بريطانيا ترسل سفينة حربية ثانية إلى الخليج لضمان وجود أمني متواصل ضد تهديدات طهران

واشنطن: سنواصل العمل لضمان منع إيران من زعزعة الأمن البحري والتجارة العالمية

شرطة جبل طارق اعتقلت اثنين آخرين من أفراد طاقم الناقلة الإيرانية «غراس 1». أ.ف.ب

أدانت الولايات المتحدة محاولة الحرس الثوري الإيراني مضايقة السفينة البريطانية بالقرب من مضيق هرمز، وأشادت بالبحرية الملكية البريطانية على تأكيدها حرية الملاحة، وأكدت أنها ستواصل العمل مع حلفائها لضمان منع النظام الإيراني من زعزعة الأمن البحري والتجارة العالمية، فيما أعلنت بريطانيا أنها ستزيد مؤقتاً انتشارها العسكري في الخليج، بتقديم موعد تناوب مقرر بين سفينتين حربيتين في منطقة الخليج، حيث سيتم نشر السفينتين معاً في الوقت الحاضر قرب المياه الإيرانية، وفق مسؤولين أمس.

وتفصيلاً، قالت وزارة الخارجية الأميركية في تغريدة على «تويتر»، بالتزامن مع تصريح منسق الخارجية الأميركية لشؤون الإرهاب، ناثان سيلز، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تكثف جهودها للتصدي لأنشطة إيران وذراعها «حزب الله» في العالم.

وأضاف سيلز خلال كلمة بمؤتمر صحافي في الأرجنتين، أمس، أن ميليشيات «حزب الله» نشطة جداً في الولايات المتحدة، وإدارة الرئيس ترامب مستمرة في إحباط أنشطتها.

يأتي ذلك بعد أن ذكر مصدران مطلعان، الليلة قبل الماضية، أن الولايات المتحدة قررت ألا تفرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الوقت الحالي، وذلك في علامة على أن واشنطن ربما تترك الباب مفتوحاً أمام الدبلوماسية.

وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، قال في 24 يونيو أن ظريف سيوضع على قائمة سوداء في ذلك الأسبوع، وهو موقف علني غير مألوف، لأن الولايات المتحدة عادة لا تكشف مسبقاً عن تلك القرارات لمنع أهدافها من نقل أصول خارج الاختصاص القضائي الأميركي.

ومن شأن إدراج كبير المفاوضين الإيرانيين على القائمة السوداء، أن يعرقل أي مسعى أميركي لاستخدام الدبلوماسية لحل خلافاتها مع طهران، بشأن برنامج إيران النووي واختباراتها الصاروخية وأنشطتها في المنطقة.

ولم يعط المصدران أسباباً معينة للقرار الذي جاء بعد شهرين من زيادة التوتر بين البلدين، بسبب هجمات على ناقلات نفط في الخليج تنحي واشنطن باللائمة فيها على طهران، وإسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة، ما دفع الرئيس ترامب إلى إصدار أوامر بتوجيه ضربات جوية انتقامية قبل أن يتراجع عنها في اللحظات الأخيرة.

وقال أحد المصدرين المطلعين، شريطة عدم الكشف عن هويته، «الحكمة سادت. نرى الأمر ليس مفيداً بالضرورة»، مضيفاً أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، كان قد عارض إدراج ظريف على القائمة «في الوقت الحالي».

وفي مؤشر على مدى اقتراب واشنطن من اتخاذ إجراء ضد ظريف، وزعت وزارة الخزانة الأميركية في أروقتها مسودة بيان صحافي يعلن العقوبات على الوزير الإيراني.

ومن المتوقع أن يحضر ظريف اجتماعاً وزارياً في الأمم المتحدة الأسبوع الحالي، بشأن أهداف التنمية المستدامة، والذي يهدف للتصدي لقضايا منها الصراع والجوع والمساواة بين الجنسين، والتغير المناخي بحلول 2030.

ولكي يفعل ذلك سيتعين على الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول، وهي علامة أخرى على أن واشنطن ترجئ العقوبات في الوقت الحالي.

في السياق نفسه، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنّ «إتش إم إس دنكان»، التابعة للبحرية الملكية البريطانية ستنوب عن «إتش إم إس مونتروز» الموجودة حالياً، من أجل ضمان الحفاظ على «حرية الملاحة».

وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، إن المناقشات بين بريطانيا والولايات المتحدة مستمرة لتعزيز وجودهما العسكري في الخليج.

وقالت المتحدثة باسم ماي «نجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن تعزيز وجودنا في وجه التهديدات الأخيرة التي تواجه الملاحة بالمنطقة».

