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن «قوات الحكومة باتت على بعد أربعة كيلومترات من مدينة خان شيخون من جهة الغرب، بعد سيطرتها على خمس قرى صغيرة»، موضحاً أنه «لم تعد تفصلها عن المدينة إلا أراضٍ زراعية».

ومن جهة الشرق، تدور معارك عنيفة بين قوات الجيش السوري ومقاتلي هيئة تحرير الشام والفصائل، حيث يحاول الجيش السيطرة على تلة استراتيجية، تقع على بعد نحو ستة كيلومترات من خان شيخون.

وقال عبدالرحمن إن المدينة «أصبحت عملياً بين فكي كماشة، من جهتي الشرق والغرب».

ويمر بالمدينة طريق استراتيجي سريع، ترغب دمشق باستكمال سيطرتها على جزء منه يمر عبر إدلب ويشكل شرياناً حيوياً، يربط بين أبرز المدن تحت سيطرة قواتها. وشهدت مناطق الاشتباكات وتلك القريبة منها حركة نزوح واسعة.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وحدات من الجيش تواصل عملياتها ضد مسلحي جبهة النصرة، والمجموعات التابعة لها في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي». ونقلت عن مصدر عسكري سيطرة الجيش على عدد من القرى في المنطقة.

ومنذ بدء القوات السورية تصعيدها على إدلب ومحيطها، تعرضت خان شيخون لغارات كثيفة سورية وروسية، لم تستثنِ الأحياء السكنية والمرافق الخدمية، ودفعت معظم سكانها إلى الفرار، حتى باتت شبه خالية.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً على الجزء الأكبر من إدلب، وأجزاء من محافظات مجاورة. كما تنتشر فيها فصائل مسلحة، وجماعات معارضة أقل نفوذاً.

ومحافظة إدلب ومحيطها مشمولان باتفاق روسي تركي منذ سبتمبر 2018، نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة الجيش السوري والفصائل.

كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة، وانسحاب المجموعات المقاتلة من المنطقة المعنية، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه.

وأرسى الاتفاق هدوءاً نسبياً، قبل أن تبدأ دمشق تصعيدها منذ نهاية أبريل وانضمت إليها روسيا لاحقاً، ما تسبب بمقتل نحو 820 مدنياً وفق المرصد، ودفع أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح، بحسب الأمم المتحدة.

وأعلنت دمشق، مطلع الشهر الجاري، موافقتها على وقف لإطلاق النار استمر نحو أربعة أيام، قبل أن تقرر استئناف عملياتها العسكرية، متهمة الفصائل بخرق الاتفاق واستهداف قاعدة حميميم الجوية، التي تتخذها روسيا مقراً لقواتها في محافظة اللاذقية الساحلية.

من جهة أخرى، قتل نحو 60 شخصاً على الأقل، أول من أمس، في اشتباكات بين القوات السورية والفصائل والمقاتلة في شمال غرب سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. واندلعت، صباح الثلاثاء، معارك عنيفة في ريف إدلب الجنوبي، تسببت وفق المرصد بمقتل 20 عنصراً من الفصائل المقاتلة، معظمهم من هيئة تحرير الشام، بينما قتل 23 عنصراً من القوات السورية.

وفي ريف اللاذقية الشمالي المجاور لإدلب، تسببت معارك بين الطرفين في منطقة بجبل الأكراد بمقتل 10 مقاتلين من الفصائل، مقابل ستة عناصر من القوات السورية والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد.

وتتزامن المعارك مع غارات وقصف كثيف يطال أرياف إدلب الجنوبي واللاذقية الشمالي وحماة الشمالي. وتسببت غارات روسية الثلاثاء بمقتل ستة مدنيين، بينهم ثلاثة في خان شيخون وثلاثة في قرية الصالحية جنوب إدلب، وفق المرصد.

تويتر