وقال مصدر دفاعي إنّ موعد عملية التناوب جرى تقديمه لبضعة أيام، من دون أن يحدد مدة بقاء السفينتين معاً في المنطقة.

وأضاف المصدر أنّ الحكومة رفعت في بداية الأسبوع مستوى التأهب في المياه الإقليمية الإيرانية بالنسبة للسفن البريطانية إلى الدرجة القصوى.

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، أمس، إن بريطانيا لا تسعى لتصعيد الوضع مع إيران، مع استمرار التوتر بين لندن وطهران، بسبب ناقلة إيرانية محتجزة ومرور السفن عبر مضيق هرمز.

وقال هنت لتلفزيون «سكاي نيوز»: «هذا رد فعل منا على ما يحدث بطريقة محسوبة وحذرة، ونوضح لإيران بأننا لا نسعى لتصعيد هذا الوضع».

لكن الحذر الذي أبداه وزير الخارجية البريطاني لا يخفي أن لندن جادة في مواجهة التحذيرات التي يطلقها المسؤولون الإيرانيون والتي ترجمت أخيراً بمحاولة التعرض للناقلة البريطانية «بريتيش هيريتدج».

وستقوم السفينة دانكان، التابعة للبحرية الملكية البريطانية «بالانتشار في المنطقة لضمان الحفاظ على وجود أمني متواصل فيما توقف السفينة مونتروز مهمتها لأعمال صيانة مقررة مسبقاً وتغيير أفراد الطاقم»، بحسب ما أعلن متحدث حكومي. وأضاف مصدر أنه تم تقديم موعد عملية التناوب بضعة أيام وسط تصاعد التوتر في المنطقة.

وذكرت محطة سكاي نيوز أن المدمرة (دنكان)، التي كان من المقرر نشرها في المنطقة على أي حال، ولكن ليس في وقت قريب، ستبحر إلى الخليج في غضون أيام قليلة للانضمام إلى الفرقاطة (مونتروز).

وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه التوترات مع إيران بعدما احتجزت بريطانيا ناقلة إيرانية في جبل طارق، وبعدما قالت إن سفناً إيرانية حاولت اعتراض الناقلة (بريتيش هيريتدج) التي تشغلها شركة (بي.بي) في مضيق هرمز.

وتشير هذه التطورات إلى أن بريطانيا تتجه لاتخاذ خطوات فعلية وملموسة لمواجهة التهديدات التي تطلقها إيران بين الحين والآخر، باستهداف ناقلات نفط بريطانية في خليج عمان.

وكانت واشنطن قد أعلنت قبل أيام عن مبادرة تستهدف تشكيل حلف دولي موسع، يتولى ضمان الملاحة البحرية في الممرات الحيوية للتجارة العالمية ولإمدادات النفط قبالة اليمن وإيران، أي في مضيقي باب المندب وهرمز.

وكانت الحكومة البريطانية، أول من أمس، استعدادها لبحث أي طلب أميركي من شأنه دعم واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، في إعلان يأتي في ذروة التوتر الأميركي الإيراني.

وذكرت الحكومة البريطانية، أول من أمس، أن ثلاث سفن إيرانية حاولت اعتراض ناقلتها «بريتيش هيريتدج» في مضيق هرمز، لكنها انسحبت بعد تحذيرات من فرقاطة بريطانية.

غيّر أن إيران نفت الاتهامات البريطانية على لسان وزير خارجيتها جواد ظريف، الذي قال إن مزاعم لندن بشأن محاولة طهران احتجاز ناقلة نفط بريطانية «لا قيمة لها».

وقال رئيس حكومة جبل طارق، أمس، إن الإجراء الذي اتخذته الأسبوع الماضي، بالتحفظ على الناقلة (غراس 1) يرجع إلى انتهاكها للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، وليس بناء على طلب أي دولة أخرى.

وتحفظت قوات مشاة البحرية الملكية البريطانية على الناقلة قبالة ساحل جبل طارق للاشتباه في انتهاكها العقوبات المفروضة على سورية.

وطالبت إيران بأن تفرج بريطانيا عن الناقلة، وتنفي نقل النفط إلى سورية بالمخالفة للعقوبات.

وفي وقت لاحق أمس، قالت شرطة جبل طارق إنها اعتقلت اثنين آخرين من أفراد طاقم الناقلة الإيرانية.


بريطانيا لا تسعى لتصعيد الوضع مع إيران، مع استمرار التوتر بسبب ناقلة إيرانية.

تويتر